قبائل البجا ليست مجرد أسماء متفرقة في سجلات التاريخ، بل شعبٌ فخور يحمل ذاكرة الأرض، ويتطلع إلى مستقبلٍ يليق بجذوره العميقة.ـ
تُعد قبائل البجا من أعرق المكونات السكانية في شرق إفريقيا، حيث تمتد جذورها إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وتستوطن مناطق واسعة تشمل جنوب مصر، شمال شرق السودان، وغرب إريتريا. عُرفت هذه القبائل بطابعها الرعوي والترحالي، إذ ظلت تتنقل بين السهول والجبال والوديان بحثًا عن الماء والمرعى، محافظةً على نمط حياة تقليدي متماسك رغم التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد.ـ
التكوين القبلي والتاريخ المشترك
تتكون قبائل البجا من خمس قبائل رئيسية هي: الهدندوة، الأمرأر، البشاريين, الحلنقة, الحباب-بني عامر. وإلى جانب هذه القبائل الكبرى، توجد عموديات متعددة مثل الأرتيقة، الكميلاب، السيقولاب، والمهلتكناب، وغيرها، والتي تمثل امتدادات اجتماعية وثقافية داخل النسيج البجاوي
ومع دخول الإسلام إلى المنطقة، ظهرت التشكيلات القبلية التي نشاهدها اليوم، التي تنسب نفسها إلى آل البيت دون اثبات علمي او تاريخي.ـ
ورغم شيوع نسب بعض القبائل إلى قريش، فإن الدراسات الجينية الحديثة أثبتت وجود تشابه كبير في الحامض النووي بين مختلف قبائل البجا، مما يدل على وحدة الأصل العرقي والثقافي، ويعزز من فكرة الانتماء المشترك بعيدًا عن الادعاءات الفردية غير المدعومة علميًا.ـ
التعايش والتحديات
عُرفت قبائل البجا عبر التاريخ بالتعايش السلمي، حيث سادت بينهم قيم الاحترام المتبادل والتكافل الاجتماعي، رغم بعض النزاعات المحدودة التي كانت ترتبط غالبًا بالمصالح الاقتصادية أو الموارد الطبيعية. إلا أن بعض الجهات المغرضة حاولت حديثا استغلال الانتماء القبلي لإشعال الفتن وبث الكراهية، وهو ما قوبل برفض واسع من أبناء البجا الذين ظلوا متمسكين بتقاليدهم التاريخية.ـ
الواقع الراهن والدعوة للتغيير
تواجه قبائل البجا اليوم تحديات جسيمة تتمثل في الاقصاء والتهميش السياسي والاقتصادي، وغياب التنمية المستدامة، وانتشار الأمراض المعدية مثل السل والاسهالات، وتفشي الجهل والفقر وسوء التغذية وضعف الدم، إلى جانب ضعف الخدمات الصحية والتعليمية.ــ
هذا الواقع المؤلم يستدعي وقفة جادة من أبناء البجا، ويتطلب وحدتهم من اجل التنمية المستدامة, وتحقيق احلام المنطقة في تنمية مستدامة وحكم اقليمي يحقق حكم ابناء الاقليم انفسهم بانفسهم
علي الجهات المسؤولة والكيانات السياسية ان تعطي الاعتبار اللازم لهذه المكونات الأصيلة، وتستجيب لمطالبها بالمشاركة الفاعلة في بناء وطن أكثر عدالة وإنصافًا وتتساوي فيه القوميات ويخقق تطلعاتها في حكم اقليمي حقيقي.ـ
إن وحدة قبائل البجا، المستندة إلى تاريخ مشترك وهوية ثقافية متجذرة، تمثل حجر الزاوية لأي مشروع تنموي حقيقي في شرق السودان. فالتحديات التي تواجههم اليوم لا يمكن تجاوزها إلا من خلال التضامن الداخلي، وتبني رؤية جماعية للنهوض، تضع حدًا للتهميش، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية والعدالة الاجتماعية.ـ
دعوة للوحدة
الوحدة بين مكونات البجا واجبة اليوم لتحقيق احلامنا في التنمية والنماء والازدهار.ـ
إن واقع البجا اليوم يتطلب تجاوز الانقسامات القبلية والسياسية، ويستدعي توحيد الصفوف من أجل خلق مستقبل جديد يقوم على
اللحكم الاقليمي الحقيقي
والمشاركة الفاعلة في الحكم مركزيا واقليميا لتحقيق:ـ
وضع حد للتخلف والاقصاء والتهميش ـ
التنمية المستدامةـ التعليم والرعاية الصحية تمكين الشباب والمرأة الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة