* عقب إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ أحست مركزية قحت بأنها منْهَكَةٌ جداً ، سياسياً ، لذلك ظلت تهرول إلى التسوية هرولةَ المذعور ، وفي ظنها أن الشارع العام منْهكٌ مثلها وفي يقينها أنها لا تحتاج سوى لإقامة بعض المؤتمرات الصحفية ونشر بعض الرسائل المتخمة باليأس و الإحباط بسبب الأزمات المتلاحقة المعرقلة لتحقيق أهدافها، لا أهداف الثورة.. و ست لإقناع الشارع بالتسوية ، أياً تكُن التسوية.. * لم تستطع إقناع ما يكفي من الأفراد والكيانات لركوب قطار التسوية الخالي من الركاب.. بل وحتى في إقناع أقرب الأقربين للجنرالات، وفي مقدمتهم الحزب الاتحادي الديمقراطي ، فصيل جعفر الميرغني ، وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي، والحركة الشعبية جناح مالك عقار.. فالحسابات داخل التسوية مختلفة عن حسابات ما قبل الانقلاب.. * و ليس أقرب الأقربين للجنرالات الانقلابيين وحدهم الرافضين للتسوية، فهناك قوى الثورة التي لاتزال الثورة (حية!) في قلوبهم.. وهناك أولياء الدم المطالبون بتحقق العدالة.. وهناك من يتمسكون بوجوب تحقيق أهداف الثورة المجيدة ، وعلى رأسها العدالة الانتقالية بل وهناك لجان المقاومة (الحية) التي تطالب، ليس بالعدالة الإنتقالية ، فحسب ، بل بالعدالة (الثورية) ، وترفض ما تسعى إليه قحت لمنح القتَلة حصانات مدسوسة بين الكلمات بدسَّ السُّم في العسل.. * يضاف إلى فشل مركزية قحت الماحق للتسوية فشل فولكر في الحصول على ما كان يرتجيه من شمولية التسوية، عندما غادر الخرطوم ألى جوبا لإستكناه “مدى إستعداد الحركة الشعبية للتواصل مع الحكومة المدنية، المرتقبة، علاوة على محاولته جر الحركة للدخول في عملية التسوية التي قال بصددها ، أثناء تواجده في جوبا :- “لا نريد أن نصل إلى إتفاق نوقِّع عليه لينتكس…”.. * إلا أن كل المؤشرات تقول أن الاتفاق على التسوية في طريقه لتوقيع (من حَضَر) من (التسوويين) فقط، ومن ثم الإنتكاس الشامل!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة