في مسيرة النضال ضد الظلم لا مكان للمتلونين من اختار الوقوع في وحل تنظيم الإخوان المسلمين الكيزان قد وضع نفسه في صف الخراب لا طائل من ورائه . جبريل إبراهيم مثال صارخ على الخيانة خان الثورة وخان دماء الشهداء الأبرار واصطف مع القتلة الأشرار بلا خجل أو إحساس بتأنيب الضمير خان حتى دم أخيه الشهيد خليل إبراهيم هل لو كان خليل حيا سيرضى بهذا الانحراف لا وألف لا الشهيد خليل نسأل الله له الرحمة حمل السلاح هو ورفيق دربه حسن جمالي وآخرون قابلوا ربهم دفاعا عن المظلومين والمهمشين وسقطوا شهداء من أجل قضية عادلة لا يمكن أن يصمت على خيانة أخيه
لكن كما يقولون النار تلد الرماد وما أشد خيبة الرماد حين يتنكر لجمرة التاريخ ويصطف مع من أحرقوا البلاد والعباد. بعد الكوز يأتي الانتهازي الوضيع الذي يرى في النضال قاربا سريعا للوصول إلى السلطة لا مشروعا للتحرير وقد تجلى هذا النمط في وجوه عديدة مناوي وطمبور وأردول والتوم هجو وخالد الإعيسر عسير الفهم وكامل إدريس وغيرهم ممن باعوا أنفسهم لمجرم الحرب البرهان وفلول نظام الإنقاذ المجرم لذلك ليس غريبا على بقال أن يسير في ذات الاتجاه فمن شب على شيء شب عليه. هؤلاء جميعا وغيرهم ستفضحهم مسيرة النضال فالسقوط في أحضان الكيزان ليس مفاجئا بل نتيجة حتمية لضعف داخلي وانسداد في الأفق وغرق في ظلام الذات لقد دخلوا النفق بلا رؤية بلا أمل فكان اصطفافهم مع قوى الردة تعبيرا عن العجز لا عن القوة. لذلك فإن رص الصفوف لم يعد خيارا بل ضرورة وجودية فالنضال من أجل انتزاع الحقوق من دولة ١٩٥٦ بمؤسساتها وسياساتها وممارساتها وثقافتها التي أنتجت حكم الكيزان القتلة الأشرار مهمة شاقة لا تنجز إلا بوعي ثوري ونفس نضالي طويل تحرير إرادة الشعب السوداني وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية علمانية هو مشروع تحرري سيواجه ممانعة شرسة من القوى الطفيلية والانتهازية المرتبطة مصالحها بالقوى الظلامية في الإقليم تلك التي ترعى الكيزان وتغذي مشروعهم الظلامي كما أن هناك قوى شريرة في المحيطين الإقليمي والدولي تدعم الخراب والدمار في السودان تماما كما فعلت في ساحات أخرى هذه القوى ترى في استمرار الفوضى وسيلة لحماية مصالحها وتثبيت أنظمة القمع والنهب. لقد زاد الترابط بين الصراع الداخلي والصراع الإقليمي من تعقيد المشهد السياسي وجعل مهمة تفكيك بنية النظام الطفيلي أكثر تشابكا لكنها ليست مستحيلة فقط تحتاج إلى ترتيب الصفوف وشحذ الهمم وإعادة تعريف النضال كامتداد لتضحيات الشرفاء الذين تصدوا لمشروع الخراب منذ انقلاب ١٩٨٩. نحن في مرحلة لا تحتمل المجاملة نحتاج إلى مناضلين حقيقيين يدركون أن درب النضال طويل وأن الثوري هو من يقدم كل شيء من أجل القضية دون مقابل ودون انتظار مكاسب شخصية. لقد حوصرت إرادة التغيير الوطني من قبل كل القوى المتضررة من الإصلاح داخليا وخارجيا وقد استهدفت هذه القوى الأشاوس بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو لأنه رفض عودة الكيزان وأيد الاتفاق الإطاري كمخرج من نفق الأزمة التي فجرها انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١. إن نهوض السودان لن يتم إلا باستعادة دور الحركة الجماهيرية صاحبة المصلحة الحقيقية في بناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية علمانية تضع حدا للاستبداد والفساد والظلم لا تنسوا أن الطريق طويل يحتاج إلى رص الصفوف وتطوير الخطاب الإعلامي لخلق تيار تنويري يفكك بنية الفساد والاستبداد والظلام ونذكر والذكرى تنفع المؤمنين أن من يسقط في وحل قوى الردة والظلام لا يضر مسيرة النضال بل يضر نفسه فما قيمة أن يكسب الإنسان الدنيا ويخسر نفسه الصدق مع الذات ومع الآخرين هو مصدر السعادة وراحة البال وهو ما يميز الثائر الحقيقي عن المتسلقين والانتهازيين
القناعة كنز والشجاعة سلاح وعزة النفس صخرة تتكسر أمامها كل الرياح تحلوا بهذه القيم وعندها ترون أنفسكم أعز الناس المعركة الأساسية هي في العقل والنفس إذا كسبتموها في هذين الميدانين فأنتم المنتصرون بإذن الله تعالى ابقوا عشرة على الوحدة الوطنية والحرية والعدالة والسلام. نحن نناضل من أجل مشروع وطني مستنير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة