رشا، يا كَحيل!... دفاعٌ عن منطق الاستعارة وعمق الرؤية كتبه الأمين مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-17-2025, 02:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2025, 03:12 AM

الأمين مصطفى
<aالأمين مصطفى
تاريخ التسجيل: 02-20-2020
مجموع المشاركات: 1587

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رشا، يا كَحيل!... دفاعٌ عن منطق الاستعارة وعمق الرؤية كتبه الأمين مصطفى

    03:12 AM September, 30 2025

    سودانيز اون لاين
    الأمين مصطفى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    "رشا، يا كَحيل!"... دفاعٌ عن منطق الاستعارة وعمق الرؤية

    "لا الحزب الشيوعي راجل أمي، ولا الحركة الإسلامية مرة أبوي، ولا مصر حماتي عشان أكرههم!")
    عبارةٌ فاجأت البعض، وأثارت حفيظة آخرين، واعتُبِرت من قِبَل عدد من المتابعين "عنفًا لفظيًا" و"مخاشنةً غير مبرّرة"، لا تليق بمقام أستاذة صحفية كرشا عوض. لكن من زاوية أكثر عمقًا، وأقل سطحية، تُعدّ هذه العبارة مثالًا قويًّا على توظيف الاستعارة الثقافية لخدمة موقف عقلاني"، وتفكيك عاطفة الانتماء والكراهية على أسس سياسية زائفة.
    في هذا المقال، نحاول تفكيك هذه العبارة وتبريرها والدفاع عن مشروعها الخطابي من خلال قراءة منطقية، تنطلق من الواقع الاجتماعي، وتخدم حرية الفكر، وترفض الوراثة العاطفية في السياسة).
    أولًا: رفض الانتماء العاطفي القسري
    العبارة المفتاحية في جملة رشا عوض هي:
    "عشان أكرههم!"
    فهي ترفض الانسياق وراء مشاعر الكراهية بناءً على علاقات لم تخترها هي، بل فرضها المجتمع أو الواقع السياسي. ولتبرير هذا الرفض، لجأت إلى استعارات مألوفة في السياق الثقافي السوداني، تُعبّر عن "الانتماء المفروض" أو "القرابة القسرية".
    حين تقول:
    "راجل أمي": فهي تستحضر العلاقة بين الابن وزوج الأم، وهو شخص دخل حياة الأسرة بعد أن تشكّلت عاطفيًّا، دون أن يشارك في تأسيسها، فلا يُطلب من الابن أن يُحبه بالضرورة.
    "مرة أبوي": كذلك، تُشير إلى زوجة الأب، وهي نموذج آخر لعلاقة عائلية مفروضة، لا تُبنى على الاختيار الحر، بل غالبًا ما تكون مشوبة بالتوجس والريبة.
    "حماتي": الحماة في الوجدان الشعبي ليست العدو، لكنها كذلك ليست الكيان الذي يُكنّ له الإنسان تلقائيًّا مشاعر الحب أو البغضاء، بل هي علاقة تُدار بالحذر والاحترام المشروط.
    في هذا السياق، تقول رشا ببساطة:
    "أنا لا أكره الحزب الشيوعي، ولا الحركة الإسلامية، ولا مصر... لأن علاقتي بهم ليست عاطفية، ولا قرابة روحية أو سياسية تجبرني على الحب أو الكراهية."
    ثانيًا: الاستعارة كأداة لكسر التقديس السياسي
    رشا عوض، في عبارتها هذه، لا تسيء إلى زوجة الأب أو الحماة أو زوج الأم، كما فُهِم لدى البعض، بل تستخدم هذه النماذج كرموز ثقافية لرفض التقديس السياسي.
    الكثير من المنتمين للتيارات السياسية الكبرى في السودان – كالشيوعيين أو الإسلاميين – يتعاملون مع أحزابهم كما يتعامل الإنسان مع "أهله"، وكأن الخروج من الحزب خيانة، أو نقده رجس، أو الحياد عنه ضلال. وهذا ما ترفضه رشا عوض.
    حين تقول:
    "لا الحزب الشيوعي راجل أمي"
    فهي تعني: لستُ ملزمة بالدفاع عن الحزب أو كرهه، لأنني لا أرتبط به بعلاقة بيولوجية أو وجدانية، تجعلني أفقد العقل وأتحول إلى تابع أو خصم دائم.
    – بل تهاجم منطقًا نفسيًّا متجذرًا فينا، يجعلنا نرث المواقف كما نرث أسماء العائلة، دون مساءلة أو اختيار.
    ثالثًا: قراءة اجتماعية لا تسطيح لغوي
    من انتقدوا رشا على هذه العبارة افترضوا أنّ استخدام مصطلحات مثل "زوج الأم" و"زوجة الأب" و"الحماة" هو في حد ذاته إساءة، وكأن هذه العلاقات قائمة على العداء بطبيعتها.
    لكن الحقيقة أعمق من ذلك.
    رشا استخدمت هذه الاستعارات لأنها شديدة القرب من تجربة الإنسان السوداني البسيط، وتحمل دلالة رمزية تتجاوز المعنى الضيق للألفاظ. هذه العلاقات الثلاث ليست علاقات شريرة، بل علاقات لا تبنى بالضرورة على الحب، بل على التعايش، وعلى الحياد أحيانًا، وعلى "عدم الكراهية رغم عدم الحب" غالبًا.
    فإذا كانت الحماة ليست والدتك، ولكنك لا تكرهها، فهذا لا يعني أنك تُسيء إليها.
    وإذا كان زوج الأم ليس والدك، فهذا لا يعني أنك تعاديه، بل يعني فقط أنه ليس موقعًا تنبع منه مشاعرك.
    هذه هي الفكرة الجوهرية في تعبير رشا.
    رابعًا: تفكيك منطق "البغضاء لله في الله"
    سأل أحد المنتقدين:
    "أهذه هي البغضاء لله في الله؟!"
    ونرد عليه قائلين:
    رشا عوض، على العكس تمامًا، تحاول نزع القداسة عن الحب والكراهية في الساحة السياسية، وتعيدها إلى مسؤولية الاختيار الواعي.
    هي تقول:
    لا أكره الحزب الشيوعي لأنني لستُ بنتًا لعقيدته.
    ولا أكره الحركة الإسلامية لأنني لا أحمل ميراثًا وجدانيًّا ضدها.
    ولا أكره مصر لأنها ليست "حماتي" التي تنافسني أو تمارس عليّ سلطة معنوية.
    وهذا موقف ناضج. فالكراهية أو الحب السياسي، حين تنبع من عاطفة غير مبررة، تصبح انتماءً قبليًّا لا يختلف عن كراهية شخص لأنه من قبيلة معينة.
    خامسًا: لماذا يا "كَحيل"؟ لأنها أبصرت ببصيرة حقيقية
    في النداء الذي وجّهه أحدهم:

    " يا رشا، يا كحيل! ما هذا التدني في النظر للكون؟!"؟؟؟
    نقول: بل يا رشا، يا "كحيل"، لقد ارتقيتِ في النظر، حين فتّحتِ أعيننا على هشاشة الكثير من علاقاتنا السياسية، وعلى زيف الكثير من مشاعر الكراهية والحب التي نحملها لأحزاب وتيارات، فقط لأننا وُلدنا في بيتٍ يحبها، أو نعيش وسط بيئة تكرهها.
    رشا لم تُدنِ النظر، بل رفعتنا من الانتماء القَبَلي إلى الانتماء العقلاني.
    من الكراهية الموروثة إلى المساءلة الحرة.
    ومن التصنيف الغريزي إلى التعايش الواعي.
    خاتمة: رشا لم تكره، بل حرّرت
    إذا كانت السياسة قد أصبحت حلبة صراع بين "أبناء العم" و"أبناء الخالة"، فإن ما قالته رشا عوض هو محاولة لتفكيك هذا الارتباط العاطفي المزيف. لقد قالت ببساطة:
    "أنا لا أكره أحدًا لمجرد أنني لا أنتمي إليه."
    "وأرفض أن أكره لمجرد أن الكراهية أصبحت تقليدًا."
    وهذا، في عالم يعجّ بالتحزّب والانغلاق، هو قمة النضج، وليس العكس.
    رشا... يا كحيل، أحسنتِ التعبير، وجعلتِ من الاستعارة سلاحًا للتحرر، لا أداةً للعداء بل اداة لتحرير العقول المتحجرة بفكر الولاء السياسي الابدى بدون ميزان النقد الذاتي.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de