بعد أكثر من خمسمائة يوم من الحصار الشديد، تكشف لنا مدينة الفاشر السودانية قصة حزينة مؤلمة. أطفال يتحملون وطأة جوع قاسٍ، وأسر كاملة تتعرض للنزوح، وعنف يهدد كل روح تسير في الشوارع. ولعل المفارقة الأكثر إيلامًا هي أن هذه المأساة تستمر تحت طبقة سميكة من الصمت الدولي، وكأن العالم قد تناسى الفاشر وأناسها.
لكن لماذا كل هذا الصمت والتخلي؟ التقارير تشير إلى أن هناك مصالح حلفاء إقليميين وبتاتينود ضخمة تغدق من شركات مختلفة، وتلك الطرق المعقدة لشراء "الضمائر" المنسية عبر شركات العلاقات العامة، هي التي ساهمت في تعقيد الوضع أكثر. الكارثة التي يعاني منها أهل الفاشر تعكس مباشرة سياسات ودعم لوجستي تصل من جهات خارجية، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تم توجيه أصابع الاتهام نحوها بجلب مرتزقة من كل حدب وصوب. ومن الأسماء التي تبرز في هذا السياق، نجد مقاتلين كولومبيين يعملون كمقاتلين ومدربين في أربع ولايات بدارفور، ويتعاونون مع شركات غربية وإسرائيلية، وكل ذلك بدعم إماراتي.
على الرغم من الأدلة التي تثبت هذه التدخلات، يبدو أن العالم اختار تناسيها، مما يجعل تلك البلدان شريكة في تزايد الأزمة الإنسانية. وبهذا، فإن المبادئ التي وضعتها الأمم المتحدة وبروتوكولات جنيف لحماية الإنسان في أوقات النزاع تُكتب على الورق فقط.
لكن ما يؤخذ في الحسبان هو طبيعة الشعب السوداني الأصيل. إنهم يسكنون في قلوبهم حب متجذر للحرية والكرامة، ويرفضون بشدة الوجود الأجنبي على أرضهم. وقوة هذا الشعب في الصمود والتضحية من أجل استعادة كرامتهم ووطنهم هي دليل على حبهم العميق وعراقتهم، مهما طالت المعاناة.
يومًا بعد يوم، يثبت الشعب السوداني قدرته على تغيير مجرى الأحداث لصالح وطنهم. إن الرهانات التي تعتمد على فرض حكومة عميلة أو تقسيم السودان ستفشل حتمًا. فبفضل نقاء هذه الأرض وعزيمة هذا الشعب، ستبقى كل المؤامرات في مهب الريح، وسينتصر الحق والكرامة في النهاية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة