الأزمة الوطنية: عشنا التجربة، غاب المعنى (1-3) كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-11-2025, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2025, 01:56 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأزمة الوطنية: عشنا التجربة، غاب المعنى (1-3) كتبه عبد الله علي إبراهيم

    01:56 PM September, 09 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر








    تواثق ثلاثتنا، النور حمد وعبد الله الفكي البشير وأنا، مع معهد الدوحة لدراسة السياسات على جمع شمل ممثلين للطيف السياسي السوداني في الدوحة في 2012 في لقاء تفاكري في ما يعرف ب" الحوارات العصية" للتداول حول الأزمة السودانية. وأنشر هنا الورقة المفتاحية لتلك الحوارات.

    لا نطمع من لقائنا هذا للتفكر حول الأزمة الوطنية العثور على وصفة سحرية لها. كان من سبقنا أشطر. وليس سوء ظننا بوقوعنا على تلك الوصفة خيبة أمل وإنما هي واقعية لا مهرب منها. ولكن يلوح أننا جميعاً نقترب من توافق ترسى به البلد إن شاء الله على شط الأمان مما يبعث على التفاؤل بدنو نهاية أحزاننا. فقد قيل ليس من قوة تعدل قوة فكرة أزف وقتها. فالاختراق، أي النفاذ إلى غاية مرغوبة مرجوة، يقع حين يلتقي فجأة ما أصبح ممكناً بما هو ضروري ضربة لازب.
    قيل لصفوة الحكم والسياسة عندنا دائماً إنها بحاجة للإرادة السياسية لحل أزمتنا الوطنية الغليظة. والإرادة السياسية ليست "جمبازا" في الحسم والقطع. إنها عزيمة وتوكل. وعليه فهي ثقافة ولا تقع لمن لا يحسن الحديث لغير ثوابته، والنواة من تابعيته، ولا يملك شجاعة قيادتهم في طرق يستوحشوها. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في حلف الحديبية. فلم يقبل فيه بأذى الخصم بمقتضى الظرف فحسب، بل حمل النصير حملاً على المساومة.
    وعليه أردنا في لقائنا هذا أن نأتي بالثقافة لتدلي بدلوها في شأن أزمتنا الوطنية (تنزيل الثقافة على أزمتنا الوطنية). فأكثر أزمتنا في بؤس تشخيصنا لها مما نجم عنه علاج فاسد. ومع أن الأزمة الوطنية ناشبة فينا منذ عقود ظل من يعتقد أنه الفرقة الناجية ومواصلة لعبة حكومة-معارضة التقليدية. إن الذي نحن فيه منذ حين "توازن الضعف" في قول محمد إبراهيم نقد خلت به الساحة من أي فكرة جديدة ملهمة بعد أن جرب السودان الأفكار الأكابر كلها فتهاوت وسدت خرائبها الطريق نحو أفكار ملهمة جديدة.
    غاية ما نطمع فيه من وراء لقائنا هذا أن نجدد قنوات الحوار الوطني حول صورة الوطن ليقوم على معرفة ويثقف الإرادة السياسية فتنجدنا من الشتات. وقد تكرر إغلاق تلك القنوات بترسانة قوانين كبلت بها الحكومات الديكتاتورية حرية التعبير وأكملت دولة الإنقاذ الناقصة. ومما أبطل الحوار قولاً واحداً عسكرة "السياسة" حكومة ومعارضة حتى النخاع ولنصف قرن من الزمان. وصار للجيش أمة بدلاً عن العكس. فنصرف في تقدير متواضع 75% من ميزانيتنا على القوات المسلحة. وهذا ما وصفه أحدهم بأنك مثل من يمرن عضلة واحدة في جسمه وتترك ما عداها.
    هذه الأغلال لا ريب هي جوهر تعثر الحوار الوطني. ولكن اكتنفت العمل السياسي والفكري بشكل عام أدواء ذاتية حالت دون استثمار الحريات في المنافي والمهاجر، أو هامش الحريات المزعوم في الداخل. فأدنت هذه الأدواء العمل السياسي إلى التسييس وباعدت بينه وبين الثقافة. ومن ذلك خلو يد المثقف من المنابر والأدوات (النقابة المهنية، الجمعيات العلمية ومؤتمراتها، المجلة العلمية وغير العلمية). وقد قال مامون التلب إن ذلك النقص ساق المثقف لأقصر الطرق للجمهور وهو الجمهور السياسي الجاهز بشروطه المعطلة للاجتهاد في ثوابت الجماعة المعينة. وتتجلى قلة حيلة المثقف الذي تجرد من المنابر في حَيرته مع الرأي. فبدلاً من بناء الرأي العام حول أجندة التغيير نجده ائتمن الحكومة أو ساسة المعارضة عليه في صورة "نصيحة" يأمل أن تعمل به. ولذا كان أكثر أبيات الشعر العربي دوراناً في خاتمة تلك الآراء-النصائح هو: نصحتهم نصحي.
    وأصاب العطب وظيفة الجامعة حاضن تلك الإمكانيات. ووقع على الدراسات السودانية إضعاف مزدوج. فلم تعد الجامعات مستطيعة تمويل البحث العلمي. كما ضمرت المكتبات. وتقطعت أسباب الجامعة بالأكاديمية الغربية نظراً للمقاطعة. فأكتنفتنا محلية غير جائزة في معيار الأكاديمية بخاصة بعد تفريطنا في اللغة الإنجليزية كلغة اتصال عالمي في نوبة إيدلوجية. وزاد الطين بلة أن اضطراب البلد المشاهد طبع ما تبقي من اهتمام أكاديمي غربي بطابع "الناشطية" يؤيد الواحد فريقاً دون فريق في النزاع. وضمر الأدب الدراسي عن السودان (أقله في الولايات المتحدة) غير أدب الناشطية حتى قال أحدهم أنه غلبت أكاديمية القضية والناشطين عن الرق والطهور الفرعوني والجنجويد على أكاديمية الدراسات المحيطة التي تأخذ كل ذلك تحت جناحها. وظلت المعرفة بالسودان وظيفة للبحث كاكتشاف (أكثرة اكتشاف عاهات) وانحرمنا من التخليق الذي هو الاكتشاف ثم تأليف أو تركيب الاكتشافات في معنى مفيد.
    وبهذه العزلة المركبة عن الأكاديمية الغربية فاتنا الأخذ بنظريات مستجدة منذ الثمانينات شحذت الفكر النقدي وثقفته من مثل الاستشراق أو ما بعد الاستعمار، أو الحداثة أو البنائية والقومية أو الإثنية أو الأدائية أو ابتناء المعرفة أو التفكيك. وما فاقم من خسارتنا بذلك الفوت أن قضايانا المصيرية (الهوية، الحركة القومية، الإثنية) هجمت علينا خلال نفس المدة فوجدتنا عزلاء من نظر الفكر النقدي المستحدث وأدواته. فلم نحاجج فيها بعلم فأنتهت إلى تسييس دارج.
    فتجدنا عالجنا مسألة الحركة القومية بغير بصر بالنظريات المستجدة في ميدانها. فجرى الاتفاق بين أفضلنا على أن أن مشكلة السودان في النخبة النيلية التي فرضت هوية مصطنعة للسودان بحكم استئثارها بالسلطان والثروة. ويعنون بالصفوة النيلية كل من انتسب لها عرقاً وأرضاَ. وهذا تحليل نظر إلى الحركة الوطنية ككل جامع مانع وأخلاها من الأطراف التي تكونت منها فتحالفت وتخالفت. فالدراسات المعاصرة ترى الحركة الوطنية بؤراً وحَّدها العدو الاستعماري، ولكنها اختلفت في الرؤية، بل وفي التكتيك لبلوغ الغاية. وسيصح قول القائلين بأن النخبة الشمالية اصطنعت هوية عربية إسلامية وألبستها وطناً أوسع منها متى أنصرف قولها إلى وطنية مؤتمر الخريجين. وهي وطنية لم تخف اصطناعها لتلك الهوية في وثائقها البرنامجية في الثلاثينات. ولكن كان إلى جانب هذه الوطنية حركات وطنية للعمال والطلاب والمزارعين والمرأة وللشيوعيين والجمهوريين والجماعات القومية مثل الجنوب والبجا خاصة. بل كانت الحركة العمالية منذ 1948 سيدة المبادرة. وتخيلت الوطن معترفة بتنوعه الثقافي والإثني والتاريخي.
    فلو اهتدينا بالنظرية التي اتفقت لمدرسة ما بعد الاستعمار فنحلل "وطنيات" شمالية تعددت لا "وطنية" شمالية جامعة لما ران على كثير من الشماليين الشعور بالتطفيف حين وجدوا أنفسهم محشورين في حركة وطنية ربما صارعوها هم بأكثر من صراع الهامش لها. فلو جئنا للجد فالدولة الدينية لم تبدأ بالجنوب وإنما بالخرطوم في أعقاب ثورة أكتوبر. ووقف شماليون كثر في "الجبهة القومية للدفاع عن الديمقراطية" لتأمين شرعية الحزب الشيوعي وضد مشروع دستور 1968 الإسلامي الذي احتكر الوطنية وتوصيف المواطنة، ومن يستحقها ومن تسقط عنه لهرطقته. بل كانت بعض دواع انقلاب 25 مايو 1969، على علاته، تعطيل البرلمان والحكومة التي أجازت ذلك الدستور. وجاء عن قادته قولتهم إنه دستور لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به.
    ومن نواقص (ونواقض) هذا الحوار أنه جرى في وقت ساد فيه الإنترنت. وعلى ما في ذلك من ديمقراطية التعبير إلا أنه قد ينتهي إلى التشويش على المسائل حين تكون مواعين التبليغ التقليدية في الوسائط مثل الصحيفة والكتب والميديا مؤممة الرسالة أو فقيرة. فهذه الوسائط التقليدية لعبت دائماً دور الحارس للأجندة السياسة بمهنيتها في الاستقصاء بفرز الثمين من الغث. وستظل تلعب هذا الدور. فمثلاً حين خرجت ذائعة تجدد الرق في الجنوب كتب ألكس دي وال كلمة قيمة في "اليسار الجديد" عن وجوب أن تتفادى الحركة الشعبية وأنصارها في المعارضة من تبني الذائعة لأنها، متى ما طعن طاعن في أياً من حيثياتها وتلبدت صدقيتها، خسرا قضيتهما التي لا تحتاج لها. وهذا بالضبط ما حدث. ولكن كانت الذائعة هي وقود الإنترنت لسنوات طويلة وشكلت ثقافة اتسخت بها علاقة الجنوب بالشمال.
    طرأت لي تبعة المثقف من زاوية غير ما اعتدنا من توبيخه بالفشل. وهو فشل طال، بل وُصِف بالإدمان، من جراء ذلك الطول. وبدا لي أن الصفوةَ الموصوفةَ بالفشل لا تمانع في ذلك الوصف. فهو حكم أخلاقي أعفاها من التفكير في مثالبها بصورة ناقدة ومقارنة. ووصفناه ب "الأخلاقي" لأنه، خلافاً للحكم السياسي، لا يوطن هذا الفشل في اقتصاد سياسي معين، ولا تترتب عليه التزامات في الخروج منه. وقد يكفي في تبريره قول معمم من أن المثقف "مغترب" أو "مسلوب" عن شعبه أو "محقور" من السياسيين. ثم تعود الكرة في يوم آخر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de