في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها السودان، تبرز أهمية تمليك الرأي العام بما يجري من مجريات الأمور كخطوة حيوية لتعزيز التماسك المجتمعي والاستعداد للاستحقاقات القادمة. حالة الضبابية التي تسود فيما يتعلق بإنهاء الحرب في السودان، وتكتم الإعلام على ما يجري في الغرف المغلقة، تؤثر سلباً على مصداقية السلطة، وتزيد من مشاعر القلق وعدم اليقين بين المواطنين.
لقد أظهر الشعب السوداني على مر التاريخ قدرة فائقة على الاصطفاف والتضامن في وجه التحديات. فقد وقفوا مع الدولة في ظروف غاية التعقيد، واستطاعوا عبر هذا الاصطفاف كسر قيود العالم المتآمر على السودان. ولكن مع استمرار حالة الضبابية، يصبح من الضروري أن يكون الشعب على دراية بأي تغيرات تحدث، حتى يتمكن من دعم قيادته وقواته المسلحة.
إن الشفافية في نقل المعلومات ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة ملحة. فعندما يشعر المواطنون بأنهم جزء من العملية السياسية وأنهم مطلعون على الأحداث الجارية، فإن ذلك يعزز من ثقتهم في القيادة ويحفزهم على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل وطنهم. ومن المهم أن تتبنى الحكومة وسائل فعالة لنقل المعلومات، مثل المؤتمرات الصحفية، والبيانات الرسمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، لتوضيح الحقائق وتبديد الشائعات.
إن توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الروح الوطنية، ويشجع المواطنين على دعم القوات المسلحة وكافة المؤسسات التي تدافع عن سيادة الوطن. فالشعب السوداني لديه القدرة على التكيف والتفاعل مع التحديات، ولكن ذلك يتطلب من القيادة أن تكون صادقة وشفافة في تواصلها مع الشعب.
في الختام، يجب أن ندرك أن تمليك الرأي العام بالمعلومات هو خطوة أساسية نحو بناء الثقة وتعزيز اللحمة الوطنية. فالشعب الذي يعي ما يحدث من حوله هو شعب قادر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل. لذا، يجب على السلطات أن تأخذ هذه القضية على محمل الجد وأن تعمل على تحسين قنوات التواصل مع المواطنين لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية في السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة