أيها الشباب، أنتم أمل السودان ومستقبله. قلوبكم تحمل طموحات كبيرة وأحلامًا يسعى إليها كل شاب: تعليم أفضل، عمل كريم، حياة كريمة للعائلة. لكن هناك واقع مؤلم لا يمكن تجاهله: الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. رسالة شاب سوداني غرقت حياته في البحر الأبيض المتوسط أصبحت صرخة تحذير لنا جميعًا. كتب الشاب، وهو يواجه مصيره الأخير، اعتذاراته لأمه، لأخته، ولأحبابه، وكان همه الوحيد توفير دواء لأمه، هاتف حديث لأخته، وخمسين يورو لأخيه. دفع ثمن هذه الأحلام بحياته في بحر لم يرحم. هذه ليست قصة فردية، بل صورة لأكثر من 30,000 مهاجر سوداني حاولوا عبور البحر في السنوات الأخيرة، وفقًا لإحصاءات المنظمة الدولية للهجرة. المخاطر الواقعية للهجرة غير الشرعية الهجرة غير الشرعية ليست مجرد رحلة، بل مقامرة قاتلة تحيط بها مخاطر متعددة- الموت غرقًا أو اختناقًا: غالبًا ما تُستخدم قوارب متهالكة، تعج بالمهاجرين، والنتيجة مأساوية في كثير من الحالات. أكثر من 1,200 مهاجر لقوا حتفهم في البحر المتوسط خلال العام الماضي وحده. الاستغلال والإتجار بالبشر: المهربون لا يهتمون بحياتكم، بل بأموالكم. كثيرون يتعرضون للاختطاف والابتزاز، وأحيانًا للاستعباد والعمل القسري.
الرفض والترحيل- حتى الوصول إلى أوروبا لا يضمن الأمان، فالكثير يواجهون رفض طلبات اللجوء، أو الإقامة في مخيمات مكتظة، أو الترحيل القسري.
فقدان الهوية والكرامة- العيش كمهاجر غير شرعي يعني حياة في الظل، بلا حقوق، وبعيدًا عن الأمان النفسي والاجتماعي. لماذا يختار الشباب الهجرة؟ الأسباب متعددة ومعقدة- البطالة والفقر: معدلات البطالة بين الشباب في السودان تجاوزت 30%، وفق البنك الدولي، مع محدودية الفرص الاقتصادية. ضعف البنية التعليمية - نقص التدريب المهني وضعف الوصول إلى التعليم العالي يحرم الشباب من اكتساب مهارات تنافسية. الضغوط الاجتماعية والسياسية- سياسات الهجرة القسرية والهجرة الاقتصادية غالبًا ما تصبح الحل الوحيد للفرار من الضغوط. لكن الهروب ليس الحل. الهجرة غير الشرعية ليست بوابة إلى حياة أفضل، بل قد تقود إلى الموت أو الاستغلال وفقدان الهوية. البدائل الواقعية- البقاء والبناء في الوطن الشباب السوداني يمكنهم تحويل التحديات إلى فرص إذا توفرت الرؤية والدعم: استثمار التعليم والتدريب المحلي- تطوير المهارات الفنية والمهنية وابتكار مشاريع صغيرة. الانخراط في المبادرات المجتمعي- المساهمة في مشاريع التنمية المحلية، مثل الزراعة، ريادة الأعمال، والخدمات المجتمعية. الاستلهام من قصص النجاح المحلية - كثيرون نجحوا في السودان رغم التحديات، ومنهم من حول أفكار بسيطة إلى مشاريع مستدامة. *رسالة من القلب تخيلوا أنفسكم مكان ذلك الشاب الذي كتب رسالة وداع لأمه وهو يشعر بدنو أجله. تخيلوا الحسرة في قلبه، والأحلام البسيطة التي لم تتحقق، والأحباب الذين ظلوا ينتظرونه بلا جدوى. هذه رسالة لنا جميعًا: أحلامكم تستحق أن تتحقق، لكن ليس على حساب حياتكم. أيها الشباب، أنتم أغلى من أن تكونوا مجرد خبر عابر في نشرة أخبار. اختاروا الحياة، اختاروا الأمل، اختاروا الوطن. البحر ليس حلًا، والغربة ليست جنة. فلنجعل من تجربة الشاب السوداني درسًا لا يُنسى، ونعمل جميعًا لصناعة مستقبل يليق بأحلامنا هنا، في أرضنا، بين أهلنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة