بين النوايا والنتائج: تعقيب على مقال الأستاذ تاج السر عثمان كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-26-2025, 11:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2025, 02:23 PM

عاطِف عبدالله قسم السيد
<aعاطِف عبدالله قسم السيد
تاريخ التسجيل: 09-13-2022
مجموع المشاركات: 46

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين النوايا والنتائج: تعقيب على مقال الأستاذ تاج السر عثمان كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

    02:23 PM August, 25 2025

    سودانيز اون لاين
    عاطِف عبدالله قسم السيد-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر





    اطلعت على مقال الأستاذ تاج السر عثمان بابو الذي خصّصه للرد على ما كتبت حول مواقف الحزب الشيوعي من التجربة الانتقالية. ونظراً لأن المقال تضمن اتهامات مباشرة وصلت حد الاتهام بالكذب والافتراء، أرى أنه من المهم توضيح موقفي بوضوح ودون لبس.

    أولاً: حول لغة الاتهام
    ليس من شيمي ولا من طبعي اللجوء إلى الكذب أو الافتراء. ومن المؤسف أن يبدأ نقاش سياسي بلغة اتهامية تهدم أي أساس لاحترام متبادل، وهو ما أحرص على تجنبه، خاصة تجاه الأستاذ تاج السر، الذي تجمعني به علاقة تقدير واحترام.

    ما أطرحه هو اجتهاد سياسي وفكري مبني على قراءة للتجربة، قد يصيب أو يخطئ، لكنه لا ينطلق من سوء نية. تحويل النقاش إلى معركة اتهامات شخصية لا يخدم الحقيقة، ولا يفيد الحزب الذي ننتمي إليه جميعاً. ما أطرحه هو ثمرة ما تعلمناه داخل الحزب من ممارسة النقد والنقد الذاتي كمنهج للتطور الفكري والسياسي. لذلك، أرجو أن يُدار النقاش بعيداً عن لغة الاتهام المسبق، ليظل مثمراً ومفيداً.

    ثانياً: جوهر الخلاف
    الأستاذ تاج السر ركّز في مقاله على أخطاء الفترة الانتقالية، وكأن الخلاف بيننا محصور في تقييم تلك الحكومة. لكن جوهر النقاش أكبر من ذلك: الحزب الشيوعي حين غادر قوى الحرية والتغيير ورفع شعار إسقاط الحكومة، وجد نفسه عملياً في نفس الخندق مع قوى الثورة المضادة، التي كانت تعمل ليلاً ونهاراً لإسقاط الحكومة.

    قد تختلف الدوافع، لكن النتيجة واحدة: إضعاف الحاضنة المدنية، وتمهيد الطريق أمام انقلاب 25 أكتوبر. السياسة لا تُقاس بالنوايا، بل بالنتائج، ونتائج ذلك الموقف كانت كارثية على الثورة.

    ثالثاً: خلط المبدأ بالتكتيك
    التمسك بالمبادئ وحده لا يكفي لتبرير خط سياسي خاطئ. المبادئ الكبرى كالحرية والعدالة تظل ثوابت، بينما الأدوات والتكتيكات متغيرة. حين يقود التكتيك - مهما بدا مبدئياً - إلى خدمة العسكر والفلول، يتحوّل إلى عائق أمام الثورة لا نصيراً لها. التشبث بخطأ بدعوى المبدئية يحوّل التكتيك إلى عقيدة جامدة.

    رابعاً: إسقاط الحكومة والحرب
    الأستاذ تاج السر يسعى لتحميل الحكومة الانتقالية مسؤولية الحرب الراهنة، وتبرئة الحزب. هذا تبسيط مخل. صحيح أن الحكومة أخطأت، وحاضنتها أخطأت أكثر، لكن الحرب لم تنشأ بسبب تلك الأخطاء، بل نتيجة صراع دموي بين مراكز القوى في النظام القديم: الجيش ومليشيا الدعم السريع.

    السؤال هنا: ماذا فعل الحزب الشيوعي لمنع ذلك؟ الواقع أن خروجه من الحاضنة المدنية وانصرافه إلى تحالفات صغيرة بلا وزن ساهم في تفريغ الساحة من مقاومة سياسية منظمة، وهيأ المناخ للانقلاب الذي فتح الطريق للحرب. تجاهل هذه الحقيقة لا يلغيها.

    الخاتمة
    الحكومة الانتقالية تتحمل أخطاءها، وقوى الحرية والتغيير تتحمل مسؤولية ترهلها وتنازعها، لكن الحزب الشيوعي أيضاً يتحمل نصيبه من المسؤولية عن إضعاف الحاضنة المدنية بخطابه العدمي. كان بالإمكان البقاء داخل الحاضنة وممارسة النقد بصرامة، لكنه اختار هدم البيت المدني على ساكنيه. ومن استفاد من ذلك؟ الفلول والعسكر، لا غير.

    السؤال الموضوعي الذي ينبغي أن نطرحه: ما هي النتيجة العملية لخط الحزب في تلك الفترة؟ هل عزز قوى الثورة أم أضعفها؟ وعند الدعوة لإسقاط الحكومة الانتقالية، ما هو البديل المتوقع؟ هل كان يُعتقد أن السلطة ستسلم للحزب الشيوعي أو للتحالف الجذري، أم أنها ستقع في قبضة المؤتمر الوطني؟

    الأستاذ تاج السر، الطريق للخروج من المأزق لا يكمن في تبادل الاتهامات، بل في الاعتراف بالأخطاء المشتركة، والتواضع أمام دروس الماضي، والعمل الجاد لبناء جبهة مدنية واسعة قادرة على وقف الحرب، وتمهيد الطريق لتحول ديمقراطي حقيقي.

    إنكار الحقائق، وتبرئة الذات، وإلقاء اللوم على الآخرين، لن يخرجنا من الأزمة. الطريق يبدأ بالاعتراف بالمسؤولية المشتركة، بعيداً عن المزايدات الشعاراتية.

    في النهاية، خلافنا ليس شخصياً ولا حول المبادئ الكبرى، بل حول قراءة التجربة واستخلاص الدروس. وما أطرحه هنا هو قناعة شخصية تهدف لفهم ما جرى، حتى لا يتكرر الأسوأ. الواقع يجيب بوضوح، وغالباً أقسى من أي تبرير نظري.

    _______________________________________________
    عاطِف عبدالله قسم السيد Atif Abdalla Gassime El-Siyd























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de