ضجت الأسافير يوم أمس بخبرٍ مفاده أن مجلس إدارة نادي الهلال أقال مدير الكرة عبد المهيمن وعين مكانه عاطف النور.
ويبدو أن مجلس الهلال قد فكر ثم دبر، ووصل إلى قناعة بأن مثل هذه الخطوة قد تسهم في إيقاف نزيف الدم المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين.
صراحة، عندما طالعت الخبر ولاحظت الضجيج المُثار حوله ودرجة الاهتمام التي حظي بها تأكدت مجدداً أننا شعب (ممحون)، أي نواجه محناً لا تُحصى. فمع كل ما نكابده من كوارث لا أظنها حلت بغيرنا في العصر الحديث، لا نزال مصرين على تسخير جُل وقتنا واهتمامنا للقضايا الهامشية.
لا أنكر أنني أفتقد متعة متابعة الكرة ومباريات الهلال وأخباره، لكن ليس في مثل هذه الظروف، هذا إن تحدثنا من ناحية إنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية.
أما لو تناولنا الأمر من جانب رياضي، فلابد أن نسأل: إلى متي سينشغل الأهلة بقراراتٍ وخطواتٍ ليست أكثر من رجوع إلى الوراء.
قد لا يصدق من لا يتابع أخبار الهلال عدد المرات التي تناوب فيها الرجلان عبد المهيمن وعاطف النور على هذا المنصب.
يأتي مجلس فيختار عاطف، وبعد انقضاء فترة ذلك المجلس يقع اختيار المجلس الذي يليه على عبد المهيمن، وفي بعض الأحيان يختار المجلس الواحد أحدهما، ثم يستبدله بالآخر قبل انتهاء دورته.
والعجيب أنك تجد في كل مرة من يدافعون عن قرار المجلس، ويصفون عبد المهيمن أو عاطف بصاحب باعٍ طويل في المجال وأن لديه من الإمكانيات ما يجعله اختياراً موفقاً.
وهذا يؤكد مجدداً أن منظومة الكرة بأكملها (وزارة، واتحاد كرة، وإداريون، ولاعبون ومدربون، وإعلام، وجمهور) بحاجة إلى مراجعات جذرية.
. فمن غير المعقول أن يهلل الإعلام والجمهور للقرار ونقيضه بين الفينة والأخرى.
ولو أن الرجلين يملكان فعلاً الكفاءة التي يتحدث عنها الناس، لوجدنا أنفسنا أمام واحد من أمرين: إما رفضهما لتولي المنصب لاعتبارات تتمثل في عدم توفر ظروف النجاح، أو ظهور انجازات واضحة لأي منهما تسهم مع الآخرين في دفع مسيرة النادي نحو تحقيق بطولة خارجية ظللنا نلهث وراءها منذ عقود دون أن تتحقق بسبب فشل هذه المنظومة برمتها.
الخلاصة أن الموضوع لا يستحق أن نتجاوز من أجله كل ظروفنا السيئة، لنبدو وكأننا شعب يسهل إلهاؤه على الدوام بتوافه الأمور عن القضايا الكبرى التي تهدد الوطن وحياة مواطنيه. فالهلال أصلاً لن يحقق شيئاً يذكر في وجود مجلس "جوكية الكيزان" الذين يمولونه بأموالٍ مشبوهة كما ذكرت مراراً، وحتى إن ساعده الحظ في تحقيق انجاز ما، فلن يكون ذلك مما يشرف أي هلالي يؤمن حقاً بعظمة هذا النادي وأدواره الوطنية الخالدة في ما مضى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة