شكلت ندوة رابطة الزراعيين والتي استضافها معهد الدوحة للدراسات العليا يومي ٤ /٥ اكتوبر ٢٠٢٥م منصة فكرية كاملة الدسم جمعت بين الخبرة العملية للقطاع الخاص والرؤية الأكاديمية للحضور وللباحثين والطلاب ، ما أضفى على الحوار طابعًا علميًا وحلولا متكاملًة ( للزرع والضرع والماء )وقد أبدى الحضور اهتمامًا كبيرًا بالقضايا المطروحة، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات التي تساهم في تعزيز التعاون العربي والاقليمي وتبادل الخبرات في مجال التنمية الزراعية والاستثمارية .
تأتي هذه الندوة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بناء استراتيجيات جديدة للأمن الغذائي العربي والإقليمي، وإعادة الاعتبار للزراعة كقطاع استراتيجي قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية وتوفير فرص عمل وتحقيق التنمية المستدامة في السودان والمنطقة عموما .
قدّم رجل الأعمال وجدي ميرغني رئيس مجموعة أولاد محجوب، ورقة علمية مدعمة بالخرائط والأرقام حول واقع الزراعة ومدخلاتها ومآلاتها ، مركّزًا على الهموم الحالية والرؤية المستقبلية تحت عنوان “واقع وهموم ومستقبل الزراعة في السودان”، حيث تناولت بعمق التحديات والفرص التي تواجه هذا القطاع الحيوي، وفتحت نقاشًا مثمرًا حول سبل تطويره والنهوض به في ظل المتغيرات الاقتصادية والمناخية الراهنة
وطرح د. وجدي خطة علمية طموحة تمتد حتى العام 2031م تهدف إلى مضاعفة الإنتاج والصادرات عبر ما سماه:
“التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الإنتاجية المستدامة.”
الندوة شهدت حضورا لقدرات علمية وأكاديمية و خبراء الزراعة والمياه والتنمية المستدامة والباحثين وكثير من الخبرات المعتقة بالمنظمات الاقليمية والعالمية وبحضور سعادة السفير بدرالدين عبدالله وسفير قطر الأسبق سعادة حسن بن علي الحمادي قدمت رؤية متكاملة تعكس وعياً عميقاً بالاختلالات الهيكلية في الاقتصاد السوداني، حيث الزراعة هي القاطرة الممكنة لأي تعافٍ اقتصادي.
لكنها في الوقت نفسه تبرز أن النهضة الزراعية لن تتحقق بالموارد وحدها، بل بتغيير جذري في السياسات، والإدارة، والحوكمة، والتمويل والأنظمة والقوانين .
هذه الندوة يجب إلا تقف عند هذه القاعات المغلقة بل يجب تكرارها وتوسعة المشاركين لانها تمثل مشروع منتدي " لسودان الغد الاخضر " لتشمل رجال الأعمال والمستثمرين السودانيين والقطريين لانها تماثل الحل الجذري للاختلال التنموي وكيفية الوصول للحلول الجذرية والاستقلال الأمثل للمياه والأراضي الزراعيه الضخمة باستخدام التكنولوجيا والتطور العلمي .
المبشر ان وزير الزراعة والري السوداني بروف عصمت قرشي كان حضورا فاعلا بتواضعه وعلمه وتفاعله الايجابي الذي سيصب في صالح هذا الملف الذي هو كبسولة كاملة الدسم للتعافي وبما يعيد " السودان ليكون سلة غذاء العالم " بحق وحقيقة إن استحدثت قوانين الاستثمار واستنهضت التشريعات الصارمة والياتها علي الارض ومكافحة الفساد وسوء الادارة ومعالجة مشاكل خدمات الكهرباء والمياه التي تعيق الانتاج والإنتاجية وتطوير الكوادر البشريه المؤهله.
أن المساعي لايقاف هذه الحرب اللعينة لابد ان يرافقها حزمة من القوانين الملزمة التي تشجع تدفق روؤس الأعمال والمستثمرين لان غسيل الارض إن جاز التعبير يلزمه غسل الايادي … والقانون هو وحده الذي يضمن تدفق رووس الاموال والمستثمرين اللذين يبحثون عن فرص ذهبية خضراء ومحمية .
شكرا د. وجدي ميرغني ابن السودان البار علما ومعرفة وشكرا مرة اخرى بروف عصمت وزير الزراعة والري الذي وعد بحمل كامل روى وتوصيات ندوة " معهد الدوحة للدراسات العليا بدولة قطر " كإحدى المنارات المشرقة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة