يبدو أن الخبر المتداول حول تصريحات الفنان الكوميدي الكبير والمبدع عبد الله عبد السلام “فضيل” يفتقر إلى المهنية الصحفية، بل يرقى إلى مستوى المنشور السياسي المنحاز، إذ يعكس خطاباً أقرب إلى مواقف قوى الحرية والتغيير (قحت) التي فقدت مصداقيتها بعد انكشاف تحالفاتها مع ميليشيا الدعم السريع، وما تبع ذلك من مواقف متخاذلة تجاه معاناة الشعب السوداني جراء جرائم تلك المليشيا.
في المقابل، حظي حديث الفنان فضيل بتأييد شعبي واسع، لأنه عبّر بوضوح عن نبض الشارع السوداني الرافض لسياسات (قحت) التي ساهمت في تفكيك مؤسسات الدولة وإضعافها. وما تحاوله بعض المنابر الإعلامية من تمرير منشورات سياسية في قالب أخبار وتقارير صحفية، ليس سوى محاولة يائسة لإعادة تلميع صورة تلك القوى عبر استدعاء شعارات حقبة سياسية أنتجت الواقع المأزوم الذي يعيشه السودان اليوم.
تصريحات فضيل حول ما سُمِّي بثورة ديسمبر، وإن جاءت بلغة صريحة، تعبّر عن خيبة أمل فئات واسعة من الشعب السوداني التي رأت أن تلك الثورة، رغم شعاراتها البراقة، انتهت إلى واقعٍ أكثر قتامة تسوده الانقسامات والتدخلات الخارجية. وقد اعتبرت الجماهير ما قاله توصيفاً صادقاً لحصيلة السنوات الماضية التي كشفت زيف الشعارات، وعجز القوى السياسية التي تصدّرت المشهد عن تحقيق تطلعات السودانيين في الحرية والسلام والعدالة.
إلى جانب ذلك، فإن الفنان فضيل يُعدّ من أبرز الرموز الكوميدية التي نالت إعجاب وحب الجمهور بطرحه للقضايا المجتمعية الجادة في قوالب ذكية ومؤثرة تصل رسالتها بسهولة إلى الناس. ورغم هذا الدور الكبير في خدمة الوعي المجتمعي عبر الفن، لم ينل فضيل بعدُ التكريم المستحق من الدولة. ومن هنا، ندعو السيد وزير الثقافة والإعلام الأستاذ خالد الأعيسر إلى إيلاء هذا الأمر ما يستحقه من اهتمام وتقدير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة