يا أمَّ، لا تبكي إذا طافت جِثَثْ فالبحرُ أصدقُ من وعودِ بني البَشَرْ هربتُ من موتي، فكانَ البحرُ لي بابًا.. وأغلقَ خلفَ قلبي والمطرْ ما كنتُ أحلمُ بالقصورِ، وإنما بعلبةِ الدواءِ... وبعضِ ثمنِ السَّفرْ وبأنْ أراكِ تضحكينَ، كما مضى يومًا، وننسى كلَّ ما فعَلَ الكَدرْ أنا آسفٌ إنْ لم تجدْ جثِّي يداكِ فبأيّ شيءٍ ينفعُ الجسدُ الحَفَرْ؟ أنا آسفٌ، ديْني سيبقى في ذمَتِي لم أدفعِ الأُجرة، ولم أقطعْ بحرْ لكِنْ، أماهُ، استريحي الآنَ، لا أحزانَ بعدَ اليومِ... لا قهرٌ ولا قَسَرْ يا حبَّ، سامحْ بيتَ وهمٍ شَيَّدتْ كفايَ، صارَ ركامَ ذكرى، وانتثرْ ويا أخي، الخمسينَ... طارت قبلَ أنْ أكتبْ إليكَ، ونامَ حلمُكْ واندثرْ ويا أُختُ، لا هاتفًا فيهِ الهدى جاءَ، ولا "واي فاي" يطفئُ ما انفجرْ أنا لم أمتْ، لكنْ رَحلتُ كما أتى طفلٌ، وسافرَ مثلَ برقٍ، واعتذرْ أنا لم أمتْ، بلْ استرحتُ، وما بقى في القلبِ غيرُ الصمتِ إنْ نطقَ انفجرْ شكرًا لبحرٍ لم يَقُل: ما دينُهُ؟ ما أصلُه؟ هل كانَ يحملُ من ضررْ؟ شكرًا لأسماكِ البحارِ، تقاسمتْ لحمِي... ولم تسألْ: لأيّ مدى انتمى؟ كم عمرْ؟ شكرًا لكم، يا منْ ستبكونَ البكا خمسَ الدقائقِ، ثم يَصرخُ مُنتظَرْ أنا لستُ آسفَ، لا... فقد وجدتُني في الغرقِ حيًّا، في النجاةِ أنا حَجَرْ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة