هدى بضلال قديم! (يارشا)يا كحيل،،، كتبه الأمين مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-24-2025, 05:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2025, 12:10 PM

الأمين مصطفى
<aالأمين مصطفى
تاريخ التسجيل: 02-20-2020
مجموع المشاركات: 1594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هدى بضلال قديم! (يارشا)يا كحيل،،، كتبه الأمين مصطفى

    12:10 PM September, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    الأمين مصطفى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    هدى بضلال قديم!
    (يارشا)يا كحيل،،،
    في زقاق ضيق من أزقة حي وادى خوف، حيث تمر عربات الكارو بجانب اللافتات المهترئة، وتتعالى أصوات الراديوهات القديمة التي ما زالت تصر على بث أناشيد الرفاق، كانت هدى تجلس في ركن ظل، على كرسي بلاستيكي خسر إحدى رجليه، متكئة على حائط متهالك، تقرأ في كتيب بالٍ غلافه باهت، عنوانه: “أسس الماركسية اللينينية في النضال الجماهيري”.
    كانت ترفع حاجبها الأيمن كلما صرّح أحد في التلفاز عن “اقتصاد السوق”، وتضرب الأرض بحذائها الصيني كلما ذُكر صندوق النقد الدولي. لا تشاهد الأخبار، فقط تتفاعل معها كأنها مباراة بين الهلال والمريخ، تصرخ:

    “هااا! شفتو؟ شفتو كيف خانوا الطبقة العاملة؟”

    هدى، التي تبلغ من العمر أربعين سنة ناقص كم سنة، تعتبر أن انتماءها للحزب الشيوعي تشجيع ما بتغيّر، مثل زول يشجع فريق من زمن ماجد وجكسا ، ويصرّ أنه الأفضل رغم أنه لم يفز بكأس منذ أيام سلاطين وحليم.
    كانت إذا ناقشها أحد الشباب حول ضعف الحزب وتآكله من الداخل، ردّت بنبرة غاضبة:

    “الحزب الشيوعي ما بتلقى دعم من برة... حزب وطني نظيف ما اتلوث بمال الخليج ولا ريحة الغاز!”

    فيضحك أحدهم ويقول:

    “بس يا هدى، ما تبعيته للاتحاد السوفيتي؟ دا دعم ولّا قراية في القمر الصناعي؟”

    فترد وقد انتفخت أوداجها:

    “دي شراكة أممية... مش زي علاقاتكم مع الأمريكان!”

    ثم تسكت فجأة، وتهمس كأنها اكتشفت خيانة داخلية:

    “بعدين الاتحاد السوفيتي دا ما كان دعم، دا كان تضامن... والشيوعيين هناك ما كفروا، دا بس السوق الجاب ليهم ربكة!”

    ويقول أحد الشباب ساخرًا:

    “يعني أهل الميت غفروا... والجيران كفروا؟”

    تتجاهل العبارة، فهدى لا تحب المثل السوداني إذا استخدم ضدها، فقط تستعمله عندما تتحدث عن القيادات المنسلخة أو الرفاق المتساقطين، تصفهم بـ"عبدة الدولار" و"أنصاف الوعي".
    كانت تذهب لاجتماعات الحزب بانتظام، وإن لم تعد تُقام في الميدان، فقد اختزلتها في صالون بيتهم، حيث تجلس هي ومرآتها، تناقش معها تطورات العالم:

    “شايفة يا رفيقة... الدنيا ماشية لي وين؟”

    المرآة، بالطبع، لا ترد، لكن هدى تعتبر صمتها دعمًا للموقف.
    في مرة من المرات، جاءت شابة جديدة للحارة، اسمها رشا، خريجة علوم سياسية من ألمانيا، تحدثت عن الاشتراكية الاجتماعية والديمقراطية التشاركية، فقالت لها هدى:

    “شيوعية مدنّقة ساكت! الكلام دا ما ماركسي... دا رأسمالية مغشوشة!”


    فقالت رشا:

    “لكن يا خالتي، العالم اتغير، حتى روسيا ذاتها بقيت تحكمها مافيا السوق، الشيوعية انتهت.”


    فصرخت هدى وهي تشير بإصبعها كأنها في مظاهرة:

    “ما انتهت! متين انتهت؟ إنتي ما قريتي البيان الشيوعي؟ قال انتهت! الشيوعية دي وعي، مش موضة!”


    ضحك الجيران، وضحك الزمان، وبقيت هدى تصارع رياح التغيير بضلال قديم، تمسك بالراية الحمراء كأنها تحرس أرشيفًا من الأحلام الفائتة.
    كلما انهار حزبها بالانتساب من المصاطب ووقع فى احضان الديكتاتوريةالرجعية، قالت:

    “ما انهار... بس اختار الصمت الثوري!”


    وكلما تقدم الزمن، قالت:

    “الرجعية مؤقتة... والتاريخ دورات... ونحن بندور!”


    الخاتمة:
    هدى ما كانت فاعلة في السياسة بقدر ما كانت مشجعة متعصبة، ترى في الحزب قميص فريق، لا أفكارًا ولا تطورًا. تنكر الانهيارات، وتبرر السقوط، وتستمر في الجدال حتى لو ثبت بالدليل والبرهان أن الفكر الذي تؤمن به قد فشل، مات، وتم دفنه في جنازة حضرها حتى الرفاق أنفسهم!
    لكنها تظل تقول:

    “أنا ما بانقلب، الريد العتيق ما بندفن، والحزب الشيوعي دا زيو وزي المريخ أو الهلال، ممكن يمرض... لكن ما بموت!”


    ويضحك أحد الجيران:

    “بس يا هدى... ما كل مريض بيتعافى... مرات بيبقى جنازة سياسية ما فيها حتى مغسلين!”


    هدى بضلال قديم... وبتصفيق جديد... ما زالت تؤمن أن الثورة الانقلابيةحاصلة... بس الزمن اتأخر شويّة.؟؟























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de