ما يفعله البرهان اليوم مع الحركات المسلحة فعلها البشير من قبل يحصد السودانيون الآن سياسات التمليش وفق نموذج قوات الدعم السريع الذي أورد البلاد إلى الهلاك هذا الوضع الشائك يثير المخاوف من مصير هذه المجموعات بل ومصير البلاد ككل. اتمنى ان نجد الحلول الحقيقية في هذا البحث يحيى أبنعوف تاريخ الجيش السوداني والحروب العالمية: للجيش السوداني تاريخ طويل بدأ منذ العصور القديمة، وتطور عبر الاحتلالات المختلفة حتى أصبح مؤسسة وطنية قوية. كان له دور في الحربين العالميتين ضمن القوات البريطانية، كما شارك في الحروب الداخلية . يعود تاريخ الجيش السوداني إلى العصور القديمة، حيث كان السودان جزءًا من ممالك قوية مثل مملكة كوش ومروي، التي امتلكت قوات عسكرية قوية واجهت الإمبراطورية المصرية والفارسية والرومانية. أما في العصر الحديث، فقد بدأ تكوين الجيش السوداني بشكل رسمي خلال فترة الحكم التركي (1821-1885)، حيث تم تجنيد السودانيين في الجيش العثماني . لاحقًا، خلال الثورة المهدية (1881-1898)، اعتمد جيش المهدي على المجاهدين والمقاتلين التقليديين. مع دخول الحكم البريطاني (1899-1956)، أُعيد تنظيم الجيش السوداني تحت اسم "قوة دفاع السودان"، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية مع القوات البريطانية ضد المحور. وبعد الاستقلال عام 1956، تم تأسيس القوات المسلحة السودانية رسميا، وأصبح لها دور محوري في تاريخ السودان الحديث. دور الجيش السوداني في الحروب العالمية: 1. الحرب العالمية الأولى (1914-1918) لم يكن السودان دولة مستقلة آنذاك، بل كان تحت الاستعمار البريطاني، ولذلك لم يكن له جيش وطني مستقل.
ونحن هنا نرجع الى فتره زمنيه في هذا الكتاب “الجيش السوداني والسياسة” للباحث في الشؤون العسكرية العميد عصام الدين ميرغني (أحد مؤسسي المعارضة السياسية العسكرية لنظام حكم الجبهة القومية الإسلامية) يسلط الضوء في كتابه الجيش السوداني والسياسة على فترة زمنية تمتد لقرن كامل، تبدأ من قبل تكوين “قوة دفاع السودان” التي أنشئت في العام 1925، ثم إعلان “الجيش السوداني” في يناير 1954، وأخيرا “القوات المسلحة السودانية” حتى يومنا هذا. ورأى ميرغني أن خلال معظم هذه الحقب الزمنية كان الجيش السوداني في صدارة الأحداث السياسية التي صاغت تاريخ السودان الحديث، لافتا إلى أن هدف الكتاب بحث الجذور التاريخية لدخول الجيش السوداني أسوار السياسة، ورصد العوامل والمؤثرات التي قادت إلى تدخله بصورة متتالية، وإسقاطه للسلطة المدنية الديمقراطية، ليصبح السودان على إثرها من أكثر الدول الأفريقية هيمنة وحكما تحت ظل الأنظمة العسكرية الدكتاتورية. كما يغطي الكتاب الذي يأتي في جزأين جذور وتمدد العمل السياسي داخل القوات المسلحة السودانية في محاولة لرصد معظم الأحداث السياسية العسكرية التي حفرت خطوطها على وجه السودان، وفي الجزء الثاني يتوقف عند تجربة المعارضة السياسية ـ العسكرية في مقاومة الأنظمة العسكرية الشمولية في السودان. تناول ميرغني في كتابه تغلغل جماعة الإخوان المسلمين (الجبهة القومية الإسلامية) داخل الجيش السوداني منذ العام 1949، وخصص الكثير من فصوله لإستراتيجية اختراقهم للجيش وبناء جيش عسكري إسلامي، وانقضاضهم على كل شيء لتأمين سلطتهم، راصدا بالأسماء القيادات التي كانت تتبع التنظيم منذ نشأتها وحتى الاستيلاء على السلطة عام 1989 بقيادة عمر حسن أحمد البشير وقيامها بعد ذلك بأخونة القوات المسلحة السودانية وطرد وإعفاء عناصرها غير المنتمية إليها، وتصديها لحركة مارس 1990 ثم ارتكابها مذبحة 1990 بإعدام الكثير من الضباط وصف ضباط بمباركة عناصرها الحاكمة ممثلة في البشير وقيادات الجيش الجدد. خلال معظم هذه الحقب الزمنية كان الجيش السوداني في صدارة الأحداث السياسية التي صاغت تاريخ السودان الحديث يتتبع ميرغني ولادة حركة الإخوان المسلمين في السودان حينما لجأ الضابط الأخواني أبوالمكارم عبدالحي إلى السودان هاربا من ثورة يوليو 1952 في مصر وملاحقتها لعناصر الحركة، وكان أبوالمكارم هو المسؤول عن الجهاز الخاص للحركة في مصر، وهو الجهاز المسؤول عن العمل السري داخل الجيش والشرطة، وبالتالي انتقلت الأسرار والتجربة كاملة إلى السودان، لتكوين البناء القاعدي في تعامل حركة الإخوان المسلمين السودانية مع الجيش وفي أسلوب العمل السري والتخطيط للوصول إلى السلطة لحقب لاحقة. ويلفت إلى أن أول محاولة جادة لدخول الإخوان ممر السلطة عبر الجيش السوداني كانت في عام 1959، حيث استطاع الرشيد الطاهر بكر، المراقب العام للإخوان المسلمين آنذاك، خلق صلات حميمة مع بعض ضباط الجيش العاملين في القيادة الشرقية بمدينة القضارف، وفتح معهم مشروع تحالف للإطاحة بحكم الفريق إبراهيم عبود، والاستيلاء على السلطة، وعرفت تلك المحاولة بانقلاب التاسع من نوفمبر 1959، أو انقلاب المقدم علي حامد، وقد أجهضت قبل التنفيذ، وحكم بعدها بإعدام خمسة من الضباط وأرسل الرشيد الطاهر بكر إلى السجن محكوما عليه بخمس سنوات. وتنصلت حركة الإخوان المسلمين من مسؤولية انقلاب التاسع من نوفمبر 1959، رغم أنها أقامت صلاة الغائب على أرواح الضباط الذين تم إعدامهم وتظاهرت أثناء الدفن. ويؤكد ميرغني أن حركة الإخوان المسلمين السودانية قد انصب كل جهدها في بناء قواعد انتشارها منذ الخمسينات وسط الحركة الطلابية في المدارس الابتدائية والثانوية، ليقوى ذلك الانتشار ويتعزز في جامعة الخرطوم فيما بعد. وطوال فترتي الستينات والسبعينات اعتمد الجيش السوداني بصورة أساسية على تجنيد الطلاب الحربيين بعد إكمالهم للدراسة الثانوية، وتقلص التجنيد للكلية من مراحل تعليمية أدنى، أو من صف الضباط. كان هناك العديد من الضباط ذوي الميول الإخوانية منذ فترة الدراسة، ولم تتفطن لهم قيادة الجيش في بداية خدمتهم، وقد ظهر ذلك واضحا في ظهورهم كمتقاعدين عاملين تمت إعادة استيعابهم في تنظيمات الجبهة الإسلامية بعد العام 1985. ويرى أن الإخوان المسلمين استوعبوا فشل محاولتهم الانقلاب على النظام المايوي (1969 ـ 1977) وفشل تجربة المعارضة الخارجية المسلحة، وضرورة مصالحة النظام قبل كل الأطراف الأخرى المكونة لـ”الجبهة الوطنية”، فكانوا هم أول من أرسل مذكرة من داخل سجن كوبر في عام 1977، طالبين المصالحة والانخراط في النظام المايوي. تحقق لهم ذلك في السابع من يوليو 1977 حينما وقع الصادق المهدي رئيس الجبهة الوطنية المعارضة اتفاقية المصالحة الوطنية في مدينة بورتسودان. وتركز كل جهدهم بعد المصالحة على العمل التنظيمي، وهي البداية الحقيقية للعمل التنظيمي السري الجاد في الحركة الطلابية، رصيدهم الوحيد حتى ذلك الوقت، وامتد نشاطهم السري إلى كل القطاعات الأخرى بما فيها القوات المسلحة وأجهزة الأمن. يقول القيادي الإخواني الراحل حسن الترابي “أما بعد المصالحة في العام 1977 فقد حدثت نهضة تنظيمية شاملة اعتبارا بتجارب فترة الجهاد، واستيعابا لمحصولها في امتدادات العمل الاجتماعي والاقتصادي والأمني والخارجي ونحو ذلك، واستمرت هذه النهضة أعواما فأحدثت تحولا”. ساعد حركة الإخوان على الانطلاق التنظيمي والانتشار، القدرات المالية الكبيرة التي توفرت لها خلال فترة العمل الخارجي والاستثمارات التجارية الرابحة التي قامت بها كوادر التنظيم خاصة في السعودية ومنطقة الخليج. ويشير ميرغني إلى أن الترابي وضع إستراتيجيته لبناء التنظيم على أربع ركائز حركية: الانتشار والاختراق والاحتلال والاستيلاء. وتحركت الحركة في أربعة محاور رئيسية، هي المجال الاقتصادي، الحركة الطلابية، الإعلام والنشر، والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. حركة الإخوان نجحت في خلق كل الظروف المؤاتية لبناء وانتشار التنظيم السياسي والعسكري للحركة حيث وصلت كوادره القيادية إلى مراكز اتخاذ القرار ويقول “تجمع كل المصادر على أن البداية الجادة لبناء تنظيم عسكري فاعل لحركة الإخوان المسلمين داخل القوات المسلحة كانت بعد العام 1980، وإن أول مسؤول عسكري للتنظيم تم تعيينه بعد ذلك التاريخ هو المقدم طيار مختار محمدين، الذي قتل وهو برتبة عقيد عندما تحطمت طائرته في مدينة الناصر بأعلى النيل في نهاية العام 1988. وتجمع المصادر أيضا على أن تجنيد العقيد طيار محمدين قد تم بواسطة راشد عبدالرحيم، وهو أحد كوادر الإخوان العاملين في حقل الصحافة، ويمت بصلة قرابة مباشرة لمختار محمدين. بدأ المقدم مختار محمدين حملة تجنيد سرية في القوات المسلحة الجوية، وقد ذكر لي العقيد طيار مصطفى الدويحي أنه كان في مهمة رسمية إلى ألمانيا في مطلع الثمانينات وبصحبته مختار محمدين، وقد حاول الأخير جاهدا تجنيده لتنظيم الإسلاميين، لكنه رفض محاولته متمسكا بقومية الانتماء إلى القوات المسلحة. وكان العقيد مهندس جوي عبدالرحيم محمد حسين هو الساعد الأيمن لمختار محمدين في التنظيم، وقد تمكنا معا من بناء قاعدة جيدة للإخوان داخل القوات الجوية، ويظهر ذلك بوضوح في عدد المشاركين من الضباط الفنيين بالقوات الجوية في انقلاب الثلاثين من يونيو 1989”. ويكشف أن الرجل الثاني في التنظيم والذي قام بجهود كبيرة في بناء التنظيم العسكري السري، وكلف بمهام حيوية قبل الانقلاب، هو العميد كمال علي مختار، وهو كادر ملتزم في جماعة الإخوان منذ فترة دراسته في مدرسة دنقلا الثانوية، لكنه حجب تلك المعلومات بإظهاره للقومية المطلقة للقوات المسلحة، وتطبيق أقصى درجات السرية والحذر في تحركاته ونشاطه التنظيمي. وفي نهاية السبعينات أوفد مختار إلى منطقة الخليج معارا للعمل في جيش دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت تلك الفترة هي المرحلة الذهبية لعمل تنظيم الإخوان في مناطق الخليج العربي والسعودية، وقد استثمرت بذكاء لتطوير العمل التنظيمي السري وبناء القدرات الاقتصادية، قام مختار في فترة عمله بالإمارات بتجنيد كوادر عديدة للتنظيم، وقد عاونه بصورة مباشرة المقدم عمر حسن البشير الذي كان أيضا معارا للجيش الإمارات في تلك الفترة.
ويلفت ميرغني إلى أن عمر حسن البشير قائد انقلاب الجبهة القومية الإسلامية ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني 1989، بعد الخلاف والانقسام الذي نشب داخل أروقة الجبهة الإسلامية في ديسمبر 1999 بين حسن الترابي والمجموعة التي يقودها علي عثمان محمد طه (الذي ربطته علاقة مع البشير منذ كانا معا بمدرسة الخرطوم الثانوية والذي كان على قائمة الإخوان في انتخابات اتحاد طلاب المدرسة وفاز برئاسته). وكشف البشير في مؤتمر صحفي عقد بمقر حزب المؤتمر الوطني ـ حزب الجبهة الإسلامية الحاكم ـ مساء الرابع عشر من ديسمبر 1999 عن حقيقة انتمائه الذي ظل ينكره طوال عشر سنوات وهو رئيس لنظام جبهة الإنقاذ “يونيو 1989 ـ ديسمبر 1999” . ويقول ميرغني في كتابه “كشف الفريق عمر البشير رئيس الجمهورية السودانية وبصورة واضحة أنه انخرط في صفوف الحركة الإسلامية منذ كان طالبا بالسنة الأولى في المرحلة الثانوية. وقال إن الاستيلاء على السلطة في الثلاثين من يونيو 1989 تم بأمر من قيادة الجبهة الإسلامية. الجيش السوداني في صدارة الأحداث السياسية ويوضح أن في العام 1983 نجحت حركة الإخوان في خلق كل الظروف المؤاتية لبناء وانتشار التنظيم السياسي والعسكري للحركة، حيث وصلت كوادر الإخوان القيادية إلى مراكز اتخاذ القرار في الوزارات والأجهزة السيادية للنظام المايوي، وبذلك أتيحت لهم الفرصة لمعرفة كل أسرار الدولة والحصول على أدق التفاصيل والتمرس في أسلوب إدارة الحكم. تمكنت الحركة من احتواء النظام المايوي المواجه بالفشل في سياساته والمعارضة الداخلية والخارجية المتصاعدة، ودفعه إلى الاحتماء خلف قوانين قمعية متدثرة بالإسلام صاغتها كوادر الإخوان، وسميت مجازا بقوانين الشريعة الإسلامية.. تصاعدت حمى الاتجار بالدين، ووقف على رأس دعاتها الرئيس جعفر نميري الذي بايعه الإخوان “إماما للمسلمين”. أخذت الخدمة المدنية ومؤسسات المجتمع المدني نصيبا وافرا من تلك السياسات الجديدة، فأقصيت القيادات ذات التوجه الليبرالي والعلماني، ودخل السودان في المراحل قبل النهائية لعصر الانحطاط والعودة إلى القرون الوسطى، والتي ستكمل فيما بعد عند حقبة التسعينات. ويرى أن نصيب القوات المسلحة السودانية كان أكبر، ويصب معظمه لصالح حركة الإخوان، لوحقت القيادات العسكرية العليا، وجلد الضباط علنا، وانفتحت أسوار الوحدات العسكرية للدعاة والمبشرين من كوادر الإخوان، ولمن هم على شاكلتهم من دعاة الهوس الديني، لإلقاء محاضرات وعقد دورات دينية تحت مسمى الوعظ والإرشاد الديني والتوجيه المعنوي.. كان الأمر المثير للدهشة أن يرغم عدد كبير من جنود القوات المسلحة وهم من ذوي الديانات المسيحية وعبدة الأرواح من أبناء جنوب السودان ومنطقة جبال النوبة، على حضور المحاضرات قسرا.. أما قيادات القوات المسلحة التي أمسكت بوصيا القيادة الرشيدة التي اختطها “الإمام النميري” فقد كانت في غيبوبة.
ويكشف ميرغني أن أكبر إنجازات حركة الإخوان جاءت من رافدها، ومؤسستها الملتزمة التي تسيطر عليها، والمسمى “المركز الإسلامي الأفريقي”، فقد تم التخطيط للاستفادة القصوى منه إثر اختراها لفرع التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، والذي ركب الموجة الدينية، فقام بتخطيط الدورات المطلوبة في الإرشاد والتوجيه الديني، ودفع فرع شؤون الضباط إلى إرسال الضباط بصور منتظمة لحضور دورات المركز. كانت حجة فرع التوجيه المعنوي هي أن تستفيد القوات المسلحة من تأهيل أولئك الضباط في نشر الوعي والالتزام الديني تمشيا مع التوجه الإسلامي للدولة.. بدأت تلك الدورات عام 1983 واستمرت حتى وقوع انقلاب الجبهة الإسلامية في الثلاثين من يونيو 1989، ورجح أنها مستمرة حتى الآن. وقد كانت دورات المركز الإسلامي الأفريقي عبارة عن خلية مفتوحة لتجنيد ضباط القوات المسلحة في صفوف حركة الإخوان، وفي الحد الأدنى كسب تعاطفهم وتأييدهم لسياساتها. ومن هنا نبدا البحث في الحلول المؤسسة العسكرية وكيف تم تحويلها الى ميليشيات وما هي الحلول الجيش السوداني (ٱي بما كانت تسمى بالمؤسسة العسكرية) اليوم لا تمتلك جنوداً ومشاة على الارض اعتمد على تشكيل المليشيات شعبية أصبح الجيش عبارة عن قبيلة كبيرة من ضباط الحركة اللاسلامية المنتفخين أجسادًا وجيوبًا. نعم المؤسسة العسكرية اعتمدت على قوات الدعم السريع كمشاة للجيش السوداني ولسنوات طوال ، وأصبح الجيش عبارة عن قبيلة كبيرة من ضباط الحركة اللاسلامية المنتفخين أجسادًا وجيوبًا دون أن يمتلكوا (مشاة) تحت إمرتهم ، ثم أن هؤلاء الضباط قد أوكلوا حراسة المعسكرات والقواعد والمناوبات عليها للدعم السريع وتفرغوا لإدارة مؤسساتهم ومشاريعهم التجارية ، فصاروا رؤساء شركات وأعضاء مجالس فيها يجلسون على مكاتبهم تزينهم بذلاتهم العسكرية ، وقد نسوا العسكرية نفسها ، ولم يهتموا بالتدرب على إدارة المعارك ووضع الخطط والاستراتيجيات بقدر اهتمامهم بمضاربات الأسواق وأسعار العملات ..وكان قادة اركان الجيش يتقاسمون عضوية مجالس إدارات شركات التصنيع الحربي وجياد وبنك امدرمان الوطني وشركة زادنا وللعلم يبلغ عدد الشركات التابعة للجيش أكثرمن 200 شركة تعمل في مجالات حيوية منها (34) شركة تابعة لوزارة الدفاع تشمل (شركة الأمن الغذائي، شركة الكيماويات والخدمات التقنية الطبية المحدودة، شيكان للتأمين وإعادة التأمين، كرري للطباعة والنشر، البحرالأحمر للملاحة والخدمات، النيل الأبيض للصناعات الجلدية، بروج المحدودة، اليرموك للخدمات الصناعية المحدودة، زادنا العالمية للاستثمار المحدودة، شركة أميال للانتاج الاعلامي، ماريل الهندسية المحدودة، مركز السودان للهندسة والمعلومات، باجل المحدودة، مجمع صافات للتدريب المحدودة، مجمع جياد لصناعة الآليات الثقيلة، جياد لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة، تمود للتجارة والاستثمار، سور العالمية للاستثمار المحدودة، الشركة السورية للاسكان والتنمية المحدودة، مجمع صافات لتأهيل الطائرات المحدودة، ساسوي للطرق والجسور، الساطع للنقل والإستثمار المحدودة، زادي للتجارة والمقاولات، سباركو إنترناشونال للتنمية المحدودة، شركة نهج لأنظمة الطرق المحدودة، مجمع صافات القابضة المحدودة، جولي القابضة, فلامنجو للأعمال البحرية، رايت تراك للتقنية المحدودة، ماريا انترناشونال للأعمال المتقدمة، ساميتكس للنسيج والاستثمار المحدودة، أم سي القابضة المحدودة وغيرها من الإستثمارات ، كان من يليهم من ضباط في التسلسل الهرمي من لواءات وعمداء وقليل من العقداء يعملون ليل نهار للشراكة مع التجار في مختلف القطاعات مستفيدين من التهرب من كل ما يدفع للدولة وفقا ل (رتبتهم)... في ذلك الوقت كان العقداء والمقدمين يعملون ك موظفي علاقات عامة (يقضون الاغراض والمسائل العالقة) المشبوهين من تجار الدهب والعملة وشركات التعدين والصادرات... صغار الضباط كان عليهم العمل علي إدارة ما تبقي من الجيش وتسيير دولاب العمل اليومي بالإضافة لعملهم في تجارة العربات البوكو... كان وضباط الصف يعملون في ذلك التوقيت في الأعمال الهامشية واليوميات وقيادة الركشات وغيرها ويدفعون الرشاوي للحصول علي فرصة السفر لليمن....جميعهم استيقظوا يوم ١٥ ابريل ولم يكن لديهم أي علم عن طريقة ادارة ما يحدث خلفهم. الجيوش في اي دولة محترم تحمي الأوطان في حدود البلاد وليس داخل المدن وما هي الحروب التي خاضها الجيش السوداني من قبل وبعد الاستقلال لحماية الوطن السودان وتبريراً لوجوده.....؟ الإجابة أنَّه لم يخض ولا حرب واحدة مع عدوٍّ خارجي بل ولم يدافع عن حمي الوطن حين احتل العدو الخارجي الجيش المصري أرض الوطن فى حلايب . ماذا يفعل الجيش السودان طيلة السنين السابقة.....؟ عندما يرى مجموعة استولت على سلطة الشعب انحاز اليها وهو الحامي للسلطة والحدود. تقوم المليشيات الداعم للجيش بقتل الابرياء والمستضعفين من اهل السودان لفرض انظمة ديكتاتورية ، وهم في ذلك غير معنيين بما يسمي بالامن القومي مع الخارج لأن امنهم القومي الداخلي قد تحقق بتلك الاستراتيجية التمكينية. هذا هذه المؤسسة بعد أن شردوا أفضل عناصر الجيش السوداني وأعادوا جيش ليكون آلة لقهر وإذلال الشعب وحماية كبار المجرمين سرقوا شعبا بكامله وسرقوا تاريخا بكامله الله اكبر يقولونها في كل مناسبة ان الله بريء منهم اعتقالات وتعذيب وسجن وظلم واضطهاد مئات المفقودين الهاربين ومن دفنوا أحياء المؤتمر الوطني والجيش السودانى و جهاز الأمن و المخابرات مزقوا نسيج السودان وغرسوا غرسا نجني ثماره حنظلا وجحيما .فماذا كان يفعل طيلة السنين السابقة......؟ كان يقوم بالانقلابات على الحكومات الشرعية ثمّ يدافع عن الطغاة حتى يثور الشعب وعندما يدرك قادة الجيش أنّ خسارتهم ستكون أكبر من ربحهم إذا سندوا الطاغية، يتظاهرون بالانحياز للشعب ويمسكون بمقاليد السلطة لمدّة تعقبها فترة ديموقراطية وجيزة يعقبها انقلاب آخر. الجيش السوداني اسد على الشعب السودانية أين كان الجيش عندما أذاق قادته الحكّام الأمرّين للشعوب السودانية ولم ينحازوا له أين كانت الجيوش الموجودة من فوق الأرض ومن تحت الأرض بالدبابات وطائرات وهل حمت المواطن ...؟ وبقايا نظام تعيث في دماء الشعب فى الجنوب و النيل الازرق ودرفور تقتل وتسحل وتحرق منطقة الاعتصام امام القيادة العامة من مجموعة ترتدي أزياء الجيش والشرطة والدعم السريع بالهجوم على الميدان بالضرب و إطلاق الرصاص وكذلك رصاص القناصة في المنطقة مما أدي لإصابة عدد كبير من المعتصمين امام عيون الجيش السوداني قتلوا واغتصبوا واغلقوا ابواب القيادة وتفرجوا على الحريق من عماراتهم العالية اغلقوا اذانهم عن الصراخ يضحك اللواءت والعمداء والعقداء ومن قبلهم الفرقاء والرتب الكبرى ومن تحتهم الرتب الصغرى على المجزرة والمأساة.. يضحكون على شباب وشابات فى بدايات العمر يواجهون الرصاص واصوات الانفجارات وصراخ الاطفال والنساء اجهضوا الثورة وقتلوا الثوار وخانوا العهود وتركوا الجنجويد ينشرون الخراب ثم قضوا عليهم وهاهم الضحايا والمغتصبات واحلام المستقبل المجهض يحملونهم على الرقاب ارادوا هذا المشهد ونسوا انهم عندما سقطوا سقط كل شيئ فيهم سقط وعيهم سقطت اخلاقهم سقطت وطنيتهم سقطت قيمة الدبابير وشرف الكاكى والايادى التى اغلقت البوابا واطلقت الجنجويد من قبل ستغلق البوابات لتحتمى من الجنجويد. نعم المؤسسة العسكرية اعتمدت على قوات الدعم السريع كمشاة للجيش السوداني ولسنوات طوال ، وأصبح الجيش عبارة عن قبيلة كبيرة من الضباط المنتفخين أجسادًا وجيوبًا دون أن يمتلكوا مشاة تحت إمرتهم ، ثم أن هؤلاء الضباط قد أوكلوا حراسة المعسكرات والقواعد والمناوبات عليها للدعم السريع وتفرغوا لإدارة مؤسساتهم ومشاريعهم التجارية ، فصاروا رؤساء شركات وأعضاء مجالس فيها يجلسون على مكاتبهم تزينهم بذلاتهم العسكرية. ومن هنا ياتي السؤال كيف أصبحت قوات الدعم السريع قوى موازية للجيش السوداني ومن المسؤول من هذا الفشل....؟ 1. الجنجويد بجنوده الاجانب لم يغزو السودان ولم يدخلوه عنوة ببندقيتهم. فكيف دخلوا بلادنا؟ .. أدخلهم الكيزان وكلمه كيزان اعني بها كيزان الجيش والحزب 2. الجنجويد لم يدخلوا الخرطوم فاتحين.. فكيف دخلوها اذن؟ .. ادخلهم الكيزان. 3. الجنجويد لم يحتلوا القصر الجمهوري ولا القياده ولا غيرها. فكيف تمكنوا منها؟ .. مكنهم الكيزان 4. الجنجويد لم يفرضوا نفسهم حكاماً في مجلس السياده ولانوابا لرئيسه بأنقلاب. فمن جعلهم حكاما علينا؟.. الكيزان هم من ملكهم رقابنا. 5. الجنجويد لم يسرقوا ذهبنا. فمن ملكهم جبال الذهب؟.. الكيزان هم من فعل ذلك. 6. من دافع عن وجود الجنجويد وذكاهم وعلاهم وحماهم وجرَّم كل من مسهم بكلمه وطالب بحلهم؟ انهم الكيزان.. من شرعن الجنجويد وقنن وجودهم؟ لاشك هم الكيزان. *اذن من يجعلك تلعن القنبله لتنسي من وضعها في بيتك*. *ويجعلك تري الجنجويد هو المجرم الوحيد. وان الجنجويد اجنبي جاء ليحتل وطنك وهو الذي دمر وطنك. يريد ان يصرف نظرك عن الفاعل الاصلي هو المجرم الحقيقي الذي يجب ان يحاكم بجريمة خيانة الوطن الخيانه العظمي والعماله* لا تنخدعوا لسيناريوهات الكيزان المؤتمر اللاوطني افرغ الجيش السوداني من الضباط السودانيين الشرفاء منذ العام 1990، والكل يعلم بأنه منذ ذلك التاريخ لم يدخل الكلية الحربية اي مواطن سوداني لا ينتمى للحركة اللاسلامية ، او يؤدي قسم الولاء للحركة اللاسلامية القليل ولا يوجد مواطن سوداني لا يعرف كيف ومتى نشأت قوات الدعم السريع، ومن انشأها وكيف انشأها ولماذا انشأها سوى الحركة اللاسلامية ومن الذي اتي بالدعم السريع الى المجلس العسكري الإنتقالي وجعل حميدتي نائبا للرئيس في 13/أبريل/2019 ؟ اليس المجلس العسكري والبرهان الذي قال ذهبت لحميدتي في منزله وترجيته رجاء وقلت له ان لم تقبل ان تكون نائبا لي لن اقبل رئاسة المجلس العسكري. من الذي منح الدعم السريع نسبة 30% من منظومة الصناعات الدفاعية اليس المجلس العسكري والقائد العام للجيش؟ من الذي ادخل الدعم السريع الى القيادة العامة للجيش والمطار والاذاعة والكلية الحربية والوحدات العسكرية وجميع مرافق الدولة السيادية، اليس القائد العام للجيش ومن معه من قادة عسكريين؟ هل تم السماح لمواطن سوداني مدني في الحكومة او المعارضة بمشاركة العسكر في تسليح الدعم وتوزيع معسكراته داخل الاحياء السكنية وحول العاصمة الخرطوم؟ الم يقم القائد العام للجيش بنفسه بتسليم شحنة اسلحه ومضادات طيران للدعم لسريع عقب وصولها من الامارات في اغسطس 2022 وهو ذات السلاح الذي تستخدمه المليشيا اليوم في قتل ضباط وجنود الجيش والمواطنين العزل؟ عايزين تورو الناس انكم خونة وما فيكم خير مهما حاولوا ينسوا غدركم وخايتكم لسلاح الدولة وشرف المهنة والامن القومي السوداني ووقفوا معاكم بعد لقوا نفسهم بين رمضاء الجيش ونيران المليشيا الاسرية بعد كل الخيابة الحصلت منكم وانكساركم لدقلو اخوان ؟ والثوار احرار في الشوارع بهتفوا كتلونا مندسين لوحاتهم ق د س ، والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل، ويا برهان ثكناتك اولى مافي مليشيا بتحكم دولة. كنتوا بتفكوا فيهم الجنجويد والامنجية يصفوهم وانتوا بترفعوا في التحية العسكرية لحميدتي وفيكم النوع الكان مع التحية بنحني عديل لحميدتي واخوه وجايين تحاسبة كل من قال لا للحرب؟ نعم لا للحرب لم يثبت التاريخ حرب كان فيها منتصر الخاسر الاول هو الوطن والمواطن. والان نقول باعلى صوت لكل ابناء وبنات الوطن الشرفاء (لا للحرب). الجنجويد مجرم بالوكاله والمشاركه. حاربه واطرده من أرضك. لكن اياك اياك ان تنسي ان هنالك *مجرم حقيقي واخطر من أجرم في حقك وحق وطنك* ويحاول ان يخفي جريمته الكبري في حق الوطن وشعبه ويجعلك تري ان المجرم الذي يغزو وطنك ويقتلك وينهبك هو المجرم الوحيد فلا تغفل ولا تنسي حسابه وان قاتل الجنجويد معك. الحصه وطن نعم. لكن حصة الوطن لن تنتهي بأستئصال المجرم الصغير وانما بأستئصال المجرم الكبير والاكثر خبثا الذي يحاول دفع جرمه الاكبر لينسيك نفسه وانه المجرم الاكبر الاصلي بمجاهدة المجرم الاصغر. فلايصرفن نظرك شئ عن المجرم الاكبر الذي خانك وخان وطنك ودمره وبدد احلامك. يجب ٱن ننظر الى الخلل الحقيقي الان بعد هذه الحرب لم تكتفي المؤسسة العسكرية بانشاء ماليشيا الدعم السريع فقط بل تفرعت المليشيات الى اسماء كثيره في الشمالية ماليشيات أولاد قمري ومليشيات وكتائب البراء بن مالك ومليشيات الدفاع الشعبي وفي الشرق مليشيات شيبه ضرار ومليشيات الامين داؤد ومليشيات الشيخ بيتاي ومليشيات الناظر ترك ومليشيات الرشايدة ومليشيات طمبور ومليشيات فكي جبريل ومليشيات مناوي ومليشات البراء بن مالك ومليشيات ابوطيرة ومليشيات رصاصة ومليشيات التحالف السوداني ومليشيات تمازج قطاع جلهاك ومليشيات معمر موسى ومليشيات المقاومة الشعبية ومليشيات التور هجو والجاكومي واردول. وياتي هنا السؤال كيف يتم البناء والاصلاح للمؤسسة العسكرية والمؤسسات السودانية ككل....؟ مافي مليشيا بتحكم دولة البرهان ومجلس البشير (والحركة اللاسلامية) رجعت بالسودان الاف السنين ضوئية الى عهد الادارات الاهليه والقبلية من هنا اذكر اقوال الدكتور الراحل جون قرنق (ما تسالوني عايز احرر السودان من منو اسالوني عايز احرر السودان من شنو..وطبعا اهل الغفلة المزمنة يخلطون في مبدا التحرير من اوضاع على قاعدة(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسم) كان عنوان الشعوب في الماضي البعيد هو قبيلتهم او الادارات الاهلية الانتماء إلى القبيلة ويفخر بها فهي التي توفر له الحماية وتمنحه القيمة، وتعطيه حصته من الغنيمة فقد كانت حياتهم حياة احتراب واقتتال لذلك لم يكن الفرد وحده وبذاته قادرًا أن يؤمّن لنفسه الحياة والرزق والحماية، فكانت القبيلة هي التي تؤمن كلّ ذلك لأفرادها الآخرون يحترمونه لأنهم يحسبون لقبيلته حسابًا وإذا أصيب أحدٌ من أيّ قبيلة، فقبيلته كلها معنية بالانتقام له والأخذ بثأره كانوا يقتاتون على الاقتتال والاحتراب قبيلة تهاجم أخرى، وتسلبها وتحصل على الغنائم منها وتوزع ذلك على أفرادها خاصة المقاتلين فمصلحة الفرد وحياته واعتباره آنذاك يتحدد بانتمائه القبلي وها نحن اليوم الجيش والحركات المسلحة تبحث عن الماضي من اجل شيطنة الاحزاب السياسية ونحن نقول لا يمكن ان تكون هناك دولة بلا احزاب ومستقلين لا يمكن ان تكون هناك دولة مدنية بلا قوة سياسية ومافي مليشيا بتحكم دولة. ولا يمكن ان يكون هناك دولة بلا جيش وشرطة ولكن نحتاج الى اشياء بسيطة. (1) نحتاج الى بناء مؤسسة عسكرية مستقلة مهمتها الأولى حماية الوطن والمواطن ومؤسسات الدولة. (2) دمج هذه الميليشيات في داخل الجيش بعد ان يتم التنقيح وابعاد اي شخص له انتماء سياسي او قبلي في داخل القوات المسلحة. (3) بناء معسكرات للجيش خارج المدن لحماية حدود الوطن. (4) وتصفية الشرطة من كل الانتماءات الحزبية والقبلية الشرطة لحماية المواطن الشرطة في اي دولة محترمه هي الحامي الاول للمواطن وليس لقمع وتعذيب المواطنين. نعم نحن نحتاج الى تحرير الانسان السودانى من الاسرة ومن ثم القبيلة والقومية ليصبح انسان يحترم اخيه الانسان لكل إنسان في هذا الوطن حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني في الدولة المدنية لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه و في الدولة المدنية هناك حق الآخرين فى ابداء الراى واحترام الراى الآخر لانه السبيل الوحيد لبناء امة قادرة على تجاوز تحديات البناء والتعمير فى عالم اصبح قرية صغيرة الدعوة لتكميم الافواه مرفوضة تماما غض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا معآ. أن القصور في فهم الدولة المدنية نابع من قصور في التعليم الأساسي في السودان لأن معظم متعلمي السودان في المدارس الحكومية لايتلقون دروس تأسس لفهم مدنيات العصر الحديث التي تزكي قيم المجتمع الحديث من عدل ومساواة وحقوق ومفاهيم سائدة كمسألة الديمقراطية حقوق الانسان في الدولة المدنية مثلاً. وأغلب المثقفين نالوا معرفتهم من أطلاعهم الخالص عبر المكتبات الخاصة والمحصورة في بعض الأحيان لنفر قليل من الناس. أما الجمهور الأعظم فله رب العالمين....ان التعليم الأساسي هو ركيزة المواطن في المعرفة بكل ما يتعلق بالحياة عموماً فإذا كان تعليماً ناقصاً فإنه يخرج تلميذاً غير مكتمل النمو فلا يستطيع ان يتساير مع مقتضيات مجتمعة ومع عصره,,,فلا غرابة أن تجد هذا التدني في طريقة التفكير عند كثير من شبابنا... وهذه هي الجهالة التي تسببها دول السيطرة والأستبداد, وهو تكرار لما خلفه الأستعمار التركي العثماني بشعوب المنطقة عموماً هو عدم تقديم تعليم داعم لمتطلبات العصر الحديث فصار السودان في مصاف دول التخلف. أن تاريخ السودان مليئ بما هو مشرف من كل القيم والمثل والحضارات ولكن لم نستفد منها في أستلهام ما يوافق شخصية السودانى حتى الآن مما بتطلب من المؤسسات العمل الجاد لتغير مناهج التعليم في المدارس يجب التدرس أضافة لأصالتنا في الكرم الشجاعة والأخلاق الحميدة التى اشتهر بها أسلافنا. يجب أن تدرس فهم الدولة المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان .كما يجب أن تدرس مواد تجعلنا نحس بالعالم من حولنا ونتفاعل معه. أين موقع السياسة التربوية في إيجاد ثقافة الديمقراطية وتقبل الآخر وبناء الهوية والانتماء؟ ثقافة الديمقراطية والدولة المدنية تتطلب نظاما تربويا يؤهل الطالب ويدربه على التفكير المستقل والتحليل ويخلق لديه حشرية المعرفة ولعل التفكير المستقل هو الآخر منبوذ في نظامنا التربوي كما ثقافتنا فهو يحمل بذور الخروج عن الجماعة ويلحق عارا بصاحبه.وثقافة الديمقراطية تتطلب فكرا مستنيرا وقدرة على مواجهة الحقيقة والإختلاف والإعتراف بالخلافات والإختلافات ومعرفة أسبابها والتحاور حولها . الدولة المدنية هي القوة الاجتماعية المنظّمة المبنية على أسس ديمقراطية حيث تتداول فيها السلطة بشكل سلمي يقوم على الانتخاب والتفويض، وتُمنح فيها الحقوق بناءً على المواطنة، بصرف النظر عن الملة، أو اللغة، أو أيٍ من عناصر التعصب الاجتماعية بين بني البشر، فلا أحد فيها فوق القانون، ويُنظر حتى إلى رجال الدين وأفراد الجيش كمواطنين عاديين لا يملكون أية سلطات إضافية في الحكم أو التشريع مقومات الدولة المدنية تتطرق النقاط الآتية إلى ذكر مقومات الدولة المدنية مع شرح مبسط عن كل مقوم منها الشرعية السياسية والدستورية: تعني الشرعية السياسية أن الشعب هو من ينتخب السلطات ويمنحها الحق في خدمة مصالحه، أما الشرعية الدستورية فتقوم على الاتفاق والرضا المتبادل بين أفراد الشعب أنفسهم، وبينهم وبين السلطات الحاكمة على حد سواء. المسائلة والمحاسبة:لا تتنزه السلطة عن المسائلة، فهي محاسبة على كل ما يبدر منها، ومراقبة لمدى وفائها بوعودها التي انتُخبت لأجلها. كفالة الحقوق: تضمن الدولة المدنية حقوق جميع رعاياها؛ بالتزامها التام بتأدية واجباتها وصونها للمصلحة العامة. سيادة القانون: يُطبّق القانون في الدولة المدنية على الجميع دون تمييز أو استثناء. الحاكمية الشعبية: يتم اختيار كافة السلطات بناءً على رؤية الشعب؛ فالسلطة الشعبية هي السلطة السامية التي لا يعلوها شيء في الحكم .مدنية الدولة في الإسلام يخطئ كثير باعتقادهم أن الدولة في الإسلام كانت دولة دينية، فما حكم فيها رجال الدين إلا في فترات محددة كانت استثناءً للقاعدة، وهناك العديد من البراهين التي تدحض هذا الاعتقاد وتٌثبت مدنية دولة الإسلام، فكان الأساس في اختيار الحاكم هو المشورة والانتخاب، كما حدث مع أبي بكر الصديق عندما بايعه الناس على الخلافة في سقيفة بني ساعدة تظهر مدنية الدولة جلية تماماً في الأحكام المشرعة لخدمة الصالح العام، التي لم تغفل عن مراعاة المستجدات والتغييرات الحياتية، ما لم تتعارض مع روح الشريعة الإسلامية وأصولها، ناهيك عن الحرية الممنوحة للرعايا في اختيار ما يصلح دنياهم، وهذا ما عبّر عنه الرسول الكريم بقوله: (إذا كان شيءٌ من أمرِ دنياكم فأنتم أعلمُ به ، و إذا كان شيءٌ من أمرِ دينِكم فإليَّ) وعلى عكس حال رجال الكنيسة، لم يوجد من العلماء والدعاة المسلمين من ادعى الوصاية من الله، أو أجبر الآخرين على قبول أرائه ومعتقداته.ولا شك فى أنه من واجب أهل السودان أن يستنبطوا المنهج الدولة المدنية والديمقراطى المناسب لواقعهم بشريطة أن يحافظ ذلك المنهج على القيم النبيلة للحرية والعدالة والمساواة التى جاءت بها الدولة المدنية وغرسها فى أرضية ذلك الواقع وفى ذات الوقت يتوجب علينا النضال للتحرر من كل الشوائب الاجتماعية والمفارقات التاريخية التى اتسم بها المجتمع التقليدى وفى هذا الشأن لابد من التركيز على الاعتراف بحقيقة التنوع فى السودان ولهذا فان أى نظام سياسى لابد له نيتجة لهذا التنوع أى يأخذ المنهج التعددى إلا أننا نود أن نحذر هنا بأن التعددية يجب أن تكون انعكاسا للفوارق الاجتماعية والاقتصادية بصورة تعين على التوافق والمصالح الاجتماعية لا أن تكون انعكاسا للانقسامات الدينية والإقليمية والعرقية والتى تقود بدورها إلى التمزق الوطنى.
المصدر الباحث العميد عصام الدين مرغني من كتاب الجيش السوداني والسياسة
المصدر الدكتور احمد علي عبد القادر تاريخ الجيش السوداني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة