١ كما اشرنا سابقا إلى أنه لا شرعية لتنازل البرهان عن مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد، كما جاء في اخبار السودان نقلا عن موقع “ريزو أنترناسيونال” الفرنسي عن مصدر مطلع، تم عقد اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، حيث تم التوافق على اعتبار مثلث حلايب جزءاً من الأراضي المصرية. ووفقاً للمصدر ذاته، وهو كوعد بلفور" عطاء من لا يملك الى من لا يستحق" ، فإن البرهان تجاوز صلاحياته الدستورية وتخطى البرلمان السوداني، حين خاطب لجنة المفوضية القومية للحدود التابعة لمجلس السيادة في 11 مايو 2025، مطالباً باعتماد خريطة تُدرج المثلث ضمن الحدود المصرية، وذلك في سياق التحضيرات لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع الجانب السعودي.علما بأن مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد سودانية كما أوضحت الخرط القديمة، ومحوراً أساسياً في الخلاف الحدودي بين مصر والسودان، نظراً لما يمثله من أهمية استراتيجية بالغة لمصر، سواء من حيث الموارد الطبيعية أو الموقع الجغرافي المطل على البحر الأحمر. وهذا مانتج عن انقلاب 25 أكتوبر الذي قاد للحرب الجارية حاليا، بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد، حيث استمر التفريط في السيادة الوطنية، كما في تدخل المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، بهدف نهب ثروات البلاد، وتقسيمها، كما في قيام حكومتي بورتسودان ونيالا غير الشرعيتين، اللتين تهددان بإطالة أمد الحرب وتقسيم البلاد.وأخيرا جاء اقرار البرهان ضم أراضي سودانية لمصر، فهو لا يملك الشرعية، واستمرارا في التفريط في السيادة الوطنية، ونهب ثروات البلاد، مما يتطلب مواصلة المقاومة حتى وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، واسقاط حكومتي الانقلاب غير الشرعيتين ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي. حلايب وشلاتين وأبورماد سودانية كما هو معروف وفقاً للمعايير الدولية والعالمية المثبتة في الأمم المتحدة والوثائق القانونية الحدودية المثبتة في المملكة المتحدة بالمستندات والوثائق الرسمية الموثقة بالخرائط والحدود الجغرافية والمحتفظ بها في بريطانيا، والأمم المتحدة والحدود السودانية الموثقة والموقعة والمعترف بها من الاتحاد الأفريقي، والموقعة من مصر واعترافها بخارطة الأراضي السودانية، والتي تشمل حلايب وشلاتين وغيرها، وفقاً لاتفاقية استقلال جميع الأراضي السودانية المحددة والمجازة والموثقة من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وكافة أعضاء الأمم المتحدة، والتي تنص على الحدود السودانية الشاملة للحدود السودانية الشاملة لمنطقة حلايب وشلاتين، وجميع الأراضي التي تقع في الحدود السودانية، وما زالت دعوى السودان مرفوعة في الأمم المتحدة. ٢ إضافة إلى أن حلايب وشلاتين وأبورماد سودانية منذ العصور القديمة، وعرف السودان منافذ أو موانئ كان يطل منها علي العالم الخارجي سواء في نشاطه التجاري أو غيره ، من أهم تلك الموانئ عيذاب التي تقع في حلايب الحالية و كانت منفذ ممالك النوبة إلي بلاد الحجاز واليمن ومكة. وصفها الرحالة والمؤرخون العرب مثل : ابن بطوطة في مؤلفه " تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، 779 ه- 1377م" ، والمقريزي في مؤلفه " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، 1445 م" ، وناصر خسرو في كتاب " سفرنامة ، 481 ه – 1088 م" ، وأحمد بن إسحاق " اليعقوبي" في مؤلفه تاريخ اليعقوبي، على سبيل المثال: وصف اليعقوبي ميناء عيذاب بقوله : "عيذاب ساحل البحر المالح (البحر الأحمر)، يركب الناس منه إلي مكة والحجاز واليمن ويأتيه التجار فيحملون التبر والعاج وغير ذلك في المراكب". كما أشار ابن بطوطة إلي صيد اللؤلؤ فيها. كانت عيذاب تربط موانئ اليمن مع الهند والبحر المتوسط وأهم موانئ الحجاج إلى مكة لمدة أربعة قرون من القرن العاشر وحتى القرن الرابع عشر الميلادي بعد أن أغلق الصليبيون الحج عن طريق الشام. تقع عيذاب على بعد 23 كلم شمال حلايب السودانية التي احتلتها مصر، وهي من المناطق التاريخية والأثرية والثقافية العالمية والغنية بثرواتها المعدنية النادرة. ثم جاءت ميناء سواكن وبعدها بورتسودان بعد أن تدهورت عيذاب بعد استعادة ميناء جدة نشاطه، وفتح طريق سيناء، وانعدام الأمن فيها بسبب النزاع الذي نشب بين قبائل المنطقة وكثرة الاعتداءات على القوافل. "راجع مصطفى محمد مسعد : المكتبة السودانية العربية، وللمزيد من التفاصيل عن عيذاب راجع: بشير ابراهيم: عيذاب وحياته الدينية والأدبية في مجلة الدراسات السودانية مجلد (5) يوليو 1979م ". كما تتميز حلايب وشلاتين وأبورماد بتنوعها التاريخي والطبيعي الغني، وتتمتع بثروات معدنية نادرة، اضافة لموقع حلايب السياحي على ساحل البحر الأحمر، وتسكنها قبائل سودانية أغلبها من البشاريين والعبابدة، الخ، وكان لحلايب نائب في البرلمان السوداني حتى آخر الانتخابات في فترة الديمقراطية الثالثة. ٣ كما أوضحنا سابقا، أن من أهداف الحرب اللعينة الجارية حاليا نهب ثروات وأراضي البلاد، من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، ومن ضمن ذلك الصراع من أجل الاستحواذ على المعادن النفيسة التي تم اكتشافها في مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد، علما بأن البرهان لا يملك الشرعية لضمها لمصر، ولن يعترف شعب السودان بذلك، مما يتطلب أوسع حراك جماهيري لوقف نهب ثروات واراضي بلادنا، والتمسك بالسيادة الوطنية و سودانية حلايب وشلاتين وأبورماد، ووحدة البلاد شعبا وارضا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة