أتضح حينها في غمرة الفوضى وتدخلات جهات ما من خارج المؤسسة وضعف القائمين على الأمر وإنسياقهم المذل
أن هناك محاولات ما لتفكيك النيابة العامة وتحييدها وتحييد أعضائها العاملين فيها فلجأوا إلي (حيلة) تشكيل اللجان ، لتكون بديلاً عن مؤسسة النيابة العامة
وبدأت هذه اللجان تنموا على أرض النيابة كالأعشاب الطفيلية ، وتتسلق جدرانها وتدخل عبر أبوابها ونوافذها وتسيطر على كل المكان وتحول دون الحركة وتستلب حرية المؤسسة
بدأت اللجان بالعشرات ثم صارت بالمئات وصار كل حدث ما أو جريمة ما لا تتولى النيابات المختصة التحري والتحقيق فيها
وإنما تشكل لها اللجان لتقوم بدور المحقق ويتم تطعيمها فقط بواحد أو إثنين من أعضاء النيابة ، لتشمل البقية محامين وناشطين ومواطنين آخرين لا علم لهم ولا معرفة لهم بفنيات التحري والتحقيقات
وربما يترأس اللجان محامون لا علاقة وظيفية لهم بمؤسسة النيابة العامة
وكانت النتيجة الحتمية لذلك تهميش النيابة وتحييدها عن دورها المكفول لها وفق القانون والدستور وإضعافها وتقييدها بالإغلال
وضج المكان بالفوضى وكثر الداخلون إليه والخارجون منه
ثم أخفقت كل أو جل تلك اللجان في أعمالها ولم تتمكن من تحقيق شئ على الأرض
حينها تقدمت إلي النائب العام في ذلك الوقت (بمذكرة ناصحة) بأن إنشاء هذه اللجان ليس إلا تفكيكا وتحييدا لهذه المؤسسة إلا أنه كان من الذين لايحبون النصح والناصحين
وقام بشطب إسمي من كشوفات الترقيات جزاءا وفاقا على النصح والحرص والغيرة على المؤسسة ونواصل
في الأحد، ١٧ أغسطس، ٢٠٢٥، ٥:٠٧ ص نور الجليل من الله كتب: مسؤولية النيابة العامة ونادي النيابة العامة في جريمة العصر (جثث مشارح الخرطوم)
الحلقة الثانية
بقلم : علي خليفه حسن صالح
رئيس نيابة عامة
ثم أمتلأت مكاتب وفناء النيابة العامة بالمحامين النشطاء أصحاب الإرتباطات السياسية بالأحزاب والمجموعات السياسية
وبدأ واضحاً لكل صاحب بصيرة أن شوائب كثيرة وأوساخ صارت تعلق بثوب العدالة وإستقلال المهنة وتحول هؤلاء الضيوف الغرباء إلي سادة في (بيت النيابة العامة) يدخلون ويخرجون أمام أصحاب الدار (بقوة عين) كأنهم أصحاب حق فيها
دخلوا من باب السياسة ولم يدخلوا من باب أعمال تتعلق بمهنتهم
والغريب في الأمر أن الذين كانوا في مدخل الخدمة داخل المؤسسة تحولوا فجأة إلي قيادات فيها وتم تهميش قيادات النيابة ورؤساء النيابات الذين لزموا الصمت والسكوت على تلك الظواهر الغريبة التي بدأت تطال هذه المؤسسة الخطيرة
والسبب أن جهات ما خارجية كانت (تدعم) في الخفاء والعلن فريق من هؤلاء حتى يحكموا قبضتهم بالكامل على المؤسسة وهذا ما تم بالفعل
والأعجب تدخل هؤلاء المحامون في قرارات النيابة والاتصال ببعض وكلاء النيابة والتدخل في مجريات التحري في الدعاوي الجنائية دون حياء ودون أن يكون لهم حق قانوني في ذلك وأختلط الحابل بالنابل في هذه المؤسسة الخطيرة
وكان ذلك كله يحدث والدولة على حافة الإنهيار الكبير والحرب الشاملة تدق على الباب والكل يسعى لتحقيق أكبر مكسب في ظل تلك الفوضى العارمة
وكان ذلك سبب جوهري في شل الأداء العام في الحلقات القادمة سأشرح كيف حدث ذلك ؟
ملاحظه/ الكاتب كان عضوا في لجنة تحقيق مفقودي القياده العامه المشكلة بواسطة المدعى العام آنذاك/ عبد الله أحمد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة