أيها الرئيس ترامب، أنت القائد الوحيد القادر على منع نتنياهو من ارتكاب إبادة أخرى في غزة. العالم أجمع يراقب. لا تسمح لنفسك بأن تصبح شريكًا في قتل آلاف النساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء، وفي تدمير ما تبقى من غزة تدميرًا شاملًا.
بينما أكتب هذا المقال، يتجه الجيش الإسرائيلي نحو غزة لتدمير ما تبقى بعد 22 شهرًا من حرب لا هوادة فيها قتلت أكثر من 60 ألف فلسطيني ودمرت 80% من بنيتها التحتية. إن وصف هذا بأنه تصرف غير مقبول هو أقل من الحقيقة. يجب على العالم أجمع أن ينتبه لهذه الكارثة المتكشفة التي تُعادل إبادة جماعية ثانية ضد الفلسطينيين. حكومة نتنياهو لا تُخفي جرائمها ضد الإنسانية. صرّح إيلي كوهين، الوزير في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، باستخفاف: “يجب أن تكون مدينة غزة نفسها تمامًا مثل رفح التي حوّلناها إلى مدينة خراب”.
على العالم أجمع أن يهبَّ ويتحرك بكل ما أوتي من قوة لوقف هجوم نتنياهو الكارثي الجديد. ترامب، أكثر من أي زعيم عالمي آخر يملك القدرة على مطالبة نتنياهو بوقف مجزرته الثانية التي ستقتل آلاف النساء والأطفال الفلسطينيين وتشرد مئات الآلاف، مما يجعل غزة غير صالحة للسكن.
يجب أن يتذكر ترامب أنه إن لم يتحرك فورًا، فنظرًا لقوته وقدرته على وقف الهجوم الإسرائيلي الجديد، سيحكم عليه التاريخ بأنه شريك في الإبادة الجماعية التي ستحدث لا محالة، لأن الولايات المتحدة تُزوّد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة اللازمة لقتل الفلسطينيين.
يجب على الرئيس ترامب أيضًا أن يتذكر أنه حتى لو نجحت إسرائيل في حملتها الرامية إلى التطهير العرقي الشامل في غزة، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيدخل مرحلة جديدة من العنف لا يُسبر غورها في نطاقها وتداعياتها الكارثية. لن يُقضى على حماس كحركة مهما فعلت إسرائيل، بل ستنتشر حركات راديكالية جديدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وستزعزع استقرار المنطقة بأسرها إلى مستوى غير مسبوق. وبدلاً من إبرام اتفاقيات سلام جديدة، سيواجه ترامب صراعات جديدة مستعرة وعنيفة ستكون خارجة عن سيطرته.
هذا هو الوقت الذي ستكون فيه قيادة ترامب بالغة الأهمية. لا وقت لدينا لنضيّعه. قد يبدو الأمر مُبسّطًا للغاية، لكن في الواقع لن يتطلب الأمر سوى مكالمة هاتفية مع نتنياهو لمطالبته بوقف هجومه فورًا. هذه قضية إنسانية بالغة الأهمية. حتى أشدّ مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة سيفهمون أن أمريكا لا تزال تتحمل التزامًا أخلاقيًا لا يمكنها التنازل عنه، حتى عندما يتعلق الأمر بحليف وثيق. فبدلًا من مساعدة نتنياهو الجزّار، سيبرز ترامب كرجل دولة ارتقى إلى مستوى نداء الساعة.
وإذا كان ترامب لا يزال يحلم بنيل جائزة نوبل للسلام، فعليه ألا يكتفي بوقف الهجوم الإسرائيلي الإبادي الجديد، بل أن يدفع أيضًا نحو إنهاء الحرب في غزة، وأن يطالب نتنياهو باستراتيجية خروج، وأن يعمل على إيجاد حلّ دائم للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة