أشتمُّ رائِحَةَ القَمِيصِ .. وطالمَا هطَلَ القَميصُ على العُيُون وبَشّرَا
وكأنه مسافر عبر الزمن أتى من زمان سحيق يحمل رسالة لعالمنا .. رسالة تنبيه وتحذير علنا نفيق ونصحوا من سباتنا وغفلتنا .. لكن هيهات ..
ما لم يقله محمد عبد الباري الشاعر السوداني الشاب أنه أحبط إلى حد الوجع من ردة فعلنا فقد إكتفينا بالتصفيق الحار والإنبهار الشديد بنصه العبقري دون الإلتفات إلى مايحمله من رسائل وإشارات بالغة الأهمية .. كان يأمل منا أن نأخذ صيحته المشفقة على محمل الجد ونغوص عميقا عبر نداءه (المشفر ) لنستبين الهدف المنشود .. لكن … لطالما تساءلت متعجبا لماذا إستعار لغة الماضي عند مخاطبته لنا ؟!! .. ربما لو خاطبنا بلغة عصرنا لكان الأثر أشمل ولوجدت صيحته صدى أكبر .. ربما .. إلهامه الشعري لا علاقة له بالشيطان فالشيطان لايمتلك هذه القدرة العالية (فوق بشرية ) من الإستبصار والإستشراف والتفرد ..
إهتمامه بالفلسفة وشغفه بعوالم الصوفية يبدو جليا من خلال نصوصه خاصة إختياره للعناوين .. إنجذابه للغيبيات ربما يكون نتاج تأثره بالعراف الأشهر الفرنسي (نوستراداموس) من خلال مربعاته التي تنبأت بالصراعات السياسية والكوارث الطبيعية والأوبئة حول العالم ..
مالم يقله محمد عبد الباري أن الربيع العربي خطط له شذاذ الآفاق والتنفيذ كان بأيدينا نحن .. ما قاله العراف ولم يفسره عبدالباري أننا أمة عظيمة يتصدرها أقزام لكن سيأتي جيل يوحد كلمتنا وأهدافنا وتعلو راياتنا رغم الضعف والوهن الذي يعترينا الآن لأننا بالمقاييس الإلهية خير أمة أخرجت للناس وسنظل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة