المثقفون السودانيون وصناعة القبيلة المليشيا- تحليل متعمق لدور الفكر والسياسة في السودان المعاصر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-11-2025, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2025, 05:41 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12282

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقفون السودانيون وصناعة القبيلة المليشيا- تحليل متعمق لدور الفكر والسياسة في السودان المعاصر

    05:41 PM September, 07 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مساء الجمعة كنت أستمع إلى البروفيسور عبد الله علي إبراهيم في إحدى غرف الكلوب هاوس، وهو يناقش القبيلة وما قالته الصفوة عنها في الفكر السوداني الحديث.
    كان النقاش غنياً ومفتوحاً على كثير من الأبعاد، لكنه منحني بعداً آخر أبعد من تصوراته، إذ بدا لي أن للقبيلة دوراً يتجاوز مجرد الرابط الاجتماعي أو النقاش النظري حول الحداثة والتقليد، لتصبح عبر وسائل متعددة
    فاعلاً سياسياً مسلحاً، ومكوّناً أساسياً في الصراعات المعاصرة.

    في السودان، لم تعد القبيلة مجرد رابطة دم أو نظام قرابة اجتماعي، بل تحولت في مراحل متعددة إلى أداة سياسية، ثم إلى ذراع عسكرية مسلحة في قلب الصراع على الدولة والسلطة. هذا التحول لم يكن عفوياً أو نتيجة
    انفعال اجتماعي فقط، بل جاء نتيجة تدخلات فكرية وسياسية أسهم فيها المثقفون والنخب السودانية، سواء عبر التنظير الأكاديمي أو من خلال صياغة خطاب يربط بين القبيلة والمشروع السياسي، أو عبر نشر الرواية القائلة
    بأن القبيلة تحمي الهوية والمصالح الوطنية.

    قبيلة الرزيقات نموذجاً
    قبيلة الرزيقات، كما هو معروف في التاريخ المعاصر، لعبت أدواراً سياسية متعددة، من الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية إلى المشاركة المباشرة في الصراعات المسلحة. وقد شهدت هذه القبيلة تحولات حقيقية،
    حيث أصبح لوجودها السياسي مسار مسلح، يمكن قراءته في دورها في النزاعات الإقليمية، والتحالفات مع النخب السياسية، والتحكم في الموارد الطبيعية والاقتصادية. هنا يظهر تأثير المثقفين: إذ أنهم لم يكتفوا بالتحليل أو التوثيق
    بل أسهموا في بناء خطاب يبرر الممارسات المسلحة، من خلال تقديمها كـ"حماية للهوية" أو "ردع للهيمنة المركزية"، وهذا الخطاب يغلف العنف بشرعية فكرية واجتماعية.

    المثقف والقبيلة: علاقة مزدوجة ومعقدة
    يمكن القول إن المثقف السوداني لعب دوراً مزدوجاً في صناعة القبيلة المليشيا. من جهة، دعم مشروع الدولة الحديثة، ومن جهة أخرى أعاد إنتاج الأيديولوجيا القبلية بوسائل جديدة، من خلال خطاب يُغطي على الانقسامات ويضفي
    شرعية على القوة المسلحة. الصحفيون والكتاب، عبر المقالات والتقارير والتحقيقات، ساهموا أيضاً في تشكيل وعي جماعي يربط الانتماء القبلي بالسياسة المسلحة، ما يجعل من القبيلة قوة مؤثرة في الأحداث وصناعة القرار السياسي
    أحياناً على حساب الدولة المركزية أو المشروع الوطني الجامع.

    البعد الاقتصادي والسياسي
    دراسة هذه الظاهرة تكشف أن القبيلة المليشيا ليست مجرد كيان اجتماعي، بل هي شبكة مصالح اقتصادية وسياسية. فالموارد الطبيعية، مثل الأراضي والمياه والماشية، غالباً ما تصبح ساحة صراع تُدار من خلال الولاءات القبلية
    في حين أن المثقفين والنخب يوفرون الخطاب الذي يبرر هذه السيطرة. بهذا الشكل، تتشابك الولاءات الاقتصادية مع السياسية، ويصبح الانتماء القبلي وسيلة لتخصيص العنف، والتحكم في الموارد، وتعزيز التحالفات
    مع النخب الوطنية أو الإقليمية.

    تسليح التاريخ والهوية
    الدرس الأساسي هو أن تسليح التاريخ والهوية لم يعد حدثاً عابراً، بل أصبح عملية منهجية يقودها المثقف والكاتب والصحفي. الخطاب الأكاديمي والصحفي، وكذلك الخطاب السياسي، يمهد الطريق لتحويل الرموز الاجتماعية والقبلية
    إلى أدوات سياسية وعسكرية، ما يجعل من أي مشروع وطني حقيقي بحاجة إلى إعادة النظر في دور المثقف: هل هو مجرد مراقب، أم شريك في صناعة الواقع السياسي؟

    استراتيجيات تفكيك القبيلة المليشيا
    لتجاوز هذه الديناميكية، هناك حاجة لاستراتيجيات تعليمية وتحليلية وفكرية تُركز على:

    فهم السياقات الاقتصادية والاجتماعية التي أنتجت هذه المليشيات.

    الكشف عن الأدلجة السياسية التي تبرر استخدام العنف باسم الهوية.

    توسيع مساحة الروايات التاريخية لتشمل جميع الأصوات، بما في ذلك ضحايا النزاعات وقوى التغيير الديمقراطي.

    تحويل التاريخ والهوية من أدوات للصراع إلى أدوات للمصالحة، وبناء الدولة، والاعتراف بالتعددية الوطنية.

    إن التعامل مع القبيلة على أنها مجرد كيان اجتماعي أو رابط دموي هو تقليل من فهم تعقيداتها، بل من الضروري إدراك أن المثقف نفسه جزء من المنظومة التي تحوّل القبيلة إلى فاعل سياسي مسلح
    وأن أي مشروع إصلاحي أو وطني يحتاج إلى معالجة هذا الدور بكامل أبعاده الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de