الشيخ موسى هلاك ليس حليفاً -بل أفعى بوجهين في صراع دارفور.. كتبه عبدالغني بريش فيوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-29-2025, 07:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2025, 06:20 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشيخ موسى هلاك ليس حليفاً -بل أفعى بوجهين في صراع دارفور.. كتبه عبدالغني بريش فيوف

    06:20 PM September, 25 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في خضم أتون حرب ضروس تمزق أوصال السودان منذ أبريل 2023، وتلقي بظلالها الكثيفة على إقليم دارفور، حيث تتصارع القوى العسكرية في مدينة الفاشر المحاصرة، تتشكل تحالفات جديدة وتبرز شخصيات لطالما ارتبط اسمها بمنبع الصراعات.
    في قلب هذه التطورات المتسارعة، يبرز اسم الشيخ موسى هلال، الذي أعلن مؤخرا، من خلال مجلس الصحوة الثوري بقيادته، عن اتفاق مع القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، لتشكيل قوة عسكرية ذات مهام محددة.
    قد يبدو هذا التحالف، للوهلة الأولى، خطوة إيجابية نحو توحيد الجهود ضد ميليشيا الدعم السريع، التي تفرض حصارا خانقا على الفاشر منذ مايو 2023، ولكن، على القوة المشتركة أن تنتبه جيدا، فليست كل التحالفات تقود إلى بر الأمان.
    إن الشيخ موسى هلال، وإن أعلن تأييده للجيش والمشتركة، يمثل شخصية معقدة ومثيرة للجدل، يحمل في طياته دروسا من الماضي القريب، ويطرح تحديات للمستقبل.
    إن الرجل، بتاريخه الحافل وارتباطاته العميقة، أشبه بأفعى برأسين، رأس ينظر إلى المصالح الآنيّة، وآخر يحمل في ذاكرته مشاريع لم تكتمل، وكلها تتغذى من فوضى دارفور التي تتطلع المشتركة للتخلص منها.
    موسى هلال: الأب الروحي للجنجويد وذاكرة الجرح الغائر..
    لا يمكن فهم الحاضر دون الغوص في أعماق الماضي، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية مثل موسى هلال.
    إنه ليس مجرد زعيم قبلي لعشيرة المحاميد من قبيلة الرزيقات، بل هو كما تصفه تقارير ودراسات عديدة الأب الروحي لميليشيا الجنجويد التي عاثت فسادا وتدميرا في دارفور منذ أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة.
    هذه الميليشيا، التي تحورت فيما بعد لتصبح قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو "حميرتي"، تركت خلفها سجلا مظلما من الانتهاكات، بما في ذلك القتل والتهجير والاغتصاب وحرق القرى، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وأسفر عن ملاحقات قضائية دولية.
    عندما نتحدث عن الجنجويد، فإننا لا نتحدث عن مجرد مجموعة مسلحة، بل عن نهج كامل من العنف والفوضى، استُخدم كأداة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.
    كان موسى هلال في قلب هذا النهج، يمتلك شبكة واسعة من الولاءات القبلية والعسكرية، ويستطيع حشد المقاتلين بفعالية، وهذا التاريخ لا يمكن محوه بإعلان دعم جديد للجيش أو بتوقيع اتفاق مع القوة المشتركة.
    إن الرابط الدموي والأيديولوجي الذي جمعه بالجنجويد، وبنى عليه نفوذه، هو جوهر تحذيرنا.
    التحول المزعوم: ضحية أم لاعب؟
    من المفارقات التاريخية، هي أن موسى هلال نفسه أصبح ضحية لذات الميليشيا التي أسهم في تشكيلها، بعد أن انتقلت زعامتها إلى حميدتي. في عام 2017، اعتقلته قوات الدعم السريع بعد اشتباكات دامية في معقله بمستريحة، وسُجن لعدة سنوات قبل أن يُفرج عنه لاحقا.
    هذه التجربة، وإن كانت مؤلمة له شخصيا، لا تعني بالضرورة تغيرا في جوهره أو في منهجه السياسي.
    لا يمكن الوثوق برجل ينتمي لنفس الجماعة التي تريد المشتركة التخلص منها، من أجل خلق دارفور خال من الفوضى والإرهاب.
    إن صراعه مع حميرتي لم يكن صراعا أيديولوجيا بين الخير والشر، بل كان في جوهره صراعا على النفوذ والقيادة داخل نفس التيار الذي يعتمد على العنف القبلي والنهب.
    موسى هلال، بحسب هذه الرؤية، لم يناهض الجنجويد/الدعم السريع بسبب جرائمها ضد المدنيين أو رفضا لنهجها، بل بسبب فقدانه السيطرة عليها وتهميش دوره، وبالتالي، فإن إعلان تأييده الحالي للجيش والقوة المشتركة بعد أشهر من اندلاع القتال في أبريل 2023، ووصفه الحرب بأنها غزو للسودان من مرتزقة قادمين من غرب أفريقيا، يجب أن يُقرأ بحذر شديد، هل هو تحول حقيقي نحو بناء الدولة والقانون، أم مجرد مناورة تكتيكية لاستعادة نفوذه ومكانته ضمن المشهد السياسي والعسكري المتغير؟
    عزيزي القارئ..
    بتاريخ 21 سبتمبر 2025، أعلن مجلس الصحوة الثوري عن اتفاق مع القوة المشتركة، لتشكيل قوة عسكرية تعمل على فتح الأسواق المغلقة، ومكافحة السرقات والنشاطات الإجرامية، وفتح الطرق والمراحيل التي أُغلقت بفعل الحرب، فضلا عن حماية الموسم الزراعي.
    هذه المهام، في ظاهرها، تبدو نبيلة وضرورية لإعادة الاستقرار إلى دارفور، خاصة في ظل الحصار الذي تعانيه الفاشر ونقص الغذاء والدواء، ولكن، لنسأل أنفسنا:
    1/ من الذي أغلق الأسواق والطرق والمراحيل في الأساس: جزء كبير من الفوضى والنشاطات الإجرامية في دارفور يمكن تتبعه إلى فصائل مسلحة، كثير منها نشأ من رحم الجنجويد أو تبنى أساليبها.
    2/ هل يمكن لرجل كان جزءا أصيلا من المشكلة أن يكون حلا حقيقيا: إن حماية الموسم الزراعي وفتح الطرق يتطلبان قوة موثوقة ونزيهة، لا تتورط في استغلال المزارعين أو فرض الإتاوات، وهي ممارسات ارتبطت تاريخيا بالجماعات الجنجويدية في الإقليم.

    إن هذه المهام، بالرغم من أهميتها، قد تكون غطاءا لمآرب أخرى، فتشكيل قوة عسكرية مشتركة مع شخصية مثل موسى هلال قد يوفر له شرعية جديدة ومساحة للمناورة، ويعزز من قوته على الأرض، دون أن يلتزم بشكل كامل بالأهداف الأوسع للقوة المشتركة المتمثلة في بسط سيطرة الدولة وتفكيك كل الميليشيات.
    منذ ما يزيد على سنتين من حرب الجنجويد على الجيش، أعلن موسى هلال تأييده للجيش والقوة المشتركة، ولكن المثير للانتباه، والذي يجب ألا يمر مرور الكرام، هو أنه لم يشارك في أي معارك أو هجوم مباشر على ميليشيا الدعم السريع.
    هذا الموقف، لم يكن حيادا سلبيا، بل هو موقف استراتيجي بامتياز يمكن تفسيره بعبارة دارجية تعكس جوهر اللعبة السياسية في السودان، وهي: (خلونا نشوف البيحصل شنو في حرب الجيش مع الجنجويد!).
    هذه اللعبة الخبيثة والماكرة، تكشف عن:
    انتهازية استراتيجية: يفضل هلال الجلوس على الحياد، أو على الأقل عدم الانخراط بشكل كامل ومكلف في صراع لا يمكن التنبؤ بنهايته، وهو ينتظر أن تضعف الأطراف المتحاربة بعضها البعض، ليتمكن من التدخل في اللحظة المناسبة، أو ليقطف ثمار الانتصار بأقل كلفة ممكنة.
    حسابات القوة والنفوذ: لقد تلقى قوات مجلس الصحوة الثوري دعما ماليا وعتادا عسكريا من الجيش عبر الإسقاط الجوي، مما يعني أن الجيش قد استثمر فيه، ولكن هذا الدعم لم يُترجم إلى مشاركة فعالة في المعارك، وهذا يثير تساؤلات حول طبيعة الولاءات، وعما إذا كان هلال يعتبر هذا الدعم حقا له، أو مجرد وسيلة لتعزيز موقعه دون التزام حقيقي.
    الموقع الجغرافي: تحركه بحرية في المناطق الحدودية بين شمال وغرب دارفور انطلاقا من معقله في مستريحة يمنحه ميزة استراتيجية.
    إنه يراقب المشهد من مكان آمن نسبيا، بعيدا عن جبهات القتال الساخنة في الفاشر، مما يسمح له باتخاذ قراراته بناء على تطورات الميدان وليس بالضرورة بناءا على التزام مبدئي.
    الأفعى برأسين: رمزية الخطر المحدق..
    إن استعارة عبارة "الأفعى برأسين"، تُلخص بدقة التحدي الذي يمثله موسى هلال للقوة المشتركة وأهدافها المعلنة:
    الرأس الأول// الماضي الذي لا يموت: يمثل هذا الرأس جذوره العميقة في تشكيل وتوجيه ميليشيات الجنجويد.
    إن نهج العنف القبلي والفوضى التي أسهم في نشرها لا يزال كامنا، ويمكن أن يعود للظهور في أي وقت، إذ ان المشتركة تسعى لبناء دارفور خال من الإرهاب والفوضى، وهلال بتاريخه هو جزء من هذا الإرهاب والفوضى التي تسعى لاجتثاثها.
    الرأس الثاني// الحاضر الماكر والمخادع: يمثل هذا الرأس موقفه الحالي، الذي يبدو داعما، ولكنه في جوهره انتهازي وحسابي، وهو يسعى للاستفادة من الظروف الحالية لتقوية موقفه، وربما استعادة نفوذه الذي تضاءل، وهذا الرأس قد يبتسم لك اليوم، لكنه قد يلدغك غدا حالما تتغير موازين القوى أو يرى مصلحة في ذلك.
    هذه الازدواجية تجعل منه حليفا غير موثوق به، إذ كيف يمكن لقوة تسعى لبناء مؤسسات دولة قوية، وتفكيك الميليشيات، أن تعتمد على شخصية تمثل تجسيدا لميليشيا من جهة، وتمارس التلاعب والانتهازية من جهة أخرى؟
    إن خطر الأفعى برأسين يكمن في أنها توجه ضربتين في اتجاهين مختلفين، أو أنها تحافظ على حياة كلا الرأسين، حتى لو بديا متصارعين، لضمان بقائها.
    إن القوة المشتركة، تواجه تحديات جسيمة في الفاشر وباقي مناطق دارفور، وهي تحتاج إلى حلفاء صادقين وملتزمين بمشروع الدولة والقانون، ولكن الاعتماد على شخصيات مثل موسى هلال، قد يكون ورقة خاسرة على المدى الطويل، وقد يفسد أهدافها النبيلة.
    خطر تقويض الأهداف الاستراتيجية: إذا كان الهدف هو تفكيك كل الميليشيات وفرض سلطة الدولة، فإن التعاون مع موسى هلال، قد يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس المشكلة في شكل جديد، فبدلا من تفكيك الميليشيات، قد يتم تقوية ميليشيا جديدة تحت غطاء التحالف.
    فقدان الثقة الشعبية: سكان دارفور، الذين عانوا من ويلات الحرب، يتوقون إلى سلام حقيقي مبني على العدالة وسيادة القانون، وأي تحالفات تبدو كإعادة لتدوير رموز العنف والارهاب، قد تؤدي إلى فقدان الثقة في القوة المشتركة وفي قدرتها على تحقيق تغيير حقيقي.
    المخاطر الأمنية المستقبلية: إن منح الشرعية والدعم العسكري لموسى هلال، دون ضمانات قوية والتزامات حقيقية، قد يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع الداخلي بمجرد انتهاء المواجهة مع الدعم السريع، أو حتى قبل ذلك، إذا شعر هلال بأن مصالحه مهددة.
    المساءلة والعدالة: تظل قضايا المساءلة والعدالة عن الجرائم التي ارتكبت في دارفور عالقة، حيث ان التعاون مع شخصيات متهمة أو مرتبطة بتلك الجرائم يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية، وقد يعرقل أي جهود مستقبلية لتحقيق المصالحة والعدالة الانتقالية.
    إن القوة المشتركة تقاتل بضراوة في الفاشر، وتعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء، وهذه الظروف القاسية قد تدفعها للبحث عن أي دعم ممكن، ولكن يجب ألا تتسرع في الحكم على النوايا، ويجب أن تضع نصب عينيها الأهداف طويلة المدى لدارفور والسودان.
    إن بناء دارفور خالي من الفوضى والإرهاب يتطلب أكثر من مجرد تحالفات ظرفية، إنه يتطلب:
    1/ قيادة موحدة وموثوقة: قادرة على بسط سلطة الدولة على كامل الإقليم.
    2/ تفكيك كل الميليشيات: دون استثناء أو محاباة، ودمج المقبولين منهم في جيش وطني موحد.
    3/ عدالة ومصالحة حقيقية: تعيد الحقوق لأهلها وتضمد الجراح، ولا تعيد إنتاج رموز العنف.
    4/ تنمية مستدامة: توفر فرصا اقتصادية للشباب وتنتشل الناس من براثن الفقر، الذي غالبا ما يكون وقودا للاقتتال القبلي.
    إن موسى هلال، بكل تاريخه ونهجه، لا يمثل هذه الرؤية، بل يمثل في جوهره، جزءا من المشكلة التي تسعى القوة المشتركة لحلها، ولذلك، فإن أي تعامل معه يجب أن يكون بمنتهى الحذر، مع إدراك أن الرجل يمتلك أجندته الخاصة، التي قد لا تتوافق مع الأهداف النبيلة التي تسعى إليها القوة المشتركة من أجل دارفور وسودان مستقر.
    إن المشهد السوداني المعقد، حيث تتداخل الولاءات وتتشابك المصالح، يتطلب ضرورة اليقظة والحنكة السياسية، حيث أن الاتفاق مع الشيخ موسى هُرار، وبالرغم من انه يبدو كحل تكتيكي، لكنه يحمل في طياته بذور مخاطر استراتيجية، وعلى القوة المشتركة أن تدرك أن الرجل الذي يوصف بأفعى برأسين، قد لا يكون حليفا موثوقا به، بل قد يكون مجرد لاعب ماهر يستغل الظرفية لصالحه.
    إن دارفور لا تحتاج إلى إعادة تدوير لشخصيات ساهمت في مأساتها، بل تحتاج إلى قيادات جديدة، ورؤية واضحة، وإرادة حقيقية لبناء سلام مستدام.
    إن أمن ومستقبل دارفور لا يجب أن يكونا رهينة لمناورات من يغيرون ولاءاتهم وفقا لتقلبات الريح، فالسلام الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد غياب الرصاص، يتطلب ثقة، ونزاهة، والتزاما لا يتزعزع ببناء دولة القانون والمؤسسات.
    على القوة المشتركة أن تكون على قدر المسؤولية، وأن تتجاوز المكاسب التكتيكية قصيرة الأجل، نحو بناء سلام دائم يحمي أبناء دارفور من ويلات الفوضى والإرهاب، ومن مكائد الأفاعي ذات الرأسين.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de