من يصدق برنامج الإرث الكاذب؟ عاد برهان، قائد الانقلاب، ليملأ أجواء السودان بالكذب والخداع، مستمداً نهجه من إرث المخلوع السابق، الذي ترك وراءه سلسلة من الأكاذيب والمآسي، والتي بناها البرهان على أوهام وأحلام ليلية بعيدة عن الواقع، ثم عاد ليزيف علينا نهارنا بالمزيد من الأكاذيب التي تتنافى مع الحقيقة وواقع السودان المُر. من "لا تفاوض قبل يونيو" إلى "خطاب الراستات" في البداية، كان البرهان يتحدث عن موقف رافض للتفاوض قبل موكب 30يونيو، قائلاً إنه لن يكون هناك أي حوار أو تسوية قبل هذا التاريخ. لكن سرعان ما تحولت هذه التصريحات إلى تناقض واضح، حينما بدأ يتحدث في "خطاب الراستات" عن احتمالية التفاوض والتفاهم مع خصومه السياسيين، معتمداً على لغة مغايرة تماماً لمواقف سابقه. هذا التناقض الكبير يؤكد أن الرجل لا يملك موقفاً ثابتا، بل يمارس الكذب المنظم والتغيير المتقلب حسب المصالح. "لن أسلم السلطة" إلى "أكاذيب الإطاري" تكررت تصريحات البرهان التي تعهد فيها بعدم تسليم السلطة لأي جهة مدنية، مؤكداً أنه لن يفرط في منصبه، ولكن سرعان ما تبين أن تلك التصريحات لا تخرج من إطار الخداع السياسي، فبينما يتحدث عن الثبات على السلطة، كانت أفعاله وأقواله تذهب في اتجاه تكوين تحالفات داخلية وخارجية، غايتها تأبيد حكمه العسكري وتحجيم القوى المدنية، وهو ما يتضح جلياً في أكاذيبه حول الاتفاقيات الإطارية التي وقعها امام جهات دولية ثم تراجع عنها مدخلا البلاد فى فوهة حرب الكراهة التى دمرت البلاد من "حرب الكراهية" إلى "تصريحات الرباعية" يستخدم البرهان خطاباً مملوءاً بالحقد والكراهية ضد خصومه، مكرراً "حرب الكراهية" التي طالما كانت سلاحاً للمخلوع، مستغلاً القبلية والطائفية، ومحاولاً إرباك المشهد السياسي والاجتماعي. وفي المقابل، تأتي تصريحاته للرباعية الدولية (الإتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة) والتي تبدو متناقضة في كثير من الأحيان، إذ يتعهد أمام العالم بحوار شامل، بينما يمارس سياسات القمع والتشتيت داخلياً. أكاذيب ومخاطر: فقدان الأهلية للامانة على الانتقال هذا الكم الهائل من الأكاذيب يجعل البرهان شخصاً فاقداً للأهلية الأخلاقية والسياسية ليُؤتمن على المرحلة الانتقالية التي يمر بها السودان. فهو ليس فقط عدواً للدولة المدنية، بل هو خصمٌ لها بكل معنى الكلمة، لأنه يدرك أن الدولة المدنية تعني سيادة القانون، وهي التي ستضعه تحت طائلة المساءلة القانونية. ولذلك، يعبث بموارد الدولة ويُحوّلها إلى "غنائم" خاصة، مسيطراً على ملف الذهب الذي يمثل ثروة وطنية لا يجب أن تُحتكر في أيدي فرد أو مجموعة. 82% من ميزانية الدولة بين يديه: دولة عسكرية بعيدة عن الشفافية لا يخفى على أحد أن البرهان يسيطر على الجزء الأكبر من ميزانية الدولة، حيث تصل نسبة الإنفاق الذي يُوجه عبر الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى أكثر من 82%، مما يعني تحويل ميزانية الدولة إلى أداة بيد الجيش وليس لصالح الشعب السوداني، وهذا ما يُضعف مؤسسات الدولة المدنية ويُبعدها عن تحقيق العدالة والتنمية. من يصدق برهان وهو مازال يسير على خطى المخلوع وفلوله؟ هل يمكن لشعب السودان أن يصدق برهان وهو ما يزال يمارس أساليب المخلوع في الكذب والتلاعب؟ هل يمكن الوثوق برجل يعيد تدوير أكاذيب الفلول، ويُكرّرها كما لو أنها مواقف ثابتة؟ الواقع يؤكد أن ذلك مستحيل، فالسودانيون باتوا واعين لأساليب التزييف والخداع، وأصبحوا يبحثون عن قيادة حقيقية تمثلهم لا تعيش على الأوهام والكذب. تحليل المواقف: ضبط الأكاذيب
الموقف الأول: "لا تفاوض قبل يونيو"
الكذب: موقف مبدئي مغاير تماماً لما تبعه من حوار وتهدئة.
التحليل: تكتيك لإرباك المعارضة والمجتمع الدولي، ثم تراجع للضغط والحصول على مكاسب.
الموقف الثاني: "لن أسلم السلطة"
الكذب: تصريحات متكررة مع عكسها في الممارسات السياسية والتحالفات السرية.
التحليل: هدفه تثبيت حكمه العسكري وعدم السماح لأي انتقال حقيقي للسلطة.
الموقف الثالث: "أكاذيب الإطاري"
وتعهده بالرجوع الى المسار المدنى
التحليل: محاولة لتطبيع حكمه وتثبيت النفوذ الدولي مع تجاهل مطالب الشعب.
الموقف الرابع: "حرب الكراهية"
الكذب: استخدام خطاب الكراهية لتبرير القمع، وهو سلاح موروث من عهد المخلوع.
التحليل: توظيف الصراعات الاجتماعية لتفتيت المعارضة وتقويض وحدة الدولة.
الموقف الخامس: "تصريحات الرباعية"
الكذب: تعهدات دولية متناقضة مع السياسات الداخلية.
التحليل: استعراض إعلامي دولي يخفي واقعاً داخلياً من القمع والفوضى.
الخلاصة: يبدو واضحاً أن البرهان لم يتخلَ عن أساليب الكذب والخداع التي ورثها من النظام السابق، بل زادها تعقيداً وتكراراً، مع اعتماد أكبر على استغلال الموارد وفرض السيطرة العسكرية على الدولة. لذا، لا يمكن الوثوق بهذا الرجل، الذي بات عائقاً أمام تحقيق الانتقال المدني الديمقراطي الذي يطمح إليه الشعب السوداني. إن استمراره في هذا النهج يعني المزيد من الأزمات، والمزيد من الانقسامات التي قد تدفع السودان نحو المجهول، ما لم يتم وضع حد لممارساته الأكاذيب، ومحاسبته أمام القانون والشعب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة