السلاح الكيميائي في السودان: مآلات كارثية ومسؤولية تاريخية للإنسانية جمعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في أي نزاع مسلح يمثل إحدى أخطر الانتهاكات للقانون الدولي، لما له من أثر فوري وبعيد المدى على المدنيين والبيئة والصحة العامة. في السودان، ظهرت مؤشرات جدية على استخدام الجيش لهذه الأسلحة في مناطق متفرقة من الخرطوم وسنار ومن قبل في دارفور، الأمر الذي يضع البلاد أمام مأزق قانوني وإنساني كبير. الأسلحة الكيميائية لا تقتل فحسب في اللحظة نفسها، بل تترك آثاراً تمتد لعقود. ومن بين المآلات المحتملة للمواد الكيميائية أمراض مزمنة ونشوء أنواع متعددة من السرطانات، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي من التهابات حادة وأمراض ربوية مزمنة وفشل تنفسي محتمل. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يمكن أن يؤدي إلى تشوهات وطفرة جينية، فالمواد الكيميائية تؤثر على الحامض النووي مما يهدد الأجيال القادمة باضطرابات وراثية. وليت الأمر يتوقف على ذلك، بل نجد أن التلوث الكيميائي يقتل الحيوانات ويفسد التربة والمياه، مما يجعل مناطق واسعة غير صالحة للسكن أو الزراعة. من زاوية أخرى، فإن استخدام الأسلحة الكيميائية يُصنَّف كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. ويخضع القادة العسكريون والمدنيون لمبدأ المسؤولية القيادية (Command Responsibility)، أي أن مجرد التقاعس عن المنع أو التستر على الجريمة يجعلهم مسؤولين قانونياً. كما أن أي خرق لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (CWC) يعرّض الدولة لعقوبات سياسية واقتصادية قاسية، إضافة إلى المساءلة أمام المجتمع الدولي. ما جرى في الخرطوم وسنار ودارفور ليس مجرد حوادث في حرب أهلية، بل جريمة حرب كبرى ستترك آثارها لعقود. القتل لم يكن آنياً فقط، بل هناك موت صامت يتربص بالسكان في شكل سرطانات وأمراض قاتلة. على الجيش والحكومة أن يتحملا مسؤوليتهما التاريخية أمام الشعب وأمام العالم، فالتاريخ لا يرحم، والعدالة قادمة مهما طال الزمن. إلى الشعب السوداني: لا تصمتوا أمام جريمة تُرتكب بحقكم وبحق أبنائكم. طالبوا بالتحقيق المستقل، بالشفافية، وبمحاسبة كل من تورط في استخدام هذا السلاح المحرم. إن السكوت اليوم يعني تسليم المستقبل إلى الموت البطيء. إلى المجتمع الدولي: تحمّلوا مسؤولياتكم الإنسانية والقانونية. السودان ليس خارج منظومة العدالة، وأي تساهل مع جريمة بهذا الحجم هو تواطؤ مع القتلة. يا أخوان الشيطان، سرقتم ماضينا بدولة الفساد والاستبداد، ومزقتم حاضرنا بحربكم التي أحرقت الأخضر واليابس، ولم تكتفوا بإزهاق الأرواح، بل امتد شرّكم إلى مستقبل أبنائنا لتسمموه بالأسلحة الكيميائية. فمن أنتم؟ ومن أي ظلام خرجتم؟ أليس بينكم من يحمل ذرة من نخوة سودانية ليصرخ في وجوهكم: كفى؟ -------------------------------------------------------- لجنة تفكيك التمكين كانت تمثلني وستمثلني لاحقا أيضا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة