|
|
أربع دول أحرص مِنّا علَى حقْن دمائنا, لها الشكر الجزيل كتبه عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
07:55 PM September, 20 2025 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan مكتبتى رابط مختصر
قامتْ الولايات المتحدة و المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية و جمهورية مصر منذ وقتٍ مُبكر لنشوب الحرب الاخيرة في السودان بمساعٍ حثيثة لإيقاف الحرب بمنبر جدة و المنامة و سويسرا و غيرها, تكسرت كل تلك المساعي- للأسف- على صخور في الداخل, هي في الأصل المحركة للحرب. فشكراً, شكراً جزيلاً لهذه الدول التي أكّدتْ انها احرص على حقن دماء السودانيين مِنْ سودانيين أُبْتُلِيت بهم البلاد بهذا اللقاء و بيانه . و جاء البيان الرباعي كأفضل خاتمة للمساعي رحمة بالسودانيين لإيقاف حرب ضروس بين طرفين شركاء بالأمس خصماء اليوم, في حربٍ المتضرر الاول منها المواطن فالبلاد, فهي حربٌ لا تريد خيراً للسودان و لا لمواطنه بل و لا استقراراً لأمن المنطقة. و ما أن خرَج البيان إلاَّ و غضب مشعلي الحرب المنتفعين منها, و اطلقوا ابواقهم بألسنتهم الفاجرة يرفضون البيان. و إنْ تعجب فالعجب كيف تصل الدناءة و الانحطاط لهذا المستوي!! كيف يعيبون بيانا يريد وقف نزيف الدم, اللهم إلاّ انْ نزعة التعطش لإراقة الدماء. و هذه الحرب بقدر ما اضرت بالبلاد و العباد فقد اساءت للإسلام أيما اساءة تفوقت بها على تنظيم داعش من قتل للأبرياء و تمثيل بالجثث و الرقص بأحشاء القتلى, فقتل المسلم في الاسلام محرّمٌ اشد التحريم و من ذلك ما ورد في الآية32 من سورة المائدة(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ), و قتْل النفس يوجب غضب الله و لعنته و الخلود في جهنم بعذاب عظيم كما جاء في الآية93 من سورة النساء (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا), و يتساءل المرء: اين حكماء و مسلمي السودان مِن هذه الحرب؟ و هذا القتال ليس بأي حال من الاحوال في سبيل الله, و خطورته يبينها الحديث الشريف المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت نبيكم صلي الله عليه وسلم يقول: (يجيء القاتل, والمقتول يوم القيامة متعلق برأس صاحبه -وفي لفظ: يجيء متعلقًا بالقاتل تشخب أوداجه دمًا- يقول: رب سل هذا لم قتلني؟) وفي رواية: (فيقول قتلتُه على مُلك فلان) رواه أحمد و ابن ماجه والنسائي. و أمّا الذين يحرضون على المزيد مِن سفك الدماء فدونهم هذا الحديث الشريف : روي عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: (من أعان على قتل مؤمنٍ بِشَطْر كلمة لقي الله عز وجل مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله.) رواه ابن ماجه والبيهقي وأبو يعلى . و السودان بلد الجيوش المتعددة حيث اكثر من اربعين حركة مسلحة مِن اقليم دارفور لوحده دعك مِن مثيلاتها في الاقاليم الأخرى, و فيه نحو 120 حزباً سياسيا, في بلدٍ تعداد سكانه دون الاربعين مليون نسمة. و برغم مساحته الشاسعة و اراضيه الخصبة و مياهه النيلية و المطرية و الجوفية , و موارده الطبيعية الهائلة كالذهب فإنه قابع في قائمة افقر دول العالم متسولاً المعونات و حل قضاياه من الخارج بسبب ما يُبْتلى به مِن حكومات ما ان تتولي سدة الحكم إلاّ و تكون خصما على البلاد و المواطن نهبا و تدميرا و ظلما و تقتيلا. وكل ما أخذوه على البيان الرباعي انّه تدخل اجنبي , فيا عجباً: ألم يهرولوا ساعين للتطبيع مع اسرائيل سرّاً الي ان فضحهم الاسرائيليون؟ إنّه ما من فئة وضعت نفسها تحت إبط الخارج اكثر منهم و تهريب الذهب و غيره لا يزال تحت اشرافهم و منفعتهم. و يتحدثون عن كرامة و عزة الوطن بينما هم لا غيرهم الذين يدوسون على كرامة الوطن. لقد نال السودان استقلاله في 1956م من البريطانيين, و غادر البريطانيون البلاد و تركوا بنية تحتية رصينة فعلي سبيل المثال نجده في كل مبني بناه الانجليز في عهدهم حيث لا يزال واقفا في ابهي حال كما لو انهم تركوه بالأمس في الوقت الذي لا تصمد فيه ما شيدته ايادينا السودانية, ثم تركوا خدمة مدنية نموذجية, و كل ما خلفوه اذهبه اعداء الوطن مع أدراج الرياح. و اختم مكررا الشكر لهذه الدول الاربعة , و لكل دولة او اتحاد سعي بشكل او بآخر على ايقاف حرب السودان. و بالطبع الشكر لكل سوداني اصيل سعي و لا يزال يسعي لإيقاف الحرب, بالرغم من انه مِن الواجب ان يسعي لذلك.
|
|
 
|
|
|
|