{يومئذ تحدث أخبارها}: قلنا أن الأرض تكون مثل اسطوانة (سي دي) تم تسجيلها في الدنيا، ثم يتم تشغيلها في بداية الآخرة حتي يري العباد اعمالهم أمام الخالق؛ مثلما حدثت بالضبط في الدنيا؛ وهذا لا يمكن إلا بإعادة دوران الأرض وهذا هو تحديث الأرض أخبارها
ولكن التشغيل يختلف عن التسجيل في شيئين مهمين: ١- السرعة الرهيبة ٢- الاتجاه المعكوس. (الزمن يرجع إلي الوراء) فالارض تعود لدورانها من جديد لتعرض (نفس) احداث الدنيا كما كانت بالضبط. والغاية من ذلك هي عرض الاعمال، بغرض ان تتذكر النفس ما فعلته: {يوم يتذكر الإنسان ما سعى}؛
>>> هناك خصائص أو علامات ذكرت في القرآن والسنة تدل علي انعكاس حركة الاحداث نتيجة لدوران الأرض في الاتجاه المعاكس:
1- (تري الناس سكاري): انعكاس حركة الاحداث يجعل الأجساد تمشي القهقري (علي قفاها) كما يمشي السكران. 2- (يكون الناس كالفراش المبثوث)، (يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر): وذلك لأن الشخص يتحرك عكس اتجاه عينيه مثل الفراش والجراد. فالفراشة والجرادة اذا تحركتا نحو الشرق تكون أعينهما في اتجاه الغرب. 3- {خشعا ابصارهم يخرجون من الاجداث}، {لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰر}ُ، {لَا یَرۡتَدُّ إِلَیۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ} وذلك لأن اتجاه حركة العينين تكون من الخارج الي الداخل (من البعيد الي القريب) بسبب انعكاس اتجاه الحركة. 4- {مُقۡنِعِی رُءُوسِهِمۡ} لأن المرء يمشى في الدنيا خافضا رأسه نحو الأرض، ففي الإعادة يتحرك بقفاه الذي يكون مرفوعا نحو السماء (مصنقع). 5- (ونحشره يوم القيامة اعمي): انعاس حركة الاحداث يجعل الشخص يسير القهقري - (علي قفاه) - عكس اتجاه نظره وبذلك يكون كالأعمي، حيث لا يري وجهته التي يسير اليها. 6- (يوما يجعل الولدان شيبا): انعاس حركة الاحداث يجعل حياة الفرد تبدأ بخروجه من قبره وتنتهي عند عودته الي بطن امه، فالقادمون الجدد الي الدنيا – المواليد- يخرجون من قبورهم شيباً، ثم يصغرون ويصغرون حتي يصبحون اطفالا ثم رضعا الي ان ترجع امهاتهم حواملا بهم. 7- {تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها}: في الدنيا الآن بعدما تضع الحامل حملها تنظر الي مولودها باستغراب وذهول لأنها تراه لأول مرة، وبعد ذلك تأخذ في إرضاعه؛ ولكن في احداث (الإعادة) يوم القيامة، ونتيجة لانعكاس اتجاه حركة الاحداث تظل الأُم ترضع طفلها الذي يصغر شيئا فشيئا، وقبل الولادة بقليل تكون نظرة الذهول تلك، برغم انها ظلت ترضعه شهورا عديدة، ثم بعد ذلك تلده، فالمعني أن الترتيب ينعكس: الرضاعة أولا ثم نظرة الذهول عند رؤية الجنين ثم الولادة. 8- (ان تلد الأمة ربها): وذلك لان ابن سيد الأمة يكون كبيرا وسيدا علي امه، ولكن بسبب انعكاس اتجاه حركة الاحداث، يظل ذلك السيد يصغر ثم يصغر الي ان تأتي اللحظة التي تلده فيها، فتكون الأمة قد ولدت من كان سيدها. 9-(يتطاولون في البنيان): في عملية البنيان (المباني) هنا الآن في الدنيا كلما تقدم البنيان كلما ارتفع وتتطاول بينما يتقاصر عنه البناؤون، ولكن في المعاد يوم القيامة، وبسبب انعكاس حركة الاحداث ورجوع الزمن إلي الوراء تكون عملية البناء بالمعكوس، حيث يتقاصر البنيان شيئا فشيئا بينما "يتطاول" البناؤون.
عرض الأعمال: القيامة: قيام الساعة: عذاب القبر: >>> لفظ "القيامة" صيغة مبالغة يشير الي قيام الاجساد، وقيام الساعة هو قيام الأجساد من قبورها من أجل عرض الأعمال. >>> في حديث عن عائشة: سألت رسول الله (ص) عن عذاب القبر، فقال: (نعم، عذاب القبر حق)[النسائي]، وفي حديث آخر: (لا عذاب دون يوم القيامة) [مسند احمد]، وفي سنن الترمذي عن عثمان: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)،وقد سمي القران زلزلة الساعة بانها (عذاب شديد)، وهذا العذاب داخل الارض، وبنهاية الدنيا وموت البشر تكون الارض بمثابة مقبرة كبيرة للناس، وعرض الأعمال فيها هو عذاب القبر، فالناجي والسعيد هو من رأي عمله حسنا، والشقي الحزين من يري عمله سيئا. جاء بالقرآن: {ووضع الكتاب} ولكن ليس بالضرورة ان يكون الكتاب كلمات مكتوبة، وانما يمكن ان يكون كتابا مرئيا. >>> ان زلزلة الساعة بالمفهوم الذي عرضناه، اي بمعني الحركة المعكوسة لرجوع الزمن إلي الوراء واعادة احداث الدنيا هي كما عبر القران: {ولكن عذاب الله شديد}، هي فعلا عذاب شديد، خاصة عندما يتخيل المرء ان حركته في حياته كلها الي الوراء (علي قفاه)، وانه حينما يجلس الي الطعام يرجّع ما أكله، وحينما يذهب الي الحمام يرجّع البول والغائط الي جسمه، ومع أن هذا كله في حوالي ساعة، لكنه في هذه الساعة يسترجع الأكل ويسترجع البول حوالي مائة الف مرة، وربما كان هذا ما قصده الرسول من قوله: (أكثر عذاب القبر من البول)، فلأنّ في خروجه في الدنيا كثير من الراحة يكون في رجوعه الي الجسم- في المعاد- كثير من العذاب.
{زلزلة الساعة}: قلنا أن الزلزال هو "التراجع"؛ ولفظ "الساعة" يشير الي أن الأجساد تتحرك دون سيطرة الانفس عليها كما كانت في الدنيا، ففي القاموس المحيط : "ساعت الإبل، تسوع: تخلت بلا راع وفي الصحاح: "أسعت الابل: أهملتها، فساعت هي تسوع سوعا، وسائع أي هائم علي وجهه؛ والجمع "ساعة"، مثل باعة وصاغة. ف "الساعة" هي الاجساد الشاردة الفالتة من سيطرة الانفس، وانها تتحرك بلا وعي منها، وزلزلة هؤلاء الساعة هي حركتهم إلي الوراء (علي قفاهم) بلا وجهة أو هدف.
ليس تعاطفا مع اليهود: قلنا في الجزء الأول من المقال أن حديث: (لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون ...)
يشير إلى حدوث صراع بين يهود ومسلمي آخر الزمان وهذا من إرهاصات انتهاء عمر الدنيا وهو مثل نبوءة انتصار الروم بعد انهزامهم كما أخبر القرآن. ومن العبث الاستدلال بهذه النبوءة إلي قرب انهزام اسرائيل بحجة أن الساعة الآن تقوم !! وأن وعد الاخرة المذكور في سورة الإسراء قد جاء أوانه الآن !!
للأسف من يقولون بذلك يسيئون إلي الإسلام والمسلمين ويجعلون الأعداء يظنون أن المسلمين خسروا معركتهم الاخيرة وهم يريدون من وراء ذلك أن يزعزعوا ثقة المسلمين في أنفسهم وفي دينهم ويريدون نشر الإلحاد بينهم بادّعاء أن الله لا يتدخل في المعركة ويريدون التشكيك في إشارة القرآن إلى إمداد الله المسلمين بآلاف الملائكة مما أدي إلي حسم المسلمين لأشهر معاركهم ضد اعدائهم ويريدون كذلك تشويه دين الإسلام لأن الإسلام رسالة سلام: (ليتمن الله هذا الأمر...) لكن علي شباب الإسلام أن يدركوا أن الفشل يحدث احيانا فحتي في زمن النبي حدث الفشل في (أُحُد) وفي (حُنين) وحدث الإنسحاب المشهور في (مُؤتة) والذي أقره النبي نفسه.. حينما أشار إلي أن الحرب كرّ وفرّ. وسنتحدث في مقالنا القادم إن شاء الله عن: (فقه الفرار في الإسلام)
جاء بموقع الإسلام سؤال وجواب:
"( جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ): قال الجوهري : واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ، يقال: جاء القوم بلفهم ولفيفهم، أي وأخلاطهم. والمعنى : أنهم يخرجون وقت الحشر من القبور كالجراد المنتشر ، مختلطين لا يتعارفون " انتهى. " الجامع لأحكام القرآن " وعلى ذلك عامة المفسرين ، أن المقصود بوعد الآخرة : هو يوم القيامة ، وأن معنى " لفيفا " أي : جميعا . وقد راجعنا عشرات التفاسير المتقدمة فلم نجد أحدا يخالف هذا التفسير ، اللهم إلا رواية ضعيفة عن ابن عباس فيها قصة من الإسرائيليات ... وبهذا يتبين أن استدلال بعض المعاصرين بهذه الآية على اجتماع اليهود في الأرض المقدسة في زماننا هذا ، وأنه من وعد الآخرة – استدلال فيه نظر" [موقع الإسلام سؤال وجواب]
□■□■□■□■ تذكرة متكررة: ¤¤¤¤¤¤¤¤ بالدعاء على الظالمين الذين اخرجوا الناس من ديارهم بغير حق وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض ونهبوا الحقوق "وبهدلوا" الناس و"بشتنوهم" وساموهم سوء العذاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة