* مشهدٌ مخجلٌ إلى درجة القرف… رئيس وزراء في زيارة رسمية لدولة أخرى، يُفترض أن يمثل بلده بوقارٍ واحترام، ولكنه يصرخ بأعلى صوته هاتفا بحياة رئيس البلد المستضيف وسط دهشة الحاضرين ... ولكن ما الغريب والمدهش في ذلك من شخص لا يهمه سوى المنصب الذي ظل يلهث وراءه سنوات طويلة، ولو كان في كل افعاله ومهازله من اجل المحافظة عليه تحقيرٌ لشخصه واهانةٌ لوطنه وشعبه، فهو في الأول والآخر ليس سوى أراجوز تتسلى به بعض الوقت السلطة الفاسدة التي اختارته ثم تلفظه مثل أي لقمة فاسدة !
* إنه رئيس وزراء السلطة الانقلابية في بورتسودان، الذي لم يجد فرصة إلا واثبت فيها انه مجرد بهلوان لا يصلح لشئ سوى ابتكار المهازل والفضائح وآخرها المهزلة التي وقعت خلال زيارته إلى دولة إرتريا مؤخرا، حيث كان في جولة باحد شوارع أسمرا مع الرئيس الإرتري المعزول من العالم أسياس أفورقي، وفجأة رفع صوته بأعلى ما يمكن بالهتاف: "عاش الرئيس أسياس! عاش الرئيس أسياس!"، وكأنه أحد الهتيفة المأجورين الذين يُدفع لهم ليهتفوا في الحملات الانتخابية الزائفة والمهرجانات السياسية المزيفة!
* لا يستطيع كامل إدريس، الذي طُرد من منظمة الأمم المتحدة خلال عمله كمدير للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بعد اكتشاف تزويره للوثائق الرسمية، أن يعيش دون أن يصنع فضيحة جديدة كل حين.
* تارةً يخلط في خطاباته الرسمية بين العربية والفرنسية والإسبانية كما فعل عند مخاطبته للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة قبل اسبوعين، لا لبلاغةٍ أوفكر، بل للتظاهر بالثقافة والمعرفة، فبدا كطفل في حصة لغاتٍ مدرسية، في حين أن القلة الذين استمعوا لخطابه من ممثلي الدول الأخرى كانوا يبتسمون بسخرية، ويهمسون: "شوفوا الأراجوز"! ولم يصفق لحديثه الا بهلونات الوفد المرافق واعضاء بعثة السلطة الانقلابية في نيويورك !
* وتارةً يذهب إلى دولةٍ عربيةٍ في زيارةٍ رسمية وعندما لا يجد إلا التجاهل، يتصنع التواضع ويذهب الى مطعم سوداني شعبي لتناول الطعام، محاولاً شراء ود الناس بالتمثيل الرخيص، فيخرج منه مصاباً بتسمم غذائي وإسهالٍ حاد وينقل الى المستشفى بعربة اسعاف ليسخر منه الجميع! أي رئيس وزراء هذا الذي لا يعرف أبجديات البروتوكول الرسمي، ولا يلتزم بالقواعد التي تفرض على الزائر إخطار الدولة المضيفة بما ينوي فعله، على الأقل لتوفير الأمن والحماية له وتقديم النصح له !
* وها هو يصرخ ويهتف ويتذلل في أسمرا لأسياس أفورقي، وكأنه تابع ذليل او كومبارس مغمور يؤدي مشهداً في مسرحية كوميدية بائسة متقمصاً دور الدبلوماسي الفاشل الذي يلجأ إلى الحركات الصوتية والإيماءات والهتافات ليغطي على ركاكة المضمون وضحالة الفكر وضعف الشخصية. إنه فعلا "أراجوز أسياس" — يهتف لمن لا يسمع، ويتقافز أمام من لا يهتم، ويظن أنه يصنع مجداً بينما لا يصنع سوى سخرية جديدة تضاف إلى سجل فضائحه الطويل.
* أكثر ما يوجع في هذا المشهد، ليس فقدان كامل إدريس لهيبته — فهو لم يمتلكها أصلاً — بل لأن السودان العظيم يُهان بمثل شخصٍ كهذا. بلدٌ قدّم للعالم نماذج من القادة والمفكرين والدبلوماسيين، صار اليوم يُمثَّل بأراجوز يصرخ في الشوارع، ويستجدي نظرات الإعجاب من ديكتاتورٍ معزول في ركن صغير من اركان إفريقيا!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة