مفارقاتُ العدالةِ الجهوية في زمنِ المليشيات: لماذا يُحاسَبُ بَقَّالٌ ويعفى البرهانُ وكيكل؟ في مَشهَدٍ يُعبِّرُ عن تناقُضاتٍ صادمةٍ وأسئلةٍ تُثْبِتُ هشاشةَ العدالةِ، يَبرزُ سؤالٌ محوريٌّ: لِماذا يُحاسَبُ بَقَّالٌ تابعٌ للحركةِ الإجراميَّةِ، بينما يُعفى البرهانُ الذي تَحكَّمَتْ فيه الحركةُ ذاتُها، ويُكرَّم كيكلُ، صُنيعةُ البرهان؟ هذه المفارقةُ تكشفُ عن واقعٍ سياسيٍّ يُشَوِّهُ مَفهومَ العدالةِ ويُخفي المسؤولياتِ الحقيقيَّةَ، حيثُ تُحاسَبُ الأدواتُ الصغرى ويُمنحُ المجرمونُ الكبارُ الحصانةَ. بَقَّالُ: تابعٌ للحركةِ الإجراميَّةِ يُحاسَبُ!! بَقَّالُ هنا رمزٌ لمنفِّذٍ صغيرٍ تابعٍ للحركةِ الإجراميَّةِ التي تُسيطِرُ على مفاصلِ السلطةِ، وهو أحدُ الأدواتِ التي تُستَخدَمُ لتصفيةِ الحساباتِ وتقديمِ نموذجٍ للعدالةِ الانتقائيَّةِ. إذًا، لماذا يُحاسَبُ بقَّالُ وهو الذي لا يملكُ القرارَ الحقيقيَّ، ويظلُّ تابعًا ومنفذًا لأوامر الحركة؟ هذا سؤالٌ يُظهِرُ عمقَ الأزمةِ في تطبيقِ العدالة. البرهانُ: تابعٌ ومنفذٌ لأوامرِ الحركةِ الإجراميَّةِ عبدُ الفتاحِ البرهانِ ليسَ فقط قائدًا عسكريًّا، بل هو تابعٌ ومنفذٌ مباشرٌ لأوامر الحركةِ الإجراميَّةِ ذاتِ النفوذِ الكبيرِ، التي تُسيطِرُ على مفاصلَ الدولةِ وتحركُها من خلفَ الكواليس. البرهانُ ليسَ صانعًا مستقلًّا، بل هو أداةٌ داخلَ منظومةٍ إجراميَّةٍ تُملي عليه القرارات، وتُستخدَمُ لضمانِ استمرارِ الهيمنةِ العسكريَّةِ والقمعِ، ولكنه رغم ذلك يُعفى من أيِّ مساءلة. كيكلُ: صُنيعةُ البرهان وتكريمُ المُجرمِ أما كيكلُ، فهو الصُنيعةُ الحقيقيةُ للبرهان الذي يديرُ اللعبةَ السياسيةَ، ارتكبَ جرائمَ ضدَّ الإنسانيةِ في منطقةِ الجزيرةِ، وتسبَّبَ في مآسي إنسانيةٍ خطيرة. وعلى الرغم من هذه الجرائم، عاد كيكلُ ليُكرَّمَ ويُمنحَ رتبةَ لواءٍ، كرسالةٍ صادمةٍ بأنَّ الإجرامَ لا يُعاقَب، بل يُكافَأ داخلَ منظومةِ الفسادِ والقمعِ. المفارقةُ الكبرى في العدالةِ الانتقائيَّةِ كيف تُحاسَبُ أدواتُ الحركةِ الإجراميَّةِ وتُتركُ قيادتها دونَ مساءلة؟ كيف يُصبحُ البرهانُ تابعًا يُنفِّذُ الأوامرِ، ويُعفى من المحاسبة، بينما يُحاسَبُ بقَّالُ الذي هو جزءٌ من نفسِ المنظومة؟ وكيف يُكرَّمُ كيكلُ رغم جرائمه؟ هذه التناقضاتُ تُبيِّنُ انهيارَ العدالةِ وتفشي ثقافةِ الإفلاتِ من العقابِ التي تُرسِّخُها الحركةُ الإجراميَّةُ. الخاتمةُ لن تنهضَ الأوطانُ ما دامت العدالةُ تُمارسُ انتقائيًا، ويُحاسَبُ فيها الأدواتُ الصغيرةُ بينما تُعفى الرؤوسُ الكبيرةُ، التي تمثلُ عصبَ الفسادِ والقمعِ. المعادلةُ واضحةٌ: لا عدالةَ بلا مساءلةٍ كاملةٍ لكلِّ من تورَّطَ في الفسادِ والجرائمِ، وإمّا عدالةٌ كاملةٌ أو لا عدالةَ على الإطلاق. #الذين _يدعون لمحاسبة بقال وينسون كيكل والبرهان #العدالة_ الانتقائية الجهوية #حمدان_وبرهان وكيكل الى المحكمة الجنائية!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة