بقلم الطيب الزين كاتب وباحث في قضايا القيادة والاصلاح المؤسسي
من غزة الى السودان تتحدث الوقائع وحدها لا حاجة للتأويل والتبرير .. مشروع الإخوان المسلمين أنتج الخراب في كل مكان دخل فيه. في غزة رفعوا راية المقاومة بإسم الدين ثم عزلوا القطاع عن الضفة وإحتكروا القرار وأدخلوا الشعب الفلسطيني في حروب عبثية إنتهت بتدمير المدن وتهجير الناس ثم قبلوا بشروط مذلة، لا دولة ولا سيادة ولا كرامة فقط تسليم ومساعدات. في السودان إنقلبوا على حكومة الثورة وفشل إنقلابهم، لكن لم يكتفوا بذلك، بل ركبوا رؤوسهم الخربة وأشعلوا نار الحرب اللعينة، ثم خرجوا يتحدثون عن السيادة والكرامة! وهم من دمروا البلاد وباعوها في سوق النخاسة! الشعب السوداني خرج في ثورة سلمية طالب بالحرية والعدالة والسلام فواجهه الكيزان بالقمع ثم بالحرب تماما كما فعلت حماس حين إحتكرت غزة وإدعت إنها تمثل فلسطين! المشكلة ليست في الدين بل في من يستخدمه لتبرير السلطة، ولا في المقاومة، بل في من يحولها الى وسيلة للهيمنة. مشروع الإخوان المسلمين لا ينتج نهضة ولا وحدة بل يزرع الانقسام ويغذي التسلط ويقود الى الدمار. حين تُختزل القيادة في جماعة وحين يُدار الوطن بمنطق الغنيمة يتحول الشعب الى ضحية وتُفتح الأبواب للتدخلات الخارجية. النتائج لا تحتاج شرحا مدن مدمرة مجتمعات مفككة قرار مرتهن غياب كامل لمؤسسات الدولة. ما جرى ليس تحريراً بل تسليم. ما رُفع من شعارات لم يكن وعدا بل تضليلا. حين تصبح القضية وسيلة للتمكين وحين يُستغل الدين لتبرير القمع وحين يُدار الصراع بعقلية المكابرة تكون النتيجة خرابا لا مشروع فيه ولا أفق. الوطن لا يُبنى بالأنانية ولا بالإحتكار ولا بالأكاذيب بل بالصدق ونكران الذات والإعتراف بالخطأ وبالقدرة على التنازل من أجل المصلحة العامة. من يتبع تنظيم الإخوان المسلمين مصيره الخراب والدمار لانه مشروع قائم على الجهل والأنانية والفساد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة