في صبيحة يوم سبت ١٥ ابريل ٢٠٢٣ و من دون سابق انذار إندلعت الحرب اللعينة في الخرطوم فدوَّت إنفجارات المدافع و الرشاشات في كل مكان ليتملَّك الخوف و الفزع قلوب الناس فساد الهرج و المرج و هَمَّ الجميع بالفرار. نزح الملايين و لكن هناك من لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم لظروفهم الخاصة فتقطعت بهم الأسباب و ذاقوا الأمَرَّين نسبة لتوقف جميع خدمات المياه و الكهرباء و إنعدام المواد التموينية. و لكن في اوقات الشدة تتمايز الصفوف فتبرز قامات هباها الله صفة الثبات و اختصها بقضاء حوائج الناس فآثرت البقاء و لم تفكر في الهروب من الخرطوم بل آثرت البقاء و السعي لخدمة المحتاجين الذين لم يتمكنوا من النزوح.
معلوم ان من لا يشكر الناس لا يشكر الله. و لذلك توجب علينا أن نقولها:
تعظيم سلام، شريحة المغتربين في جميع فجاج الأرض فقد كنتم "جِمال شيل" لاهاليكم بلا كلل ولا ملل طوال سنين الحرب.
تعظيم سلام، جميع متطوعي و عاملي مستشفى النو و بشاير و أمدرمان. يا من انقذتم أرواح المصابين و المرضى من بين دوي الدانات و ازيز الراجمات و تحليق المسيرات
تعظيم سلام، شيخ الأمين و جماعة تكيته وبقية تكايا أمدرمان و بحري و الخرطوم. يا من أطعمتم من تقطعت بهم السبل داخل أمدرمان و بحري و الخرطوم في أحلك الظروف.
تعظيم سلام، أهالي الولايات الآمنة و مراكز ايوائهم و مدارسهم. يا من استقبلتم و آويتم من شردتهم الحرب و مكنتم ابناءهم من مواصلة دراستهم بلا رسوم.
لقد استحقيتم قلادة شرف عن جدارة و شكر و عرفان من جميع اهل السودان، بل و من كل العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة