لم أكن متمحساً للكتابة عن كتاب" بخت الرضا .. الاستعمار والتعليم" لمؤلفه أ.د عبدالله على ابراهيم حتى لايقول البعض الناس في شنو وانت في شنو، لكنني بعد أن قرأته اكتشفت أنه لصيق الصلة بالأزمة الحالية في السودان. الكتاب يتناول مسألة الطلاق بين المدرسة الحديثة التي خلفها الاستعار البريطاني وثقافة المجتمع السوداني وكيف أنها تسببت في تشكيل متعلمين لايهمهم سوى الحصول على الوظيفة وظلوا بمعزل عن مجتمعهم السوداني. وصف البروفسير عبدالله الحروب الدائرة وسط السودانيين بانها حروب متعلمين وان التعليم الحديث خلا من البركة وأن الاستعمار قصد ترييف التعليم بمعزل عن موروثات السودان الثقافية. إورد البروفسير عبدالله قول البروفسير عبدالله الطيب أن العلم المتحصل من الانجليز وقاعدته المدرسة الأولية في بحت الرضا يعاني من حالة خلوه من البركة، واشار إلى ظاهرة التشرد الروحي وسط بعض الشباب. خصص المؤلف مقاله عن همشكوريب في الكتاب حول حيات البحر المتخاصمة التي جاءت في رؤية للشيخ على بيتاي ووصفها بانها مجاز بليغ لكن لم يخطر على باله ان يتحول المجاز إلى حقيقة وان الحيات المتخاصمة ستطبق على همشكوريب وهي تنهش بعضها بعضاً فوق ثراها القراني وتشهد همشكوريب في عام 2007م حشود عسكرية متباغضة. أورد المؤلف رؤية أخرى للشيخ على بيتاي حول النزاع على كراسي السلطان ورأى في المنام بئر تراصت عند حافتها الكراسي بعضها فوق بعض حتى تراجفت وما من رئيس يجلس على الكرسي إلا وينهار بدوي يوقظ الشيخ بيتاي من النوم. أقف عند هذا الحد المخل بالتفاصيل المهمة التي جاءت في الكتاب لأقول أن رؤى الشيخ على بيتاي حول صراع حيات البحر المتخاصة و بشان كراسي الحكم مازالت ماثلة في الواقع المأزووم الذي مازال يهدد أمن وسلام واستقرار ووحدة السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة