السودانيين الشردتهم الحرب وخلتهم يركبوا دروب اللجوء نفسياً والله ما بخير.. الوجوه باينة فيها الحيرة والعيون مليانة توهان والخوف من المجهول مسيطر على كل زول. الواحد لمن يحكي قصتو كأنو بيحكي حلم مزعج ولا كابوس ما بيفك منو والدهشة راكبة في كلامو (معقول دا الحصل لينا ..؟) الحزن ضغط على صدورهم ضغطة تقيلة يخلي الصوت متقطع والكلام مكسور. مواردهم خلصت أو على وشك تنتهي والرزق بقى معدوم. كتار قاعدين في مصر وبعض الدول الأفريقية معتمدين اعتماد كامل على تحويلات أولادهم وبناتهم البرة والناس ديل ذاتهم أنهكتهم المطالب الكتيرة والحوجة الدايرة من كل قريب وبعيد. شفنا أسر ما عندها حق السكن ولا اللقمة قاعدين بالكفاف أو تحت خط العوز الرجعة للبلد بقت شبه مستحيلة، خصوصاً للأسر العندها أطفال وطلاب ومرضى وكبار سن في ظل بلد فقد الأمن والشغل والتعليم والخدمات الأساسية وانعدم فيهو العلاج والنظام الصحي وقع. والهاجس الأكبر البخوفهم كل يوم هو احتمال رجوع القتال تاني بين المليشيات الكتيرة البتتكاثر صباح كل يوم ودي نار ما بتعرف ساعة ولا مكان. المعاناة دي ما بس معيشية دي نفسية وذهنية قاسية شديد. الزول السوداني البرا حاسس بالقهر والعجز مع بعض قهر من واقع ما بقدر يغيرو وعجز قدام مسؤوليات أكبر من طاقتو ودا البخلي القلوب مكسورة والروح متعبة والتوتر مسيطر والقلق ساكن. الملايين من السودانيين جوة وبرة بقولوا في سرهم (لازم في حل) والحل ما في (البل) وما بطلع من بطن الحروب العقيمة الحل في إنو الموت يقيف والخراب يتوقف والعقل يغلب والناس تتحكم بالحكمة لأنو لو الحرب استمرت ما في غير المزيد من الضياع والمزيد من التشرد والمزيد من النزيف النفسي البيدمر الروح قبل الجسد. اللهم الطف ببلادنا وأهلنا اللهم اجبر كسر قلوبنا وأعد إلينا الأمن والسلام وداوي جراح الوطن كما تداوي جراح العباد وبدل خوفنا أمناً وضيقنا فرجاً وتشردنا لمّة ووطن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة