الدعوة لمرحلة جديدة للتعاون الايديولوجي بين الاسلاميين والشيوعيين ( ١ _ ٣): المتابع لتطورات وتقلبات الأجواء السياسية في السودان يلاحظ ان هناك محطات او فلنقل منعطفات في مسيرة وتوجهات الحراك السياسي من خلال الدمار الذي احدثته هذه الحرب التي اججها الصراع الداخلي بسبب السعي لمقاعد السلطة لحكم البلاد. فمازالت الدهشة تسيطر علي عقول الحركتين الفكريتين الكبيرتين في البلاد وهما الحزب الشيوعي السوداني ونده التقليدي الحركة الاسلامية السودانية حيث ظل الصراع متواصلا ومحتدما بينهما منذ العام ١٩٥٠م وحتي اللحظة برغم خفة حدته مؤخرا. ومما لاشك فيه انه كانت هناك قوي اجنبية تؤجج هذا الصراع وتغذيه بطريقة بائنة لا تخطئها العين ، ذلك ان الحرب الباردة التي كانت سائدة في الساحة العالمية بين القوتين العظميين وهما المعسكر الرأسمالي الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من دول أوربا الغربية.. والمعسكر الاشتراكي الذي يقوده وقتذاك الاتحاد السوفيتي ومجموعة دول شرق أوربا قبل ان يتفكك الي عدة دول مع نهاية العام ١٩٩٠م حيث تمزق الاتحادي السوفيتي الي خمسة عشر جمهورية مستقلة واكتفت قيادة الدولة في موسكو بالاسم القديم( روسيا ). ووقتها كان المعسكر الرأسمالي يميلون الي تأييد حركة الأخوان المسلمين في العالم الثالث كترياق لتمدد الفكر الإشتراكي الذي كان يتبناه الاتحاد السوفييتي الذي ظل يدعم الحركات الشيوعية والاشتراكية في العالم الثالث وخاصة في المنطقة العربية. وإذا تحدثنا بخلفيه عجلي عن سبب الصراع المحموم الذي كان سائدا في السودان بين الحركتين الشيوعية والإسلامية وقد كان ميدانها داخل اوساط الحركة الطلابية في الجامعات القليلة وقتذاك وهي( الخرطوم والإسلامية والمعهد الفني العالي) وايضا في المدارس الثانوية العريقة المعروفة بداخلياتها وقتذاك ايضا وهي ( وادي سيدنا وحنتوب وخورطقت). فإن تلك المؤسسات التعليمية هي التي كانت تفرخ القيادات الناشطة في الحركتين ، بينما إمتد نشاط الحزب الشيوعي في اوساط الطبقة العاملة واوساط مزارعي مشروع الحزيرة، وإكتفاء نشاط الاخوان المسلمين داخل الحركة الطلابية فقط مع القليل من النشاط في اوساط المعلمين وهو ما ادي الي اعتماد تنظيم الأخوان علي التكنوقراط من خريجي الجامعة . ونلاحظ هنا ان الأحزاب الوطنية ذات القاعد الشعبية العريضة وهما ( الاتحادي والامة) وقد سبقتا حركتي الأخوان والشيوعيين في التكوين والتردد وسط الجماهير السودانية في طول البلاد وعرضها ، لم يكن للحزبين الكبيرين نشاطا داخل اوساط الجامعات والمدارس المذكورة طوال حقبة الخمسينات والستينات وإلي حد ما حقبة السبعينات من القرن الماضي. وهذا الوضع ادي الي عدم وجود حظوظ لهذين الحزبين الكبيرين في نتائج إنتخابات دوائر الخريجين في الحقب الديمقراطية إبان الحكم المدني الذي كان سائدا في السودان قبل حدوث انقلابي جعفر نميري في العام ٩٦٩م ثم عمر البشير في العام ١٩٨٩م. وسوف نتحدث عن نتائج تلك الصراعات التي كانت سائدة بين الكتلتين الايديولوجيتين في ذلك الزمان ، في الحلقة القادمة. إبقوا معنا ؛؛؛؛؛
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة