إلتعاطي مع السياسة بفقه المرحلة امر ليس صحيح على إطلاقه، وفيه يجب التفريق بين الغاية والوسيلة !!
في السياسة مقبول تبديل الوسائل، ومحرم القفز على المبادي ، وهل لاردول مبدأ !!
تفاجأ الوسط السياسي امس بموقف غريب على كل من لم يعرف ( يعني شنو اردول )، حيث قفز المدعو مبارك اردول في الاتجاه المعاكس لما كان يؤمن به ويضعه خطاً أحمراً ، وأمراً دونه المهج والأرواح !!
بدل الرجل مواقفه المبدئية كما يبدل قميصه غريب الأشكال والألوان دون ان يرف له جفن او يرتجف له فرض !!
اردول في لقاء امس على الجزيرة مباشر نسف كل ارضية كان يقف عليها، وركل كل مبدأ كان يقول دونه خرط العتاد ، واضاع كل كلمة ايمان كان يتمشدق بها قبل انقلاب اكتوبر ٢٠٢١م، ويجاهر بها لمصلحة الفلول واللجنة الامنية !!
خرج ارودل من منصة الاعتصام المساندة للفلول ولجنتهم الامنية بمنصب الرجل الاول في مؤسسة التعدين رغم ضعف المستوى وعدم التاهيل والشهادات الداعمة للاستحقاق تخصصاً !!
وعندما خرج من المؤسسة بعد ان قضى منها وطراً، وقضت منه خسراناً مبينا ، يبحث عن رياح اخرى !!
اردول المبدأ الوحيد عنده هو ( إذا هبت رياحك فاغتنمها ).
ولعل بيان الرباعية ارسل اشارات التقطها مبارك وتعامل معها بنية ( قلب ) صفحة الكيزان لان امرهم قد حسم بما سوف تؤول اليه قرارات الرباعية التي حركت الساكن في اتجاه قبر الظلاميين !!
بعد لقاء اردول باحمد طه ، لا يستبعد الناس انطلاق مبارك من منصة تاسيس ان ( رضيت ) حكومة تاسيس ذلك، وان لم يتدارك الظلاميون ذلك ( بعطية مزين ) اخرى !!
للأسف حالة مبارك اردول ليس وقفاً على مبارك انما اصبحت ديدن لكثير من الشخصيات التي وجدت نفسها تمارس السياسة ( ارتجالاً ) ، ولم تنجو منها حتى بعض الاحزاب وبعض مؤسسات ومنظمات العمل المدني والتطوعي !!
لعل السبب في ذلك مرده إلى تسلط الحكومات العسكرية ذات الطبيعة الايدلوجية التي تحتكر السلطة والثروة بالتزامن مع قيامها بالتضييق على الشخصيات المؤثرة والقيادات الحزبية والأحزاب والمنظمات المدنية ككيانات حتى ترضخ إلى ما تمليه عليها الحكومة تضييقاً او ترغيباً، ولنا في حكومة الجبهة الاسلامية الأسوة السيئة في عمليات بيع وشراء الذمم السياسية لأمثال ( الارادله ) والأحزاب والحركات والمنظمات !!
رغم ان هناك التزامات عند مجموعة (الارادله ) والأحزاب والحركات والمؤسسات والمنظمات تجبرها على الانحناء المذل ، ولكن هذا لا يعد من قبيل المبررات التي تذهب بالغايات، ان بررنا ذهابها بالوسائل!!
تخلى عن وسيلتك ولا تتخلى عن مبادئك لان التخلي عن الأخيرة يعني تلاشيك التام في شخصية المشتري !!
وعلى ذكر ( الاردليه ) الحزبية بانت في الافق السياسي ملامح محاولات جادة من حركة جماعة سناء حمد ل( جغم ) حزب كبير عريق بكامل حرسه القديم ، وقد تقاربت ( للأسف ) ارادة الأطراف لإتمام الصفقة التي سوف تحدث دوياً هائلاً معلناً نهاية حزب عريق و (متجذر ) في واقع السياسة السودانية !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة