عبد الخالق محجوب في عيد ميلاده الثامن والتسعين (23 سبتمبر 1927): أحفاد الزبير باشا وعقدة الذنب اللي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-27-2025, 07:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2025, 05:02 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2287

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الخالق محجوب في عيد ميلاده الثامن والتسعين (23 سبتمبر 1927): أحفاد الزبير باشا وعقدة الذنب اللي

    05:02 AM September, 25 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    حاصر انفصاليون جنوبيون الشماليين في مؤتمر المائدة المستديرة للتداول حول مسألة الجنوب برميهم بأنهم أحفاد الزبير باشا، تاجر الرقيق المعروف. وقال عبد الحالق محجوب في الرد عليهم كلمة ما تزال معنا. قال لهم:

    كم تمنينا لو شملت رياح التغيير (التي تناولها) بعض إخوتنا ممن يحبذون نعتنا "أحفاد الزبير باشا". حسناً نحن احفاد الزبير باشا (ضحك) فإننا لا نتوارى من تاريخنا. ولكننا ننتقده بموضوعية وبدون مرارات. نحن نتعلم درساً من كل ذلك بيننا . . ... فأحفاد الزبير تقدموا مع خطى الزمن لبناء السودان الجديد، ومؤسساته التقدمية ومن بينها الحزب الشيوعي السودان (ضحك)".

    وقد نحدس أن من وراء بقاء عبارة عبد الخالق في الذاكرة هو أنها خاطبت ما يعرف ب"خطايا السلف" بحق الجنوبيين وغير الجنوبيين بعزائم اهترت بالزمن حتى وقعت طائفة من الشماليين ومن حزبه هو نفسه، في حبائل ما عرف ب"عقدة الذنب الليبرالية" حيال ما أرتكبه سلفهم من جرائر بقوم جار جنب.

    فانتابت هذه العقدة اليسار وطوائف كثيرة تجاه جماعات الأقلية السودانية التي ذاقت الأمرين من الرق، والقسمة الضيزى في السلطان والثروة من السلف الشمالي العربي المسلم. ومن المعروف أن هذه العقدة تصيب الجماعة التي بلغت من الوهن عتياً من جهة مطلبها الاستراتيجي وهو الزمالة في الأمة. فجاء اليسار وغيره إلى الساحة السياسية ببرنامج لبناء المجتمع المتآخي. ثم رأى بالزمن أن البرنامج وفنطازيته تتبخر أمام عينيه من جراء تلك الهزائم التي مني بها فانتهت به إلى قلة الجرم والحيلة. فحين لا يعود بوسع جماعة سياسية ما أن تبشّر بصدق واستقامة بالألفة القومية تنتهي إلى وخز الضمير، وندب عار أهلها وقبيلها حيال الجماعات المُضَطَهدة. وهذه خطة بائسة تلتحف التشكي والفضح والابتزاز بدلاً عن الفعل والتغيير والإنجاز. ومعروف أن هذه العقدة أوسع الأبواب لعقم السياسة لأن المصاب بها يتعاطى الآخر، الجنوبي في حالنا، بوصاية وشفقة خلوا من الفعل والبركة.

    يسأل المرء إن لم يكن قول عبد الخالق محجوب في عزته بحزبه الشيوعي مجرد تجمل وتفاؤل لا يسنده واقع. ولكنه صدق. كان لعبد الخالق حزب لم يحسن لمسألة الجنوب فحسب، بل حرر بعبارته ايضاً العلاقة بين شقي القطر من براثن الماضي لتكون تاريخاً وفعلاً فيه. فمن جهة الحزب كان عبد الخالق لا يري مثلاً في الندى والبأس مثل قيام حزب هو اتحاد اختياري لمناضلين بالكادحين للوطن والاشتراكية ليعبر الشمال نفسه إلى المراقي. فبفضله نشأ بين السودانيين حزب شيوعي أخذ الإخاء الوطني أخذاً جميلاً كما سنرى. وربما الأهم من ذلك أن عبد الخالق سبق بكلمته عن الجنوب وأسر الماضي الحقيقي والمتوهم علماء جاؤوا بآخرة ووضعوا المسألة في نصابها.

    كان حزب عبد الخالق في يوم وقفته تلك في مؤتمر المائدة المستديرة ساهراً على الزمالة الجنوبية. فكان يدفع في يومه لمساواة الأجور بين الشماليين والجنوبيين الذي بدأه مع اتحاد نقابات العمال بُعيد الحكم الذاتي. فنادى بتطبيق مبدأ الأجر المتساوي للعمل المتساوي برفع أجور الجنوبيين التي بخسهم الاستعمار. وكان المطلب ضمن أربعة أخرى لا غير رأي اتحاد العمال في اول عريضة تقدم بها للحكومة الوطنية تعزيزاً لاستقلال السودان وتأمينه. بل صدع بمطلب مساواة الأجور حسن الطاهر زروق، النائب الأول والوحيد للحزب في برلمان 1954، في جلسة للبرلمان في 31 ديسمبر 1955. وشمل بمطلبه مساواة أجور النساء بالرجال أيضاً.

    ولم يبخس الإنجليز أجور الجنوبيين جزافاً، بل عن عقيدة جعلت رد الاعتبار لهم تبعة من تبعات تفكيك المعارف الاستعمارية عنا التي إن لم نقم بها عادت تقتص منا. وحصل. فطعن مطلب مساواة الأجور في النظرية العرقية الاستعمارية والتبشيرية البيضاء التي كانت من وراء تباين الأجور بين الشمال. وقامت تلك النظرية على أن الجنوبيين قبيل من سائر الزنج ممن يفسدهم النقد. فمتى كثر في أيديهم انفقوه في ضروب ضلاللهم. فيكفيهم من المال النذر. فلو كان من أساء للجنوبيين حقاً فهم الإنجليز الذين قامت سياستهم للأجور على تمييز للشماليين لا عن حب لهم بل سوء ظن بالجنوبيين. وهذا ما احتشد الحزب الشيوعي لتغييره لتجديد الزمالة في الوطن.

    وكان المستخدمون الجنوبيون سبقوا بالمطلب من فوق إضرابات عديدة. بل ونشأت جمعية رفاه الموظفين الجنوبيين في 1947 لرفع ذلك الغبن عنهم في سيرة قل راويها سوى سيفرتينو قألي الذي كان في قلب ذلك النضال وكتب عنه في مذكراته بين 1939 و1985.

    حين وقف عبد الخالق في يومه ذاك من مارس 1965 بمؤتمر المائدة المستديرة كان قد انقضى عقد على تعريبه لكتاب ستالين "الماركسية وعلم اللغات" عن حق القوميات الثقافي في استخدام لغاتها في الأمة. وقال في معرض تثمين الكتاب في مقدمته أنه جاءنا بمسألة ديمقراطية اللغة في بناء الأمة الوليدة مما نحتاج إلى إيلائها عناية واجبة في وطن متباين القوميات واللغات. وبناء عليه طالب حسن الطاهر زروق، ممثل الجبهة المعادية للاستعمار في البرلمان السوداني الأول 1954-1956، بجانب حكم ذاتي بصورة ما للمديرات الجنوبية، "ألا نعلم اللغة العربية ولا الدين الإسلامي في الجنوب لأنهما غريبان على أهل الجنوب".

    ولكن كانت أذكى تجارب حزب عبد الخالق في ابتعاث اللغات غير العربية في الممارسة السياسية ما تم على يد الدكتور مصطفى السيد عضو الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو، 1946) ورئيس اتحاد طلاب المدارس العليا في 1946، خلال عمله طبيباً بمستشفى مريدي بولاية الاستوائية. فقام في 1954 بين شعب الزاندي هناك بنشاط شيوعي باسم الجبهة المعادية للاستعمار لم يفت على لجنة التحقيق الإداري في حوادث الجنوب (أغسطس 1955) التنويه به في تقريرها. فقالت بازدياد نشاط الشيوعيين في ديسمبر 1954 في مركز الزاندي والمورو وبين عمال مصنع أنزارا للقطن ونقاباتهم. فترجموا نشرات الجبهة المعادية للاستعمار إلى لغة الزاندي ووزعوها على كثير من الزعماء وموظفي الحكومة والأهالي. ونسب التقرير تلك الهمة لطبيب مصري في البلدة. ولم يكن ذلك الطبيب سوى مصطفى الذي بياضه فاقع نوعاً ومتزوجاً من مصرية ممن لقيها في مصر خلال استكمال دراسته للطب بالقصر العيني بعد فصله من مدرسة كتشنر الطبية في 1946.

    وجاء مصطفى السيد بآخرة ليحدثنا في كتابه الأمتع "مشاوير في دروب الحياة" (2007) عن تلك التجربة الني انطقت الهامش بلغته عن مظالمه. قال مصطفى أنه عقد زمالة مع بنجامين بسارا خلال حملة طبية للتفتيش عن مرض النوم. وكان بنجامين ضمن من في الحملة. وبدا أن بنجامين رأى في مصطفى نسخة غير ما يراه من الشماليين، أو يظن أنه يراها، لتواصله مع نقابة الممرضين ووقفته ضد تسرب الأدوية من المستشفى إلى السوق. وجرت بينه ومصطفى حوارات وقف فيها بنجامين على الموقف الدقيق للشيوعيين عن مسألة الجنوب الذي دعا للحكم الذاتي للجنوب ينهل أهله من ثقافاتهم، وبالكف عن نشر اللغة العربية والإسلام قسراً، وبمساواة الأجور في الشمال والجنوب. ولم يكن بنجامين لوحاً ممسوحاً نقش عليه مصطفى ما أراد. كان رأى منه ما خرج عن مألوف المندكورات الذين غلبوا في السوق كما تقدم. واقترح بنجامين على مصطفى أن يسمع أهله الزاندي بعض قوله معه. ولم يصدق مصطفي تلك الدعوة التي كانت في آخر أمانيه في تجسير ما بينه وبين الجنوبيين. فقال إنه سابق الريح بالعربة إلى أقرب متجر واشترى كمية من الأقلام والكراسات. وظل وبنجامين ساهرين طوال الليل يترجمان برنامج الجبهة المعادية للاستعمار إلى لغة الزاندي. واجتمع بعدها مصطفي بطائفة من الزاندي ترجم لهم بنجامين مقاله في لغته. وقال مصطفى أن عيونه ندت وبنجامين يطلعه يوماً على منشورات بلغة الزاندي تحذر من الجدري وتبين إرشادات الوقاية عنه. وندت عيونه وهو يقرأ توقيع بنجامين من تحت المنشور بصفته سكرتيراً للجبهة المعادية للاستعمار بالمنطقة. كانت كلمة عبد الخالق لزمالة جنوبية في السياسة التي عرفتها الكاتبة الألمانية هنا أرندت بحوار جماعة عن الجوانب ذات المغزى في حياتها المشتركة. وتقع لهم القوة لتغيير ما بهم من هذه الزمالة في الاشتغال معاً في العمل السياسي.

    ولم يكن الجنوب في يومه قد تهيأ لمثل هذه الدعوة للخوض في السياسة في تعريف أرندت لها. كان الجنوب محض ماض احتقن به، أو حُقن به، سوغ للاستعمار والتبشير وحتى صفوته فرض وصاية عليه دون الفعل السياسي. ومن ذلك الفعل في ماضيه ذاته بوصفه أحد مغازي حياته المشتركة في السودان لا مظلمة صماء مؤرقة وحسب. وكان نقد هذه الوصاية موضوع مقال باكر لدوقلاس جونسون المختص بتاريخ جنوب السودان في 1981.وسنعرض له في سياق دعوة عبد الخالق في مؤتمر المائدة المستديرة للجنوب لشق طريق زمالة سياسية مبتكرة.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de