محطات في عوالم محمد طاهر ايلا كتبه حسن أبو زينب عمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-09-2025, 08:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2025, 12:35 PM

حسن ابوزينب عمر
<aحسن ابوزينب عمر
تاريخ التسجيل: 11-03-2020
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محطات في عوالم محمد طاهر ايلا كتبه حسن أبو زينب عمر

    12:35 PM October, 07 2025

    سودانيز اون لاين
    حسن ابوزينب عمر-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في ديسمبر 2014 اذا لم تخني الذاكرة الخربة كنت في صالة كبار الزوار بمطار بورتسودان مع جمع من أعضاء الحكومة جاءوا لاستقبال الوالي محمد طاهر ايلا وكنت أسعى للقائه للاستعلام عن قضايا الولاية وأزماتها المزمنة التي تتلخص في الكهرباء والماء فضلا عن قضايا التنمية والاستثمار ومناهج العمل لمجابهة التحديات الماثلة ومعاش الناس والذي منه في حوار لأحد الصحف المحلية ..في الساعة العاشرة صباح اليوم التالي كنت داخل مكتبه العريض في الولاية فتح لي صدره وهو يرد على ما طرحت عليه من أسئلة منها أزمة المياه المزمنة وقضية الامداد الكهربائي ومشاريع التعليم مقابل الغذاء الذي اختاره لاستقرار الطلاب كمنهج أكثر ايجابية من انشاء داخليات وأسئلة أخرى جارحة من خصوم كانوا يتهمونه بالفلاحة في جماليات صواني الشوارع أكثر من اهتمامه بصواني الطعام ولكنه انبرى لبرامج عمله يدافع بشراسة عن مشاريع البنية التحتية ويتصدى لسهام الانتقادات التي كانت تنتاشه. استمر اللقاء قرابة الساعتين فضفض خلاله كثيرا من الكلام بعض قابل للنشر وبعضه قابل للستر.
    (2)
    انطباعات كثيرة خرجت منها وأنا أغادر مبنى الولاية المطلة من الناحية الشرقية على البحر منها قوة الشخصية والجرأة في اتخاذ القرار والدفاع عنه حد الاستماتة لتنفيذ ما كان يرى أنه الصواب فقد كان رجلا لا يعرف أنصاف الحلول وان كان ينطوي على شخصية صعبة التفسير فاذا اختلفت معه في قضية وطورتها الى مرحلة عداء فتوقع حربا ضروسا في كل الاتجاهات وعلى جميع الجبهات واذا كانت دارك ساحة للأفراح أو الأتراح فقد كان أول الطارقين لبابك تسبقه أيادي بيضاء تحمل دعومات مالية ومعنوية تنسيك أي شيء ..كثرة الكلام حوله ربما يعود لكونه أكثر رجال العمل العام اثارة للجدل بين حلفاء طاروا به الى السماء السابعة وخصوم هبطوا به أسفل سافلين .
    (3)
    لكن الذي يستوقف في مسيرة الرجل وهو سلوك استثنائي مميز غير مسبوق اشتهر به وحده وهو القدرة والجاهزية والحرص على المراقبة والمتابعة وهو نهج في العمل لو كان مطبقا من جهات التنفيذ لما ظلت بلادنا أما متحجرة في بداية سباقات ماراثونات النماء والتطور التي تنتظم العالم أن لم تتراجع الى الخلف در.. ففي الهزيع الأخير من الليل وقد أوى كل فراشه والصمت يلف أرجاء المدينة كان يستيقظ من نومه ويرتدي ثيابا مهلهلة ويقود سيارة صغيرة من عائلة الهونداي لزوم التنكر والتمويه camouflage لينطلق الى أطراف المدينة في جولة تفتيش على المرافق التي تحت التشييد فضلا عن مشاريع النظافة لمعرفة مدى التزام هؤلاء بإبراء الذمة والقيام بالواجبات الملقاة على عاتقهم والتي يستلمون منها الراتب والحوافز ثم يقوم بكتابة الملاحظات والتعليقات حارة من واقع الزيارات الميدانية وليس التقارير الباردة التي يتم تسجيلها داخل المكاتب الوثيرة المكندشة . وهذا يعني بالعربي الفصيح ان الوالي كان يتحسس مواقع الخلل بنفسه , وفي الصباح يستدعي من كلفهم بتنفيذ المهام ويخضعهم لأسئلة منكر ونكير ولا مجال هنا للنكران وتزيين الواقع فالملاحظات والتعليقات التي سجلها حية على الهواء مباشرة تفضح حتى ورقة التوت .صحيح انه لم يكن يقطع أرزاق الناس بعقوبات الإيقاف والفصل من الخدمة ولكن لا محاباة ولا مجاملات فالمقصر يجد حسابه محالا الى الرف مهما علا شأنه درسا للآخرين .
    (4)
    أسألكم بالله (الذي خلقكم فأحسن صوركم) هل رأيتم رجلا يتجسس على نفسه؟ هكذا كان ايلا وقد أكده لي أحد الأصدقاء من مواطني حي الوحدة أحد الأحياء الطرفية في بورتسودان أنه شاهد في ساعة متأخرة من الليل سيارة صغيرة تقف بجانب برميل نظافة فأتجه اليها لفك الشفرة فسأله سائق السيارة الذي كان يلف عمامة على وجهه ان كان عمال النظافة قد أتوا اليوم ..يقول صاحبي انه اقترب من السيارة وقد شك في الصوت يسأل أنت أيلا ولا أنا غلطان ؟ فأنفجر الوالي ضاحكا وهو يقول (نعمل شنو الناس ديل لو ما راقبناهم ما يشتغلوا) .
    (5)
    كانت المحطة الثانية لي مع ايلا في الرياض حينما جاء للاستشفاء عام 2016 -2017 وكانت الخطة أن نتلاقى نحن أبناء الولاية في بيت سفير السودان في الحي الدبلوماسي شمال العاصمة للسلام عليه حيث يقيم ..وفي الوقت المحدد تلقيت مكالمة من الأخ جيلاني طه يقول فيها ان اللقاء سيتم في السابعة مساء طالبا مني الحضور ولكن الزميل لم يكن يعرف أنني بدأت اجازتي السنوية وأنني على بعد 1200 كيلومتر من الرياض فقلت له (أنا الآن في باب شريف في جدة وراسي مشطوب وأنا أحاول التوفيق بين قدرات الجيب وكم الهدايا للمستحقين والمستهبلين فضحكنا سويا ولكنني طلبت منه الاتصال بي مع بداية اللقاء حتى اتمكن من السلام عليه والاطمئنان على صحته وبالفعل حينما تعانقت عقارب الساعة مع الوقت المعلوم اتصل بي الزميل جيلاني وأنا في ميناء جدة الإسلامي وقبل أن تهدر ماكينات الباخرة (نما) إيذانا بالانطلاق نحو البحر العريض في الطريق الى ميناء الأمير عثمان دقنه بسواكن تلاحقها النوارس البيضاء .قال لي الزميل (هاك الريس محمد طاهر ايلا ) سلمت عليه وقلت له أنني في أجازة لمدة لا تتجاوز شهرا وأتمنى أن أجدك وأنت ترفل في ثياب الصحة والعافية .
    (6)
    الذي وجدته في بورتسودان كان شيئا يفوق كل تصور فقد قرأت في أحد الصحف خبرا يقول (هرب محمد طاهر ايلا الى خارج البلاد في ساعة الصفر وقبل القاء القبض عليه متلبسا بالضلوع في جريمة للتنسيق مع جماعات مؤتمر البجا المعارضة وسوف تتوجه قوة من الأجهزة الأمنية للسعودية لإلقاء القبض عليه واعادته الى الوطن للمثول أمام لجان التحقيق) أي والله هكذا قال الخبر. هاجت في نفسي مشاعر غاضبة من الرثاء وأنا أتساءل أي بؤس وأية تعاسة لهكذا صحافة؟ هل وصلت الخسة والنذالة وصناعة الأكاذيب حد اللامعقول بالبعض لفبركة أخبار سامة الطعم سيئة الإخراج لن تقنع حمارا ناهيك عن بشر كرمها الله بالعقل وحينما اتصل بي صديقي جيلاني يخبرني انهم جالسون في ضيافة ايلا في بيت السفير طلبت منه التحدث والسلام عليه وحينما نقلت له الخبر توقعت أن يثور غاضبا واصفا إياهم بالخونة والمرتزقة ولكنني فوجئت به وهو يطلق ضحكة مجلجلة اهتز منها الهاتف ويقول (لسه يا حسن ستسمع قصصا أخرى) .
    (7)
    يعتبر الرجل بكل المقاييس رائد للتنمية في البحر الأحمر وربما كان في الجزيرة بل وعلى نطاق السودان كله اذا أتاحت له الأقدار مواصلة المهام رئيسا لمجلس الوزراء فقد كان يحمل أفكارا ورؤى وخطط تسلح لها بجدية وهمة وعقلية أشبه بعقلية الكومبيوتر كانت تختزن في جوفها أسماء الزعامات والقيادات والناشطين من الخيارى وحتى حلايب .. شهدت فترته نقلة نوعية تعتبر الأولى من نوعها على صعيد العديد من القطاعات تأتي في صدارتها مشاريع البنية التحتية حتى أصبحت بورتسودان أكثر مدن السودان جمالا وأناقة بعد امتداد يد الاعمار والتطوير للسياحة والتي تجسدت في مهرجانات السياحة والتسوق وكانت قبلة لسياحة داخلية أدت لانتعاش الفنادق والشقق المفروشة حينما سحبت حورية البحر البساط من القاهرة وأديس أبابا وأسمرة لتصبح الوجهة الأولى لقضاء شهر العسل. بل ان بورتسودان كانت الوجه المفضلة للرئيس البشير حيث كان يضرب أكباد الطائرة الرئاسية اليها للترويح والهروب من قاذورات الشوارع المحفرة الملوثة في الخرطوم ..انسحبت اعمال التحسين أيضا الى البيئة وزادتها ألقا أعمال النظافة وسفلتت الشوارع وإنشاءات الانترلوك وزرع أشجار الزينة .
    (8)
    خاض ايلا معارك من الوزن الثقيل مع ديناصورات الفساد في مدني حينما ذهب واليا لولاية الجزيرة ..سمع السودان قعقعة السيوف وشاهد التماعات الخناجر في الظلام ولكن الرجل الذي اختار الصدام والقتال حتى الرمق الأخير مبدأ لضرب أوكار الفسدة والمفسدين مهما أوتوا من قوة أوقف نزيف المال العام وتجفيف (بزازة) كان يقتات منها ضعاف النفوس للحصول على رواتب ومميزات بكشوفات مزورة أصحابها في ظلام القبور وكان كثيرا ما يردد في صراعه مع الخصوم لا أخاف الا الله ولعل هذا هو السبب الذي جعل أفئدة الناس تهوي اليه وهو نفسه الذي يفسر تدافع مئات الآلاف القادمة من كل فج عميق في استفتاء جديد للراحل العظيم حتى وهو محمول على الأكتاف لمواراته الثرى في مقبرة السكة حديد في بورتسودان محفوفا بأنين النساء ودموع الرجال وما أعز دموع الرجال. . ترجل ايلا من جواد الفانية تاركا ارثا ثقيلا ونفوسا مثقلة بقوة الصدمة تطلب الصبر على الابتلاء وهي تودع فارسها المغوار الى مأواه الأخير وقد كسا الزمان والمكان رداءا من الأسى والأحزان وتردد مع الشاعر (غادرتنا يا جبل الكبرياء وآخر قنديل زيت يضيء لنا في ليالي الشتاء).
    مدخل للخروج
    اللهم أنقل عبدك ايلا من ضيق اللحود ومراتع الدود الى جنات الخلود في سدر مخضود وطلع منضود وظل ممدود وماء مسكوب مع الصديقين والشهداء على سرر متقابلين في جنات ونهر عند مليك مقتدر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de