مدخل قيل (وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير)
الإعلام الان تشكله مراكز القوة إلتى تسعى إلى تمكين نفوذها هنا يسقط دوره بعكس ما يدور فى المجتمع و تضيع أخلاقيات المهنة عندما تنكسر الأقلام وتصبح تحت الطلب تضيع المباديء والقيم التى تشكل صمام الأمان من الوقوع فى شرك (لمن يدفع أكثر)يتلاشى دورها فى الاسهام فى بناء ونهضة المجتمع.. الصحفى الذي يفتقد للنزاهة والمصداقية الموضوعية حتما يقوم بتزييف الحقائق.. لا يهمه كثيرا الوطن او المواطن بل توجهه بوصلة مصالحه الشخصية. الطبيعي فى كل دول العالم هناك الية اعلامية تساند الحكومة وآخرى معارضة، لكل منظمومة نهج محدد للذين يعملون على مساندتها دائما الحكومات والأنظمة تختار منظومتها الإعلامية بعناية فائقة بدقة، ليس كل من كتب حرف او آثار قضية هو اعلامي.. لذلك تجد المنظومة الإعلامية فى الدول الدكتاتورية او الديمقراطية تسند على اعلام متطور فكريا وتقنيا وناضج و له وعي لا حدود له لأنه يسد لها ثغرات الأزمات بوعي تام يكون سند حقيقي لها فى طرح برامجها وخططها إلتى تنهض بالبلاد. لكن الدول التى تنقصها القيادة الرشيدة والواعية تجد اعلامها ضعيف هش يتصارع فيما بينه لان ما يربطهم مصالح، دخلوا الإعلام من البوابة الخطأ هنا يكون الإعلام خصم على النظام وتضيع هيبة القيادات.. الإعلام الحكومي يعتبر اهم سلاح تمتلكها الدولة في طرح خططها الاستراتيجية عبر توحيد الخطاب و بناء جسر تواصل بينها وبين المواطن ،يكون دوره فاعل داخليا وخارجيا. عندما تتعدد مراكز القرار، يكون لكل قيادى مجموعة اعلامیه تخدم مصالحه الشخصية تتضارب الأخبار وتصبح مراكز النفوذ في حالة صراع وتتسرب الأشياء حتى الغير قابلة للنشر ويضيع التناسق الإعلامي إلذي يمثل فى كافة الدول اساس تماسك ووحدة المشاريع إلتى تنهض بالبلاد يكون شريك أساسي فى التطور والعمران ، هذا كله يعتمد على القيادة و مدى احترافية الإعلامى وفهمه للقوانين. تعدد مراكز القرار المتنافرة قضية كبرى يجب أن تضع فى دائرة الاهتمام، مع وجود قوانين تضبط العمل الإعلامى هناك محاذير فيما يتعلق بمهددات الأمن القومي وسيادة الدولة فى كافة الدول حتى الديمقراطية تعتبر خط أحمر والوعي الإعلامى يدرك ما يهدم ويهدد الأمن، لدينا يعتبر نشر ها (سبق صحفي) الالتزام بالقوانين ينظم المهنةو لا يحد من الحرية. الإعلام الذي منوط به معالجة كافة الأمراض آلتى تمزق النسيج الاجتماعي يبتعد عن إشعال الفتن وخلق الاضطراب وتشويه الحقائق تضليل الرأي العام واتباع الكذب الممنهج . المعلوم أن اول من استخدم الإعلام المضلل (جوزيف غوبلز) فى فترة هتلر.. كان الكذب لديه يستند على منهجية تمكنه من السيطرة على الوعي تكفي مقولته (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) لقد ترك منهج فاسد مازال يسرى داخل معظم الانظمة يستند عليه بعض الإعلاميين. قالها الكاتب الأمريكي (هربرت) فى كتابه (المتلاعبون بالعقول) (اعطني اعلاما بلا ضمير اعطك شعبا بلا وعي) يبقي ضمير الصحفى هو الذي يحدد مساره.. الصحفى، الذي يرهن قلمه للذى يدفع لايصدقه الشعب ولا يحترمه الحاكم للأسف وجدت الصحافة طريقها إلى المزاد العلني (هنا لا أقول الكل ولكن الشر يعم) إذا كانت المواقف مبنية على المصلحة الوطنية و الترويج لنهضة وتعمير البلاد ومحاربة الفساد ووالخ تحترم، لكن ان تجعل الماديات تتحكم فى الأقلام ينتهي هنا دورها وتفقد صلاحيتها فى التغيير والإصلاح. ما يحدث الآن فيه إدانة فى المقام الأول لقيادات الصف الأول..الذين ظلت تتردد اسماءهم سرا وعلنا. كثرت المهازل التى افقدت المناصب والرتب هيبتها.. هذا زمانك يا مهازل فامرحي. ضعف المستوى المعرفي للصحفي وعدم الخبرة يدخله دائرة الصراع القائم على الاتهامات ويجد المواطن نفسه متفرج على مهزلة من صنع الحكومة.. هنا يقع الخطأ الأكبر على الأنظمة لأنها بممارساتها ترتكب جريمة فى حق الإعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة. المجتمع أصبح واعي لا يبالي بصحافة لا تهتم بمشاكله و قضاياه، سقوط الإعلام وضعفه و هشاشته تدل على واقع النظام.. ستفقد الصحافة رسالتها و مضمونها وتتدهور هنا تدان السلطة لأنها تبنى منظمومة اعلامية هشة بلا فكر او وعي وتشتري ذمم ضعاف النفوس. سيردد المواطن هذه المقولة (لا حقيقة ثابتة وصادقة في الصحف إلا صفحة الوفيات) حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة