نزوح طبيبة قصة قصيرة كتبه مالك معاذ أبو أديب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-01-2025, 10:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2025, 04:01 PM

مالك معاذ أبو أديب
<aمالك معاذ أبو أديب
تاريخ التسجيل: 07-10-2014
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نزوح طبيبة قصة قصيرة كتبه مالك معاذ أبو أديب

    04:01 PM August, 30 2025

    سودانيز اون لاين
    مالك معاذ أبو أديب-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    دويُّ المدافع لم يهدأ، وأزيزُ الرصاص لم يسكت. غمامةٌ سوداء تغطي السماء، والبيوت التي كانت تنبض بالحياة أضحت خاوية. الخرطوم، التي قضت فيها أجمل سني حياتها، لم تعد الخرطوم.

    على عجلٍ، حملت الدكتورة ولديها، وحقيبةَ ملابسٍ صغيرة، وأخرى بها أدواتها الطبية الأساسية. لم يكن بحوزتها مالٌ يكفي لمغادرة مدينةٍ منهوبة. ورغم ذلك، غادرت.

    ركبت أوّلَ حافلة، ودقات قلبها تزداد كلما تذكرت ما معها من مبلغٍ زهيد. عدَّ السائق النقود وهزّ رأسه بغضب:
    ــ "ما بتكفي."

    أرادت أن تتوسّل إليه، لكن قبل أن تفتح فمها، أنزلها وولديها بلا شفقة، وانطلق مسرعًا، مخلفًا وراءه غبارَ عجلاته.

    شعرت كأنها قشّةٌ في مهبِّ الريح. تحسست كرامتها التي أُهينت، وغالبت دموعها فلم تستطع.

    وقفت حائرة، وطفلاها يتشبثان بها كلما ارتفع دويُّ المدافع. لم تَمضِ دقائق حتى توقفت حافلة أخرى. هرولت نحو السائق، وناولته النقود على استحياء، وفي عينيها رجاءٌ وأمل. عدَّ النقود وقال:
    ــ "اركبي يا بتي... الله كريم."

    انطلقت بهم الحافلة، بينما أصوات الانفجارات من ورائهم تعلو، والخراب يمتد بلا نهاية. الركاب صامتون ظاهرًا، لكن دواخلهم تعجُّ بالرعب، والخوف، والتفكير في المجهول.

    وفجأةً، وجدوا حافلةً متوقفة، والناس متجمعين حول رجلٍ ممددٍ على بطانية.

    اقتربت، فإذا به السائق الأول، يتلوى ويصارع الموت. ترددت هنيهة، ثم جثت بجانبه. أخرجت حقيبتها الطبية، وشرعت تؤدي واجبها الإنساني بهمةٍ ونشاط. بدأ صدره يعلو ويهبط، وأنفاسه تنتظم، وقلبه ينبض بالحياة.

    نهض متثاقلاً، وفي عينيه جيوش الاعتذار، وقبل أن يتفوه بكلمة، كانت قد ابتعدت باتجاه الحافلة، محتضنةً ولديها بلهفةٍ وحب.

    وتحركت الحافلة... تاركةً خلفها رجلًا يعضُّ أصابع الندم، وأمامها طريقٌ يفترس كلَّ شيء، إلا الرحمةَ التي ما زالت في بعض القلوب























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de