بناء الدولة السودانية الحديثة بعد الخراب الإسلاموي.. رؤية لعهد جديد! كتبه خالد أبواحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-13-2025, 09:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2025, 02:41 AM

خالد ابواحمد
<aخالد ابواحمد
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 111

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بناء الدولة السودانية الحديثة بعد الخراب الإسلاموي.. رؤية لعهد جديد! كتبه خالد أبواحمد

    02:41 AM October, 08 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد ابواحمد -البحرين
    مكتبتى
    رابط مختصر






    إن عملية بناء الدولة التي يحتاجها السودان تتطلب الكثير من الأمور المهمة، من بينها وجود كيان وطني كبير ومتخصص في البحث والتقصي حول الدمار الكبير الذي أحدثته الحركة الإسلاموية في بلادنا العزيزة منذ استلامها الحكم وحتى هذه اللحظة التي ما زالت فيها تمسك بتلابيب السلطة، هذا الكيان ينبغي أن يكون معنيًا بالكشف عن حقيقة الدمار الممنهج الذي اتُّبع في تدمير الاقتصاد ومؤسساته التي كانت الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني، المتمثلة في مؤسسات الدولة من شركات إنتاجية ومشاريع زراعية، والشركات السيادية مثل الخطوط البحرية والجوية والنقل الميكانيكي، وبيوت السودان في المملكة المتحدة وباقي الدول في العالم، والقيمة السوقية الحقيقية لهذه الروافد الاقتصادية الوطنية، حتى تتضح صورة حجم الكارثة التي حلت بوطننا من خلال الأرقام والإحصائيات والمعلومات الدقيقة، حتى نبني عليها عملية بناء الدولة من جديد، هذا من حيث لغة الاقتصاد والأرقام.

    أما بالنسبة للمجالات الأخرى مثل الصحة والتعليم والمجتمع والفن والرياضة وغيرها، فهي تحتاج إلى عمل بحثي وتقصٍّ رقمي دقيق يمكننا من توفير المعلومات التي تسهم في إعادة بناء الدولة السودانية الحديثة. فإذا كنا نتطلع لسقوط نظام الحركة الإسلاموية نهائيًا بعد عام أو عامين أو خمس سنوات، فعلينا الإسراع في البدء من الآن وبقوة وبروح المسؤولية الوطنية، من خلال عمل مؤسسي كبير تتضامن فيه الجهود. فالدول من حولنا اليوم تسابق الزمن في التطور والتقدم، وأقرب مثال لذلك جارتنا إثيوبيا التي تشهد الآن ازدهارًا في كل المجالات.

    ومن أكثر الجوانب التي عاث فيها الإسلامويون فسادًا وتخريبًا هو ضرب المجتمع في وحدته الوطنية وتماسكه وتكاتفه، وذلك من خلال اللعب على وتر العنصرية والقبلية، الأمر الذي أحدث شرخًا كبيرًا يصعب معالجته لأنه طال البنية الاجتماعية والثقافية في العمق. هذا المجال يحتاج إلى عمل وطني ضخم يتنادى فيه كل الخبراء في المجالات الإنسانية والاجتماعية لتقييم الأضرار ووضع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتضميد الجراح وتجاوز المآسي التي صنعها هؤلاء الأبالسة خدمةً لمشروعهم الدموي الفاشل.

    ومع ذلك، فإن السودان ظلّ وطنًا واحدًا في روحه العميقة، رغم اتساع جغرافيته وتعدد قبائله وثقافاته ولهجاته. فدماء أبنائه امتزجت في بعضها البعض، وملامحه تماهت حتى صار كل سوداني يحمل في ملامحه شيئًا من الآخر. لا يمكن فصلنا عن وحدتنا الإنسانية الجميلة، ولا يمكن لأي عدوّ، مهما بلغت خسته أو دهاؤه، أن يمزّق نسيجنا الذي خُلق من المحبة والتعايش والرحمة. لقد حاولوا أن يزرعوا بيننا الكراهية فأنبتت تربة السودان تسامحًا، وحاولوا أن يطفئوا جذوة انتمائنا فاشتعلت أكثر، لأن هذا الوطن لا يُقسم، ولا ينهزم، ولا يُشترى.

    لقد دفع الشعب السوداني ثمنًا باهظًا منذ فجر الاستقلال. فمنذ عام 1956م وحتى اليوم، ظلّ السودان يعيش في دائرةٍ مغلقة من التجريب السياسي والانقلابات العسكرية، تتبدل فيها الشعارات ولا تتبدل الممارسات. كل جيلٍ من السودانيين خرج إلى الشوارع يحمل حلم الدولة المدنية، فعاد إلى بيته مثخنًا بالجراح، يجرّ خلفه خيبةً جديدة ودفتر شهداء آخر.

    لم يعرف هذا الشعب راحةً في ظل الحكومات المتعاقبة؛ فالعسكر صادروا إرادته باسم الأمن، والسياسيون ضيّعوا بوصلته باسم الحزبية والمصالح الضيقة. وعندما جاء الإسلامويون، جثموا على صدر الوطن لعقودٍ طويلة، وأغرقوه في بحرٍ من القهر والظلام، ثم ما زالوا — بلا خجل — يمنّون عليه بمواصلة مسيرتهم السوداء، وكأن الخراب الذي صنعوه كان منّةً لا جريمة. حولوا الدين إلى سلاح، والوطن إلى مزرعةٍ خاصة، وسرقوا من الناس حتى حقّهم في الحلم، ثم زينوا فسادهم بشعاراتٍ زائفة عن الشريعة والجهاد والإصلاح.

    لقد أرهق هذا الشعب النبيل طول الانتظار، وملَّ وعود السياسيين الذين يتحدثون باسمه ثم يتنكرون له، وذاق مرارة القهر تحت الأحذية العسكرية، وظلم الإسلامويين الذين صادروا رزقه وإرادته باسم الدين. ومع ذلك، لم يفقد إيمانه بقدرته على النهوض. فما يزال في عيون السودانيين بريق الأمل القديم، وما زالت في صدورهم نار الكرامة التي لا تنطفئ. شعب هذه صفاته لا يمكن أن يكون في هذا الواقع المزري.

    يكفكفوا دمعة المفجوع
    يبدّوا الغير على زاتم
    يقسموا اللقمة بيناتم
    ويدّوا الزاد حتّى إن كان مصيرم جوع
    يحبّوا الجار
    يموتوا عشان حقوق الجار
    يضوقوا النار عشان فد دمعة
    وكيف الحال لو شافوها سايلة دموع؟
    ديل أهلي .. وديل أهلي

    ولعلّ ثورة ديسمبر المجيدة كانت الدليل الأوضح على أن هذا الشعب لم يركع، وأن جذوة الوعي التي حاول الإسلامويون إطفاءها لثلاثة عقودٍ ما زالت تتقد، خرج الشباب والنساء والعمال والطلاب من كل مدن السودان يهتفون للحرية والسلام والعدالة، متحدّين الرصاص والعنف والموت، فأسقطوا نظامًا ظنّ أنه خالد إلى الأبد.

    ورغم أن الطريق ما زال طويلاً، وأن قوى الردّة تحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، فإن روح ديسمبر لم تمت، فهي ليست مجرد لحظة سياسية، بل حالة وعيٍ شعبيٍ متجددة تؤكد أن السودان أكبر من حكّامه، وأقوى من جلاديه، وأن الشعب الذي أسقط الطغاة لن يسمح بعودة الاستبداد مرة أخرى مهما طال ليل القهر.

    إن إعادة بناء الدولة السودانية ليست فقط مشروعًا إداريًا أو اقتصاديًا، بل هي تحريرٌ لروح الشعب من عبودية الخوف والتزييف التي كبّلته لعقود. نحن بحاجة إلى أن نعيد للمواطن ثقته في أن صوته أقوى من البندقية، وأنه هو الأصل لا الهامش. فبقدر ما عانى السودان من الخراب، بقدر ما يملك اليوم من وعيٍ وتجربةٍ وخبرةٍ تراكمت بالدمع والدم، تؤهله لأن ينهض من جديد أقوى، أنقى، وأجمل من أي وقتٍ مضى.

    وأعود وأكرر بأن مسؤوليتنا تجاه بناء الدولة السودانية الحديثة تحتم علينا أن نضع هذا الأمر موضع التنفيذ، خصوصًا السودانيين الذين يعيشون في البلاد المتقدمة، حيث الكفاءات والخبرات التي نعوّل عليها في تحقيق هذه الرؤية. علينا جميعًا أن نصغي إلى صوت الوطن قبل أي صوتٍ آخر، وأن نُسهم كلٌّ من موقعه في رسم ملامح السودان الجديد — وطنٍ لأبنائنا يسوده العدل، وتظلله المحبة، وتزدهر فيه الحرية والعقول المبدعة.

    الخميس 9 اكتوبر 2025م




























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de