قراءة في الواقع الميداني والفساد المستشري مقدمة: في مواجهة التقارير التي تناولت لقاءً جمع وزير المعادن السوداني، نور الدائم طه، بحسن البرهان، شقيق رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، حول سياسات قطاع التعدين، نفى وزير المعادن صحة هذه الأخبار ووصفها بأنها "كذب سخيف يُضاف إلى الأكاذيب المعتادة" (Africa Intelligence، 2024). غير أن هذا النفي جاء في ظل توثيق واسع لواقع يعكس تدخلات عسكرية ومليشيات مسلحة في قطاع الذهب، وتأثير سلبي على الاقتصاد الوطني، خاصة في مناطق مثل جبال الصفرو وكلوقى بجنوب كردفان، حيث تهيمن جهات غير رسمية على عمليات التعدين والتهريب. السياق السياسي والاقتصادي شهد السودان منذ انقلاب أكتوبر 2021 تحكمًا عسكريًا متزايدًا في مؤسسات الدولة، وامتد هذا النفوذ إلى الاقتصاد وخاصة قطاع التعدين، حيث أصبح العسكر جزءًا لا يتجزأ من العمليات الإدارية والمالية في هذا القطاع. هذا التداخل السياسي والاقتصادي أدى إلى تفاقم الفساد وانتشار الممارسات غير القانونية. دور العسكريين والمليشيات في قطاع التعدين السيطرة على مناطق التعدين في جنوب كردفان والشرق ونهرالنيل والشمالية, تشهد مناطق جبال الصفرو وكلوقى نشاطًا مكثفًا للتعدين الأهلي غير المنظم، حيث تُسيطر المليشيات المسلحة والعناصر المرتبطة بالعسكريين على مناجم الذهب، مستغلين ضعف الوجود الأمني في المنطقة. وفقًا لمقالات واخبار
"تستغل هذه المليشيات حالة الضعف الأمني والسياسي في المنطقة لفرض إتاوات على المنقبين، بالإضافة إلى تهريب كميات كبيرة من الذهب إلى خارج البلاد عبر طرق غير رسمية." (، 2024)
تورط القوات النظامية تشير تقارير إلى أن العسكريين الذين يتولون مناصب رسمية أو نفوذًا في مؤسسات الدولة يشاركون في عمليات تهريب الذهب، غالبًا في الخفاء، مما يُشكل تهديدًا مباشرًا لعائدات الدولة:
"العسكريون يشاركون بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تهريب الذهب، وهو ما يؤدي إلى خسائر فادحة في الموارد المالية للدولة." ، 2023)
الفساد وغياب الشفافية تنتشر شبكات الفساد التي تضم ضباطًا ومليشيات مسلحة، تستغل الأوضاع السياسية الهشة لتحقيق مكاسب شخصية، مما يعرقل تطوير القطاع ويُضعف الاقتصاد:
"شبكة من الفاسدين تشمل ضباطًا كبارًا ومليشيات مسلحة تستغل الأوضاع السياسية لصالحها، مما يخلق بيئة خصبة للفساد وانعدام الشفافية." (، 2023)
قضية تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم: "" وتورط صالة كبار الزوار; في واحدة من أبرز قضايا التهريب في السودان، برز ملف تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم الدولي، حيث كشفت تحقيقات عن طرق سرية ومتقنة تُستخدم لإخراج كميات ضخمة من الذهب بشكل غير قانوني. تهريب الذهب عبر المعابروصالة كبار الزوار وفقًا لتقارير إعلامية وتحقيقات، يستخدم مهربو الذهب طرقًا غير رسمية تشمل تهريب الذهب عبر صالة كبار الزوار في مطار الخرطوم، التي تُعد منطقة خاصة ذات إجراءات أمنية أقل صرامة مقارنة بالمناطق العامة. ويُعتقد أن هذه الصالة تُستخدم لتمرير شحنات ذهب ضخمة دون المرور بالتفتيش الكامل، مما يسهل عمليات التهريب. زيارة لجنة حمدوك لمطار الخرطوم في إطار التحقيقات الحكومية، زارت لجنة برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك مطار الخرطوم، حيث تابعت ملف تهريب الذهب واطلعت على الأدلة التي تثبت استخدام صالة كبار الزوار في تسهيل هذه العمليات، ما يشير إلى تورط بعض الأجهزة الأمنية والموظفين في التغطية على عمليات التهريب. نفي وزير المعادن وتقييم الموقف في مواجهة هذه الاتهامات والتقارير، نفى وزير المعادن السوداني، نور الدائم طه، صحة ما ورد في تقرير من منصة "Africa Intelligence" الاستخباراتية حول لقاء جمعه بحسن البرهان لمناقشة سياسات قطاع التعدين، ووصف ما يُشاع بأنه "كذب سخيف يُضاف إلى الأكاذيب المعتادة". (Africa Intelligence، 2024) غير أن هذا النفي بدا ضعيفًا وهشًا في ظل الأدلة المتعددة والتقارير الإعلامية التي تؤكد وجود فساد عميق وشبكات تهريب متغلغلة في القطاع. يُطرح سؤال حول قدرة الوزارة على التحكم الكامل في قطاع التعدين، خاصة مع النفوذ العسكري والمليشيات المسلحة التي تهيمن على مناطق التعدين الحساسة. التأثير الاقتصادي والاجتماعي يؤدي هذا التداخل العسكري والمليشياتي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المتأثرة، حيث يُجبر السكان على دفع إتاوات ويتعرضون للعنف، ويُحرم الاقتصاد الوطني من عائدات مهمة:
"السيطرة العسكرية على قطاع التعدين تؤدي إلى تفاقم الفقر في المناطق المتأثرة، وتحرمان الاقتصاد السوداني من موارد مالية هامة بسبب التهريب والفساد." (، 2023)
التحديات الأساسية ضعف الرقابة والتنظيم. تهريب الذهب بشكل واسع. فساد مسؤولين عسكريين ومليشيات. انعدام الأمن في مناطق التعدين التوصيات اقامة الدولة المدينة التى تعتمد الرقابة البرلمانية والشفافية والحوكمة، تعزيز الرقابة الحكومية والشفافية في عمليات التعدين والتصدير. محاسبة كل من يثبت تورطه في الفساد والتهريب، مهما كانت مكانته. تأمين مناطق التعدين لمنع استغلالها من قبل المليشيات المسلحة. تطوير التشريعات التي تنظم التعدين الأهلي وتضمن حقوق السكان المحليين. المراجع -سودانيزاونلاين اراء حرة ومقالات(الأمين مصطفى) Africa Intelligence، تقرير لقاء وزير__+ +المعادن بحسن البرهان، 2024. +تقارير صحفية سودانية وعربية حول تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم، 2024.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة