فضح المستنير الزائف: كيف يحوّل د. الوليد مادبو الحزام العربي إلى قيد على الدولة كتبه عبدالغني بريش

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-15-2025, 08:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2025, 02:00 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 582

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فضح المستنير الزائف: كيف يحوّل د. الوليد مادبو الحزام العربي إلى قيد على الدولة كتبه عبدالغني بريش

    02:00 AM September, 11 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في زمن تترنح فيه أركان الأوطان والدول، وتشتد فيه معاول الهدم على صرح الدولة الوطنية، يبرز بعض الخطاب الذي يدعي الاستنارة والرؤية الثاقبة، ولكنه لا يلبث أن يكشف عن تناقضات صارخة تمس جوهر ما يدعو إليه.
    من بين هؤلاء، يطلّ علينا الدكتور الوليد موسى مادبو، بوجه يتسم بمسحة من الأناقة الفكرية، ولسان لا يفتأ يلوك مفاهيم الحوكمة الرشيدة، والديمقراطية، وعبقرية الدولة الوطنية، حيث يتسلل إلى شاشات الفضائيات، وصفحات الجرائد، ومنابر الرأي، كفيلسوف زمانه، ومصلح أمته، يحمل على عاتقه عهدا جديدا من الفهم العميق لشؤون الوطن والديمقراطية، ولكن، ويا له من لكن مدوٍ، يصدع جدران هذا البناء الزائف، سرعان ما تتهاوى هذه الأقنعة لتكشف عن واقع مرير، وعقلية لا تزال أسيرة لحسابات ضيقة، وولاءات قديمة، لا تتجاوز حدود الانتماء القبلي الضيق.
    إننا نشهد، مرارا وتكرارا، العرض الفكري للدكتور الوليد مادبو، وهو يتحدث عن فقه الدولة ببراعة يحسده عليها أساتذة القانون الدستوري، ويحلل سوسيولوجيا الحكم وكأنه ابن خلدون عصره، ويرسم خرائط طرق الانتقال الديمقراطي، وكأن مفاتيح الحلول كلها في جيبه.
    تتسابق القنوات لاستضافته، وتتلهف الأقلام لاقتباس أقواله، إذ يرى فيه البعض منارة في ليل الفوضى السياسية التي تعصف بالسودان، كلماته منمقة، عباراته جزلة، مفاهيمه تبدو عميقة، لكنها، للأسف، لا تتعدى كونها رصفا لمصطلحات براقة تُفرغ من محتواها كلما اقتربنا من لُب المسألة.
    هو بارع في التنظير العام، في الحديث عن الوطنية بمعناها الشامل، عن الديمقراطية كمبدأ عالمي، عن الحوكمة الرشيدة كضرورة لا تقبل المساومة.
    يغوص في تفاصيل فصل السلطات، وحقوق المواطنة المتساوية، وسيادة القانون، وكأنه أحد آباء الفكر الليبرالي الغربي، ولكنه، وفي ذات الوقت، يمارس عملية التعري الفكري لذاته كلما انحرف بالحديث نحو قضايا تتعلق بالهوية الضيقة، والانتماءات الفرعية، وتحديدا، كلما لامس الحديث الحزام العربي أو ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، وهنا، يتحول الفيلسوف إلى شيخ قبيلة يرتدي حلة المفكر، وهنا تكمن المفارقة المضحكة المبكية، إذ لا يمكن للمرء أن يرتدي عباءة المفكر المستنير في النهار، ويرتدي جلباب شيخ القبيلة المتحيز في الليل، ثم يرجو أن يُصدق حديثه عن بناء الدولة الوطنية.
    عزيزي القارئ..
    عندما يتطرق الدكتور الوليد مادبو إلى مفهوم الحزام العربي في السودان، فإن نبرة صوته تتغير، وتعبيرات وجهه تتصلب، ويتحول الخطاب النظري الرصين إلى دفاع مستميت عن كيان يبدو أنه يمثل له أهمية تفوق بمراحل مفهوم الوطن الجامع، فجأة، تتوارى مفاهيم المواطنة المتساوية، والوحدة الوطنية، والانصهار القومي، ليحل محلها حديث عن امتدادات تاريخية، وخصوصيات ثقافية، وحقوق مجتمعات تبدو وكأنها فوق أو موازية لحقوق الدولة ذاتها.
    هل ثمة تناقض أعمق من أن يدعو، الدكتور الوليد، إلى الدولة الوطنية بينما يبني تحليلاته بالأسمنت القبلي، إذ تعلّمنا منذ نعومة أظفارنا أن المغالطة مناقضة للعقل، وها هو يجعل المغالطة عماد خطابه دون أن يرف له جفن!
    ما معنى أن يذهب الرجل متباهيا بفهم الديمقراطية الحديثة، ثم يعود ليدافع عن جماعة الحزام العربي وميليشيا الدعم السريع، واضعا ضميره الوطني وولاءه العام في جيب القبيلة؟
    أليست هذه كما لو أنّ أحدهم يدافع عن النظام البرلماني في الصباح ثم يقسم بالولاء للحاكم بأمر الله في المساء؟
    ألم يقل الفلاسفة: من يمشي برجليه في اتجاهين، يصل ممزق الأحذية، إذ كيف يمكن لدكتور مادبو أن يقدم وصفة لدولة المواطنة وهو يصر على تقسيم السودان إلى قبائل وميليشيات، وكأنه يستخرج هوية موحدة من كتاب النسب؟
    عندما يدافع الدكتو باستماتة عن الحزام العربي، فهو طوعا أو كرها، يعيد إنتاج خطاب الأقلية المغلوبة على أمرها التي ترى في كل اختلاف مؤامرة، وفي كل مطلب بالمساواة تهديدا وجوديا.
    نعم، الحزام العربي حقيقة جغرافية واجتماعية، لكن تحويله إلى عنوان سياسي وراية للاصطفاف، هو جوهر المعركة التي يقودها من يسعون لدفن فكرة الوطن.
    السودان، يفترض أن لا يكون أحزمة متفرقة تتقاطع أو تتصارع، بل نسيج واحد، وإن كان متعددا، يجمعه رابط المواطنة والانتماء إلى دولة واحدة ذات سيادة، لكن عندما يضع الدكتور وليد مادبو، الحزام قبل الوطن، والقبيلة قبل الدولة، فإنه لا يتحدث عن الدولة الوطنية، بل عن مجموعة من الكانتونات المتحاربة التي تتستر خلف عباءة المشروع الوطني.
    ولعل أبرز تجليات هذا التناقض الصارخ الذي يعيشه الدكتور الوليد مادبو، هو دفاعه المستميت، والمدهش في الوقت ذاته، عن ميليشيا الدعم السريع، أو ما يعرف بالجنجويد.
    هذه القوة التي أحدثت دمارا غير مسبوق في السودان، وقتلت الأبرياء، وهجرت الملايين، وسرقت ونهبت، ودمرت مدن بأكملها، وخاضت حربا ضروسا ضد الجيش، تتحول في خطاب الدكتور مادبو إلى قوة وطنية، أو قوة عسكرية لها دورها التأريخي، بل أحيانا يصل به الأمر إلى تبرير أعمالها، أو التقليل من فظاعتها، أو إلقاء اللوم على أطراف أخرى.
    كيف يمكن لمفكر يدعي الحرص على الدولة المدنية وسيادة القانون، أن يدافع عن ميليشيا خارجة عن القانون، تمارس العنف بأسوأ أشكاله؟
    هذا السؤال يطرح نفسه بقوة، والإجابة الوحيدة المنطقية، وإن كانت مؤلمة، تكمن في ذلك العقل القبلي الذي تحدثنا عنه.
    ميليشيا الدعم السريع، في حقيقة الأمر، لا تمثل سوى تجليا للولاء القبلي الذي يتجاوز الولاء للدولة، نشأتها، تركيبتها، ولاءاتها، كلها تشير إلى كونها قوة قبلية في جوهرها، وإن حاولت أن تلبس ثوب القوة النظامية، وعندما يرى المفكر، فيها مشروعا وطنيا، فإنه لا يفعل سوى تبرير هذا التمدد القبلي على حساب الدولة، بل إنه يعطي شرعية مزيفة لما هو بالأساس غير شرعي.
    إن حجم الدمار الذي ألحقته هذه الميليشيا بالوطن، والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها، تجعل أي دفاع عنها، أو حتى مجرد محاولة تبرير لوجودها بهذه الكيفية، وصمة عار على جبين أي شخص يدعي الحياد أو الاستنارة، فما بالك بمن يدعي الوطنية والحفاظ على الدولة.
    إن الدفاع عن ميليشيا الدعم السريع، ليس مجرد خطأ في التقدير، بل هو خيانة صريحة لمبادئ الدولة الوطنية، ومحاولة لشرعنة فوضى السلاح والولاءات الفرعية على حساب الولاء للدولة الأم.
    المفتاح لفهم هذا التناقض الصارخ في خطاب الدكتور الوليد مادبو، يكمن في إدراك حقيقة بسيطة ومؤلمة، وهي أن العقل القبلي، في جوهره، لا يستطيع أن يستوعب منطق الدولة الوطنية بمعناه الحديث، إذ أن الدولة الوطنية هي نتاج لتطور حضاري طويل، تجاوز فيه الإنسان الولاء للدم، أو الأرض الضيقة، أو العصبية، إلى الولاء لمفهوم أكبر وأشمل، وهو المواطنة المتساوية.
    ليس من الشجاعة الفكرية ولا من النزاهة الأخلاقية أن تتحدث عن الدولة وأنت مشدود إلى خطاب القبيلة، ذلك أن الوطن لا يبنى بالدفاع عن ميليشيات، ولا بالتحصن وراء عبارات المظلومية، ولا بمسايرة خطاب عتيق معادٍ لمعنى المواطنة الجامعة.
    وهكذا، وفي حضرة هذا التفكيك العميق لخطاب الدكتور الوليد مادبو، يتضح لنا جليا أن الخطر الحقيقي ليس في صخب المظاهر القبلية أو تعقيدات الهوية، بل في ذلك التلاعب الفكري الذي يحاول التطهر أمامنا بعبارات براقة بينما يواصل تمزيق جسد الدولة السودانية من الداخل.
    إن مستقبل السودان، الذي بات معلقا على خيط رفيع بين الانهيار والنهوض، لا يحتمل رفاهية الشعارات المزيفة ولا ازدواجية الولاء، إذ لم يعد ممكنا أن يبنى الوطن بيد، وتُغرس فيه خناجر القبيلة باليد الأخرى.
    إن الشعب السوداني يستحق مفكرين ومصلحين يلتزمون بمبادئ الدولة المدنية بلا مساومة، يرفعون سقف الوطنية فوق كل اعتبار ضيق، ويُعيدون للسياسة معناها النبيل كممارسة لتحقيق العدالة وإنصاف الجميع بلا استثناء أو امتياز، ولن ينجو السودان من أزماته إذا ظلت أقلام التبرير وأصوات الدفاع عن المليشيات المختلفة تتصدر المشهد، وتستبدل أمجاد دولة المواطنة بنزعات الاصطفاف القبلي، وكأن الزمن قُدر له أن يدور في حلقة مفرغة من الجراح.
    في لحظة الحقيقة، سيبقى الوطن أكبر من كل خطاب منمق أو فلسفة زائفة، وسيظل انتصار المواطنة وسيادة القانون هو الطريق الوحيد لعبور السودانيين إلى عصر جديد من التسامح والاستقرار، فليختر كل صاحب قلم، وكل صاحب منبر، أن يكون صوت وعي ونزاهة، لا صدىً لتبريرات مهترئة أو تواطؤات قبلية تُغرق البلاد في دمائها، ولينتبه الجميع ان الزمن لا يرحم من خذل الحلم الوطني، وإن التاريخ سيكتب بمداد غليظ عن كل من استخدم الاستنارة كستار لتمزيق الوطن.
    الوطن باقٍ يا د. الوليد موسى مادبو، والقبيلة إلى زوال، فاختر لنفسك أي سجل تريد أن تكتب فيه اسمك.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de