الخيارات الصفرية للزغاوة و للمجموعات النيلية( الجعليين و الشوايقة و الدناقلة.. الخ)
(١) في الثامن من يونيو الماضي مرت الذكرى الثالثة والثلاثون على إغتيال صاحب ( الحقيقة الغائبة)، ( زواج المتعة) ، ( نكون أو لا نكون ) و غيرها من المؤلفات. الدكتور فرج فودة الذي أغتيل في مدينة نصر بالقاهرة في الثامن من الشهر المذكور عام ١٩٩٢م كان من ألد خصوم دعاة حاكمية السماء في تسيير شؤون اهل الأرض. في سبيل إرساء فكره خاض معارك طاحنة ، و التي كلفته حياته. لكن المفارقة أن قاتله عبدالشافي رمضان عندما سئل أثناء التحقيق عن أسباب إقدامه على قتل الكاتب و المفكر العلماني الكبير ؛ قال لأنه كافر . لكن الصدمة عندما سئل إن كان قد قرأ كتاباً أو مؤلفاً من مؤلفات ضحيته؛ قال انه لا يعرف القراءة و لا الكتابة ..! فقط سمع الناس يقولون بأنه كاتب كافر...!! بطبيعة الحال لست من مناصري فكر الكاتب الراحل فرج فودة . لكن الفكر يجب أن يجابه بالفكر و ليس القتل ، و الأمر الأهم فإن تأليب الأميين أو توظيفهم حتما سيعطي نتائج كارثية.
(٢) في أكثر من مناسبة و مناسبة ذكرت أن الهدف المحوري لإستقدام عرب شتات غرب أفريقيا و توظيفهم بجانب أميين آخرين من المكونات المحلية للإثنية نفسها هو لإبادة شعب الزغاوة في السودان و غير السودان ، حتى لا يحلموا بالندية و المساواة مع اقرانهم في بلدهم السودان. و ان الرئيس المخلوع عمر البشير لم يقدم على تلك الخطوة من منطلقات كيزانية بحتة ( كما يعتقد البعض). إنما فعل ذلك بدوافع هيمنة جهوية عرقية تسلطية إستعمارية داخلية. أعنى لو كان في مكانه ابراهيم الشيخ أو خالد عمر ( خالد سلك ) أو ابراهيم الميرغني، أو الشفيع خضر أو عبدالله علي ابراهيم أو عثمان ميرغني أو مرتضى الغالي لقام بالأمر نفسه. لكن لم تتاح فرص الحكم للمذكورين كما أتيحت للبشير و علي عثمان و عبدالرحيم محمد حسين و علي كرتي. الا ان الرب الذي بيده مقاليد أمس و اليوم و الغد ؛ عندما سلط الوحش على من جلبه ، فلن يجد نصيراً غير الذي من أجل إفنائه جلب ذلك الوحش و من معه. ذلكم عندما تسلل الي شمال الوادي برفقة النساء و الفتيات معظم كبار قادة المؤسسة العسكرية و الأمنية التي كانت تلتهم أكثر من ثلثي ميزانية دولة الأيتام و الأرامل .
(٣) كدعاة دولة المدنية و المواطنة المتساوية كثيرا ما تناولنا الاخطاء الكارثية للدولة السودانية لما بعد الاستقلال أو دولة ١٩٥٦م بغرض تسليط الضوء على أوجوه القصور و الخلل و ليس الهدم.
بإستثناء الاخ يوسف عزت الماهري أشك أن أحداً في مليشيا الدعم السريع يفهم مغزى محاربة دولة 56 التي يتشقدون بذكر إسمها ليل نهار. أنهم يحاربون من أجل إبادة أهلها على نسق من قتل المفكر فرج فودة بزعم الكفر دون أن يسمع عنه أو يقرأ له حرفاً واحداً. لتكتمل الصورة عن السذج الذين تستغلهم قوى الشر الخارجي لتدمير بلادهم ؛ هنالك عبدالعزيز ادم الحلو الذي يحارب من أجل دولة العلمانية و( الديمقراطية). ذلك تناقض فادح و فاضح. أليس من الأجدر للحلو أن يقاتل من أجل الديمقراطية وحدها؟ عندها سيختار السودانيون بالإستفتاء الحر النظام الذي يرتضونه ؛ علمانياً كان أو اسلامياً أو غيره. لا عجب أن جميعهم على ظهر قارب (التأسيس) الذي لا يعرفون من يقوده و الي اين سيرسي بهم . (٤) ما نقل عن الدكتور جون قرنق دمبيور عن أصعب ما واجهه ك ثائر و قائد ؛ قال :( هو أن يقاتلك من تقاتل عدوه). ذلك ما يقوم به في هذه الأيام الكثير من أبناء الأقليم الشمالي ضد القوات المشتركة و تحديداً ضد إثنية الزغاوة في الصحافة و وسائل التواصل الاجتماعي؛ بعد تحرير الاقليم الأوسط و الخرطوم . الذي يجب أن يعلمه هؤلاء الناس أن الحرب التي تشنها علينا أكثر من ثلاثين دولة مجتمعة؛ مازالت مشتعلة، و أننا في منتصف المعركة. و هدفها الأساسي هو تقسيم البلاد الي دويلات صغيرة و غير مستقرة ليسهل نهب ثرواتها كما ظلوا يفعلون بدولة الكونغو. و ما افراد الدعم السريع من الوافدين أو المحليين غير وقود للحرب التي لا ناقة لهم فيها و لا هدف .
الرأي الذي أستقر لدي قوى الشر الخارجي أن لا سبيل لتمزيق السودان الا بتدمير القوات المشتركة و تدمير تلك القوات لا يمكن تحقيقه الا بإبادة إثنية الزغاوة في السودان و غير السودان. عندها ( و هنا اعني بحسب تصورهم ) يمكنهم إعادة إحتلال الخرطوم و الوسط و الشمال النيلي. لهذا فإنه لا مناص أمام المجموعات الإثنية المقاومة للغزو الأجنبي مثل الزغاوة و الشوايقة و الجعليين و الدناقلة و الشكرية و الكواهلة و غيرهم من كرام أهلنا )؛ غير التعاضد و التضامن للقتال على طريقة الاستشهاديين الكربلائيين. دون ذلك فإن خياراتهم للبقاء و كذا فرص بقاء الدولة السودانية تصبح صفرية.
لذا أوقفوا جرادكم الالكتروني.. أوقفوا الخطاب الجهوي المسألة اعظم مما تظنون ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة