كتاب البيوت نبض ذاكرة النساء إشراف وتنسيق د. إشراقة مصطفى حامد يوثق لذاكرة نسوية جمعية رغم ان البيت ايضاً جزء من ذاكرة الرجال إلا أن علاقته بالنساء أكثر إرتباطاً. اخترت من النساء المشاركات في الكتابة بالكتاب الكاتبات السودانيات اللاتي تعرضن لحالات من الفقد والتهجير القسري من بيوتهن لمنح الإحساس بالانتماء وأرشفة لذاكرة الأجيال القادمة لإحياء الأمل في العودة وإعادة الإعمار.
سوزان حسين كتبت بيت امي الكردفاني قالت فيه : كان منزلي لا كان عالمي الذي تركته خلفي، وتذكرت أمها التي كانت تردد مع الفنان محمد الأمين أغنيتها المفضلة همس الشوق : ياريتني أقدر أقول فيك الكلام المابنكتب. في بيت الحكومة كتبت فاطمة عثمان : كان أبي ومازال من الرجال الذين يسعون لنشر ثقافة السلام بين الناس وقد علق على جدار غرفته لوحة كتب فيها "دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني" وهي من عبارات المسيح وعندما سأله البعض كيف يكتب هذه العبارة وهو مسلم قال نحن المسلمون نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسلة. د.غادة مطر كتبت ضل الضحى قالت فيها أحياناً أشتاق للبيت هنا .. هذا البيت الذي جمعنا في أفراح وأحزان كثيرة إلى ان تقول : نحن مانزال نكتوي بحكم العسكر بقوة السلاح وما زلنا نعاني من الفقر والجهل والمرض وأطفالنا الذين خرجوا مجبرين من بيوتهم تبعثروا في البلاد العربية والافريقية لايجدون قوت يومهم. رماد بيتنا كتبته منى مالك ادم احمد الزبير قالت فيه : بيتنا الذي كان جميلاً وهادئاً الان اصبح لا وجود له بعد ان أحرقته الحرب وشردتنا ، غير أنني اعرف تماماً ليس هناك أكثر اماناً من بيتي. أما زينب صالح ادم شين كتبت : لقد باغتتنا الحرب وأصبح بيتنا خراباً، تشتتنا اصبحنا بلا مأوى .. انا لاجئة في غرفة تكاد تخنقني من ضيقها .. أصبحنا خاوين كل الذي بنيناه اندثر .. حتى كرنك حبوبة الأمان انتهى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة