بقلم/ لقد وعدتكم في الجزء الأول من هذا المقال والذي نشر بتاريخ 23 سبتمبر 2025، بأنه ولتفادي الإطالة، سوف اقسم المقال الى جزئين، المساوىء والمحاسن. فبدأت الجزء الأول بمساوىء هذه الحرب القذرة. وفي هذا الجزء سوف اتطرق لمحاسن هذه الحرب. قد يستغرب البعض، خاصة الذين تجرعوا مراراة الحرب مباشرة، ان تكون لهذه الحرب محاسن، لما واجههوه من ظروف قاسية بل قاتلة. واختصارا للوقت وحتى لا نترك مجالا للذين يستعجلون التنميط، دعونا نخوض مباشرة في المحاسن التي تمخضت عن هذه الحرب. في البدء، وكما يعلم معظم السودانيين، انه بعد ايام قليلة من اندلاع الحرب، أو بشكل اكثر وضوحاً، بعد مرور الأسبوعين التي وعد بها الكيزان بالقضاء على الدعم السريع، وما ان تبين للجميع بأن هذه الحرب لا يمكن لأي من الطرفين حسمها خلال اسبابيع أو شهور، او سنين قليلة، حزم السواد الأعظم من افراد الشعب السوداني ما قل وخف من امتعتهم والهروب من مواقع الحرب، متجهين صوب الأقاليم الأكثر أمناً، بإستثناء عوائل الكيزان لأن جميعهم قد سافر خارج السودان حتى قبل نشوب الحرب، لأن السيد علي كرتي مفجر الحرب، طلب من كيزانه تأمين انفسهم واسرهم حتى قبل انطلاق شرارة الحرب (راجعوا مقالي المنشور في صحيفة سودانايل الإلكترونية الأسبوع الماضي بعنوان "اعترافات لواء استخبارات بالقوات المسلحة حول من اطلق الطلقة الأولى"). طيب بعد ان هرب معظم الناس من مواقع القتال للأقاليم وخارج السودان، ماذ حدث بعد ذلك؟ الحاصل ان معظم الذين ينادون بإسمرار الحرب من البلابسة، قد هربوا الى جارتنا الشمالية التي طبخت عندها هذه الحرب اللعينة، ظناً منهم بأن جيشاً واحد شعباً واحد قادر على حسم المعركة خلال شهور قليلة ومن ثم يعودوا ادراجهم اكثر افتراءاً وعنصرية وجهوية وفتكاً بالأبرياء، فيركبون على ظهور الناس ويستعبدونهم. ولكن ما حدث هو العكس، فإن الدعم السريع خلال شهور قلائل استطاع ان يستلم اكثر من 75% من الولايات والمقار العسكرية على الرغم من استعانة الجيش بعتاد وطائرات ولوجستياد احد دول الجوار التي تعرفونها جيداً. والأمر كذلك والبلابسة واعوانهم وعوائلهم قد طال عليهم الأمد وفقدوا الأمل ونفدت جميع مدخراتهم وقد اعيوا اهاليهم الذين ظلوا يرفدونهم بالمصاريف، اصبح البلابسة عند جارتنا في وضع لا يحسدون عليه وتقطعت بهم السبل، فوجدوا انفسهم بين عشية وضحاها عبارة عن سلع استهلاكية، يباعوا ويشتروا، تماماً مثلهم مثل قطع غيار السيارات. فكثرت حالات الإختفاء، وهناك الكثير من الذين باعوا كلاهم، واكثرهم نزعت منهم كلاهم عنوة والقي بهم في قارعة الطريق. وهذه يا احبابنا أولى واحدى حسنات هذه الحرب، حيث من خلال هذا التعامل القاسي من الجارة الشمالية مع الشعب السوداني، ومعظمه من البلابسة، قد عرف هؤلاء البلابسة حقيقة هذه الجارة ونظرتها لنا كشعب. وانا في اعتقادي ان هذه اهم فائدة لهذه الحرب حيث صحت ضمائر المغيبين والمنومين مغناطيسياً من البلابسة وناس المتك والفتك وغيرهم، فعرف هؤلاء قيمتهم لدى تلك الدولة والكيزان. ولولا هذه الحرب لظل هؤلاء البلابسة وامثالهم في غيبوبة تامة الى يوم الدين.
الحسنة الثانية: لقد عرف السودانيين والبلابسة على وجه التحديد، عمالة العسكر وحجم خيانتهم للوطن وتبعيتهم التامة للجارة الشمالية، وعملهم الدؤوب لإرضائها بأي شكل من الأشكال ولو يضحوا بجميع الأراضي التي وضعت عليها يدها هذه الجارة. لذلك يجب ان يكون مصير قادة العسكر بعد الحرب، المشانق في الطرقات العامة، بتهم الخيانة العظمى.
الحسنة الثالثة: وهي ام المحاسن، ان جميع افراد الشعب السوداني قد عرفوا الآن انه ليس هناك من شر اشر ولاضرر اضر على الشعب السوداني والوطن من هؤلاء الكيزان. لأن الكيزان يا ايها الناس لا يرون في الشعب السوداني اكثر من كونه مجموعة من الأغبياء، السذج، البلهاء، وانهم لا يستحقون العيش، ويجب ان يبادوا بشتى السبل حتى لو دعى الأمر لإبادتهم بالإسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، بما في ذلك الأنعام والشجر والأرض. الآن نحمد الله، ان جميع افراد الشعب السوداني عرف بصورة جلية، بأن الكيزان لا يهمهم بشر ولا وطن، وان همهم الأول والأخير هو العودة للحكم والإستمرار في نهب الثروات. وهم في سبيل العودة الى فردوسهم المفقود لا يمانعون من التنازل عن أي جزء عزيز من ارض الوطن لأي دولة تعينهم على ذلك.
الحسنة الرابعة: معرفة الشعب السوداني لقيمة الوطن، وقيمة الأمن والأمان، واذا قدر لهذه الحرب ان تتوقف ويعود الشعب السوداني الى وطنه، فسوف لن يفرط فيه وسوف يضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه العبث بهذا الوطن العزيز.
الحسنة الخامسة: ان دعاة العنصرية والجهوية والإنفصال، هم نفسهم الكيزان واسرهم وقادة الجيش الفاسدين الذين عملوا بكل هوادة لضرب النسيج الإجتماعي وخلق الضغائن السيئة المزمنة والتي تترك الشعب السوداني في حالة احتراب وتباغض وعداء مستمر، حتى يخلوا لهم الجو ليستمروا في نهب ثروات البلد وبمعاونة من يمدهم بسبل البقاء من الخارج؟
الحسنة السادسة: معرفة شعب دارفور بحقيق بعض ابناء كيان الزغاوة الذين ظلوا يخططون لقيام دولتهم الكبرى بالتعاون مع ابنائهم في الخارج ودول الجوار الأفريقي، وذلك بوعود من الكيزان لتسليمهم دارفور ليكونوا هم الجلابة الجدد الذين ينفذون أوامر الكيزان، تماماً كما ينفذ الكيزان وكبار الضباط أوامر الجارة الشمالية. لذلك يجب على اهل دارفور ان يأخذوا حذرهم ويرصوا صفوفهم وينبذوا الفرقة بينهم، ويكونوا يداً واحدة ويضربوا بها بعض ابناء هذا الكيان ضربة رجل واحد، فيتفرق دمهم بين القبائل، حتى يرعوا ويعودوا كما كان كيانهم سابقاً في مناطقهم المقفولة من قديم الزمان ويزيلوا من عقولهم مشروعهم العنصري البغيض. لأن هذا الكيان طول عمره كان ولا يزال خميرة عكننة في دارفور. وهو بالمناسبة الكيان الوحيد في دارفور غير المنتج، حيث لا زرع ولا ضرع له، ومعروف عنه كيف كان ولا زال يصرف أموره. واود ان انتهز هذه الفرصة لأدعو حكومة تأسيس بأن لا تستقبل العرجوز مناوي بأي صورة او صفة من الصفات، هذا شخص مجرم ومراوغ وكذاب وغير مؤتمن، والأمر ينطبق على المجرم الكوز فكي جبريل وجميع من معهما.
الحسنة السابعة: معرفة ابناء الهامش بحقيقة ان جميع الأحزاب السودانية من رحم واحد، رحم دولة 56، لذلك تجد ان عضو الحزب يصبح كوزاً متطرفاً ويمسي شويعياً احمراً، ولتأكيد هذا الزعم انظروا الى سلوك الحزب الشويعي منذ سقوط حزب الكيزان، المؤتمر الوطني، فقد ظل الحزب الشويعي يعمل في خلق جميع العراقيل التي تحول دون قيام النظام الديمقراطي، وقد شقوا الصف من الوهلة الأولى بل زرعوا خلاياهم في وسط ثوار الثورة وساعدوا على تصفية الكثيرين منهم. وقد تكونوا جميعاً سمعتم خلال الأيام القليلة الماضية بالغزل الدائر بين رئيسة الكيزان سناء حمد، والحزب الشويعي.
الحسنة الثامنة: معرفة الشعب السوداني بحجم المؤامرات التي تحاك ضد والسودان، وعدد الدول المتورطة في هذه المؤامرة، وماهو المطلوب منه لتحصين وتوعيه نفسه وغيره من هذه المؤامرات ضد وطنه.
الحسنة التاسعة: معرفة الشعب السوداني الساذج، بحجم الثروات الضخمة التي يمتلكها وطنه فوق الأرض وتحت الأرض وفوق السماء، والتي يسيل لها لعاب جميع دول العالم، الأمر الذي جعل جميع الدول تتداعى عليه كما تتداعي الأكلة الى قصعتها، لتذره قاعًاً صفصفا ومسحه من خارطة العالم.
الحسنة العاشرة: معرفة الشعب السوداني بحجم المؤامرة العالمية التي تريد السودان خالياً من الشعب. وقد تم توكيل هذا الأمر للجارة الشمالية لتنفيذه نيابة عن دول العالم. (راجعوا مقالي بعنوان " الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع) والذي نشر في صحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ 9 يناير 2025م ). ولمحاسن الصدف، اليوم وبينما انا اعد هذا المقال قد استمعت لأحد السودانيين في التيك توك، وهو يناشد الشعب السوداني للإلتفات لما يحدث في الأقليم الشمالي من قبل احدى المنظمات التي تقوم بتوزيع اعانات مالية صغيرة جداً في مقابل حقن النساء بحقن غير معروف حقيقتها ومصدرها وسببها، واضاف قائلاً بان تلك الحقن تسبب العقم للنساء وتحرمهم من الإنجاب. وهذه احدي وسائل القضاء على الشعب السبوداني من شماله لجنوبه، ومن شرقه لغربه، دون تمييز. فمن لم يمت بالقصف والكيماوي مات بالحقن، تعددت الأسباب وهدف إفناء الشعب السوداني واحد.
يا ايها الشعب السوداني اتحدوا واحموا ارضكم وعرضكم ونسلكم وثرواتكم، في ظل انعدام الدولة وانشغال قادة العسكر وكيزانهم بنهب ثروات البلاد، وتجاهلهم لكل المخاطر المحدقة بكم والوطن.
هذه بإختصار شديد بعض حسنات هذه الحرب، وآمل ان اكون قد وفقت في سردها، ومن المؤكد ان هناك البعض الذي قد اكون غفلت سهواً، فالمعذرة.
لا للحرب، لا للتقسيم، لا للجهوية، لا للعنصرية، نعم للسلام، نعم للإتحاد لنزع الوطن وثرواته من براثن اللصوص والمجرمين والمتربصين في الداخل والخارج.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة