الطاعون والطاغوت لا يرحلان إلا بقربان - زعيم القوم أو العالم الحبر، والخطيئة التي جاء بها القتلة تجار الدين في السودان لا يظن أحد أنها ستزول دون أن يقدم السودانيون قرباناً عظيماً، وعظم القربان يكون بعظم المصيبة، والشهيد سليمان جابر جمعة سهل ناظر عموم قبيلة المجانين، رجل الحكمة والمشورة وشجاعة الرأي، هو أول شهيد ذي مقام سامي تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، منذ أن شن تجار الدين الحرب على السودان، لقد ارتكبت جريمة تصفيته الجسدية بالمسيرة التركية الصنع التابعة لفلول النظام القديم، المتاجرين بآيات الله والمشترين بها ثمناً قليلا دولارات معدودة، مع سبق الإصرار والمتابعة والترصد، ذلك أن الجنرال السكران المعتوه الذي يمجده الإرهابيون، قد قالها مراراً وتكراراً أنه لا محالة قاتل هؤلاء الرجال العظماء، في عقر دارهم وأمام رعاياهم، وليعلم الذين استحلوا دماء هؤلاء الأخيار الأطهار أن النار التي أحرقوا بها الناظر سليمان، سوف تشوي عظامهم وتحرقها حرقاً وتتركها رماداً تذروه الرياح، هؤلاء السكارى الحيارى الذين يقودون حرب الإبادة الجماعية بحق السودانيين ورموزهم، يجهلون كرامة بني آدم الذين حملهم ربهم في البر والبحر وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، فأوقعوا الوطن في بئر الهلاك دون أن يخفق لهم قلب، وشرّدوا الحرائر وجعلوهن يتسولن في طرقات العواصم الشرق أوسطية، ناكرين أنهم المتسبب الأول في المأساة. اغتيال ما يسمى بالجيش (السوداني) لهذا القطب والزعيم الأهلي الكبير، كشف الإفك والبهتان والتضليل الذي يمارسه إعلام العصابة المجرمة المحتمية ببورتسودان، وأكّّد على أن اقتلاع هذا الداء اللعين فرض عين على كل سوداني معافى من الداء، فهذه العملية الغادرة الجبانة تعيد إلى الأذهان إبادة الجنود السودانيين بثكنات معسكر "سركاب" صبيحة يوم الحرب، فالمجرم واحد ومتربص على الدوام بكل امرأة طاهرة عفيفة، وبأي رجل شريف ينبض قلبه بحب الوطن والأهل والعشيرة، فهذه الجريمة البشعة الشنيعة التي نفذها طيران العملاء والجواسيس والمرتزقة، بحق رمز القبيلة والفضيلة ناظر عموم قبيلة المجانين، هي القشة القاصمة لظهر بعير كتائب دواعش الإرهاب، بتجريدها لهم من أي مسوغ غير أخلاقي غرروا به اليافعين بدعوتهم للانضمام إلى صفوفهم، فهذه الخطيئة العظيمة التي لا تغتفر ستجعل زعماء الإدارات الأهلية في كردفان، يعيدون النظر في حسن ظنهم بالجيش (الواحد)، الذي خدعهم بأنهم شعب (واحد)، فكيف يكونون شعب واحد وزعمائهم يستهدفون في كينونة وجودهم وبقائهم بالحياة؟، إن قيام العصابة المجرمة المختطفة لمؤسسات الدولة بهذا الفعل القبيح، الذي يقشعر له بدن الإنسان السوي، يعجل بانتفاضة كبرى ضد توغل منسوبي الجيش (السوداني) في كردفان، فما عاد شعار "جيش واحد" يقنع راعي الإبل في بوادي المزروب والنهود وجبرة الشيخ. منذ أن شنت هذه الجماعة المنحرفة السلوك والمنهج حربها على الشعب السوداني، لم يلتصق على وجهها القبيح عار أقبح من ذنوبها المتراكمة، مثل عار إنهاء حياة هذا الزعيم الأهلي قتلاً بالطيران المسيّر، وسوف يستمر انكشاف تسترها على قبحها بالدعاية الإعلامية وترويج الإفك والبهتان، بمثل هذه الجرائم الواخزة لضمير الإنسان، والمستفزة للمجتمعات الطيبة المسامحة والكريمة، التي خُدعت منذ سنين بكذبة أن هنالك (جيش) يحمي حمى البلاد ويذود عن الأعراض، وباستطالة أمد هذه الحرب سوف تسقط كل أوراق التوت التي تغطي سوءات هذه الوحوش المفترسة، ليقف الناس على ما تحمله دواخل هذه المخلوقات الشريرة المشوّهة من غل وحقد تجاه الرموز المجتمعية، وليعلموا أن لا سلام مع من يعمل على إبادة المكونات البشرية جماعياً، وبهذا الجرم العظيم رغم مرارة الفقد إلّا أنه يجعل الغشاوة تنقشع، عن أعين الذين ما يزالون يعتقدون في أن هنالك كرامة لهذه الحرب الظالمة والغادرة، التي يقودها الدواعش الإرهابيون، فما ارتكبوه يضع أبسط الرجال عقلاً في مواجهة مع النفس وأمام محكمة الضمير، هل يستحق هؤلاء أن يقف معهم الحمار ناهيك عن الانسان المميز ذي اللب والعقل؟، منذ الأمس – يوم وقوع الواقعة – وحتى اليوم وإلى الغد وبعد الغد، سيظل السؤال مطروحاً على السودانيين أصحاب القلوب النابضة بالنبل والطهر والعفاف، هل يستحق من يقتلنا أن يحكمنا؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة