عبد الواحد محمد نور: من نيران الجبال إلى أفق التأسيس قراءة تحليلية في المبدأ، العزلة، واستبشار الم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-17-2025, 04:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2025, 01:35 AM

احمد التيجاني سيد احمد
<aاحمد التيجاني سيد احمد
تاريخ التسجيل: 08-16-2022
مجموع المشاركات: 502

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الواحد محمد نور: من نيران الجبال إلى أفق التأسيس قراءة تحليلية في المبدأ، العزلة، واستبشار الم

    01:35 AM October, 16 2025

    سودانيز اون لاين
    احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    
    
    عبد الواحد محمد نور: من نيران الجبال إلى أفق التأسيس
    قراءة تحليلية في المبدأ، العزلة، واستبشار المستقبل
    د. أحمد التيجاني سيد أحمد
    ً


    ١. مقدمة
    ليست قصة عبد الواحد محمد نور فصلًا من فصول دارفور وحدها، بل مرآةٌ لضمير السودان كله: ذلك الضمير الذي يرفض الظلم، لكنه يتعثر في طريق العدالة.
    من جبل مرة خرج صوته عاليًا ضد التهميش والقهر، وظل على امتداد عقدين من الزمان ممسكًا بجمر المبدأ وسط رماد الانقسامات. لكنّ الثمن كان باهظًا: العزلة، والغياب، والخذلان من الحلفاء والأصدقاء.

    ٢. دوافعي للكتابة
    لم أكتب عن عبد الواحد من موقع المراقب ولا من موقع المناكفة السياسية، بل من موقع السوداني الذي يرى في تجربته مرآةً لما جرى للوطن نفسه.
    عبد الواحد ليس مجرد زعيم حركة مسلحة، بل رمز لفكرةٍ نقيّة صمدت في وجه التلوث العام.هو شاهد على كيف يمكن أن يتحوّل النضال إلى وحدة، والوحدة إلى عزلة، والعزلة إلى صمت.
    دافعي للكتابة عنه هو الرغبة في فهم التناقض الجميل والمؤلم في شخصه: كيف لرجلٍ أن يكون على صوابٍ أخلاقي ويخطئ سياسيًا في الوقت ذاته؟ وكيف لرمزٍ للعدالة أن يجد نفسه خارج مشهد الدولة التي حلم بها؟
    أكتب عنه لأني أرى في مساره سيرة السودان ذاته — من حلم الاستقلال إلى خيبة الدولة، ومن نقاء الثورة إلى محاولات التأسيس الجديد.
    وأكتب أيضًا لأن مستقبل السودان، في ظني، لن يُبنى إلا إذا التقت تلك الأصوات المتباعدة — صوت عبد الواحد، وصوت الثورة المدنية، وصوت التأسيس — في مشروع واحد يوازن بين المبدأ والفعل.

    ٣. الجذور وبدايات الحركة
    ولد عبد الواحد في جبل مرة، في بيئةٍ تجسد معنى التهميش في أوضح صوره. درس القانون بجامعة الخرطوم، وهناك تشكّل وعيه حول قيم المواطنة والعدالة.
    في عام ٢٠٠٢ أسس مع رفاقه حركة تحرير السودان (SLM)، كأول حركة تربط السلاح بالفكرة، والعدالة بالمواطنة.
    كانت مطالبه قومية، لكنه حُوصِر بإقليمية التوصيف: فمناداته بالمساواة فُسّرت كتمردٍ إثني، بينما كانت في جوهرها محاولةً مبكرة لصياغة مفهوم “السودان الجديد”.

    ٤. من المجد الثوري إلى العزلة الرمزية
    عندما رفض التوقيع على اتفاق أبوجا ٢٠٠٦، بدا بطلاً أخلاقيًا يرفض الرشوة السياسية. لكن استمرار الرفض دون بديلٍ عملي أدّى إلى عزلةٍ متزايدة.
    انشقت عنه فصائل عديدة، وفقد السيطرة على أجزاء واسعة من دارفور. رغم ذلك، احتفظ بميزة فريدة: المبدئية غير القابلة للبيع أو المساومة.
    وهنا بدأت مفارقته الكبرى: ازداد احترامه في الضمير الجمعي، وقلّ تأثيره في موازين القوة الواقعية.

    ٥. المنطق السياسي بين الطهر والعجز
    يُبنى سلوك عبد الواحد على ثلاث ركائز فكرية واضحة:
    ١. رفض الدولة القديمة بكل إرثها المركزي والعنصري.
    ٢. التمسك بالمبدأ كقيمة لا تُفاوض.
    ٣. الخوف من الذوبان داخل تحالفات مشوَّهة.
    هذا المنطق النقي قاده إلى ما يشبه الطهر السياسي المفرط — حالة نادرة من الإخلاص للفكرة حتى حدّ الشلل العملي.
    لم يعد الرفض وسيلة ضغط، بل صار هو المشروع نفسه. ومن هنا نشأت معضلته: كيف يحافظ على النقاء دون أن يفقد الفاعلية؟

    ٦. البنية القيادية للحركة
    تُعد حركة عبد الواحد من أكثر الحركات تماسُكًا فكريًا وأقلها مؤسسية. فهو يمسك بالقرار السياسي والعسكري من مقره في فرنسا، بينما يتولى عبد الرحمن الناير (أبو مايا) مهمة الناطق الرسمي، ويُدير بعض القادة الميدانيين كإسماعيل رحمة وعبد الله حران العمليات في جبل مرة.
    لكن الحركة تفتقر إلى جهازٍ إداري متكامل، ما جعلها متماسكة حول شخص الزعيم أكثر من مؤسساتها. بعبارة أخرى، قوتها في رمزها، وضعفها في بنيتها.

    ٧. المواقف العامة وتحليلها
    أ. من الدولة: يرى عبد الواحد أن الدولة السودانية بصيغتها الراهنة فاشلة بنيويًا. لا يؤمن بإصلاحها من الداخل، بل يدعو إلى إعادة تأسيسها من الصفر، وهي رؤية تتقاطع مع فلسفة تحالف تأسيس السودان في المبدأ، وإن اختلفت في الوسائل.
    ب. من الحرب: في الحرب بين الجيش والدعم السريع، أعلن الحياد الكامل، واعتبر أن الصراع “نزاع على السلطة لا على الوطن”. لكن الحياد حوّله إلى مراقبٍ لا صانع قرار، رغم وجاهته الأخلاقية.
    ج. من القوى المدنية: رفض الانضمام إلى “الحرية والتغيير” و”تقدّم” و”الجبهة الثورية”، معتبرًا إياها امتدادًا للمركز القديم. هذا الرفض حفظ له استقلاليته، لكنه عمّق عزلته عن التيار المدني الأوسع.

    ٨. القوة الفعلية: رمزية أكثر من ميدانية
    تتراوح قدرته العسكرية بين ألف وألفي مقاتل في جيوب جبل مرة. تعتمد الحركة على دعم محلي محدود وبعض الجاليات. لكن قوته الحقيقية ليست في العتاد بل في الذاكرة الثورية التي يمثلها. إنه آخر من بقي واقفًا على صخرة المبدأ في زمن الانكسارات.

    ٩. الذكاء الاصطناعي وإعادة القراءة
    أدوات الذكاء الاصطناعي قدّمت فرصةً جديدة لإعادة تقييم شخصيات مثل عبد الواحد بعيدًا عن الرواية السياسية السطحية.
    من خلال تحليل آلاف البيانات والخطابات والمصادر، تكشّف أن عبد الواحد ليس متمرّدًا بلا مشروع، بل مشروعٌ بلا أدوات.
    ذكاء الآلة أعاد توازن النظرة إليه: زعيمٌ مبدئيّ فشل في التنظيم لكنه لم يفشل في الرؤية.
    بهذا المعنى، أسهم الذكاء الاصطناعي في تحرير صورته من التشويه الإعلامي، وفي فتح النقاش حول إمكان إدماجه من جديد في مشروع الدولة المقبلة.

    ١٠. نحو أفق التوأم: عبد الواحد والتأسيس
    المفارقة أن ما ينادي به عبد الواحد منذ أكثر من عقدين هو نفسه ما بدأ تحالف تأسيس السودان في تحقيقه اليوم: إعادة تأسيس الدولة على العدالة والمواطنة.
    إذا التقت إرادته مع مشروع التأسيس، فسيولد “توأمٌ سياسي” نادر: ضمير الثورة (عبد الواحد) + عقل الدولة (التأسيس).
    انضمامه ليس تنازلًا، بل تحقيق متأخر لذاته. أما التأسيس، فبحضوره سيكسب أحد أهم رموز الصدق في التاريخ السياسي السوداني الحديث.
    إنها معادلة يمكن أن تُعيد التوازن بين الثورة والدولة، بين النقاء والفاعلية.

    ١١. استبشار المستقبل
    رغم كل العزلة والخذلان، يظل عبد الواحد رمزًا لصوت لم ينكسر. صمته اليوم ليس نهاية، بل استراحة بين جولات التاريخ.
    ففي كل أمةٍ رجالٌ يحملون النور في الظلام، وهو أحدهم، حتى وإن أطفأت الرياح مشاعله مؤقتًا.
    إن انفتاحه على مشروع تأسيس السودان سيكون لحظة استعادةٍ وطنية كبرى، تجمع بين صدق الحلم الأول ونضج التجربة الجديدة.
    حينها فقط، سيكتمل المعنى، وسيُقال إن الجبل الذي ظلّ صامتًا عشرين عامًا — تكلّم أخيرًا باسم الوطن.



    نواصل

    د احمد التيجاني سيد احمد

    قيادي موسس في تحالف تاسيس

    ١٦ اكتوبر ٢٠٢٥ هلسنكي فنلندا

    Sent from my iPhone

    Sent from my iPhone























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de