المهدية والأنصار: من التوحيد والخديعة إلى استغلال آل المهدي كتبه د . احمد التيجاني سيد احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-04-2025, 11:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2025, 07:47 PM

احمد التيجاني سيد احمد
<aاحمد التيجاني سيد احمد
تاريخ التسجيل: 08-16-2022
مجموع المشاركات: 469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المهدية والأنصار: من التوحيد والخديعة إلى استغلال آل المهدي كتبه د . احمد التيجاني سيد احمد

    07:47 PM August, 19 2025

    سودانيز اون لاين
    احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
    مكتبتى
    رابط مختصر






    الجزء الأول: المهدية بين التوحيد والخديعة

    في أواخر القرن التاسع عشر، حين كان السودان ساحة لصراع المستعمرين بين الإنجليز والمصريين، ظهر الإمام محمد أحمد المهدي كرمز متمرّد على واقع الاستعباد. من جزيرة بدين في دنقلا، إلى جزيرة أبا في النيل الأبيض، شق طريقه داعيًا إلى ثورة دينية تُخرج الناس من ظلم الأتراك والخواجات.
    استطاع بذكاء أن يحوّل تديّن العامة ومعاناتهم إلى وقود، فالتف حوله الآلاف من مختلف القبائل، وأصبح مشروعه *المهدية* أقوى حركة تحررية في تاريخ السودان الحديث.

    في عام ١٨٨٥، حققت المهدية ما لم يكن متوقعًا: هزيمة الجيش البريطاني–المصري في الخرطوم، وإعلان السودان كيانًا حرًا لأول مرة منذ قرون. بدت اللحظة انتصارًا أسطوريًا، وملحمة كتبتها دماء البسطاء من الغرب والوسط والشمال.

    لكن خلف هذا المجد يكمن وجه آخر. فالمهدية قامت على "كذبة سياسية" كبيرة: تقمّصت هوية عربية–إسلامية، همّشت الجذور النوبية الكوشية للمهدي نفسه، وتجاهلت أن غالبية السودانيين جنوب الخرطوم وفي الغرب والوسط والشرق أفارقة الهوية والثقافة. استخدمت الدين كأداة للتعبئة، بينما همّشت الثقافة المحلية الأصيلة، لتظهر الحركة وكأنها امتداد "للإسلام العربي" أكثر من كونها تجسيدًا للعمق الإفريقي.

    من حول المهدي تكوّن مجتمع "الأنصار"، الذين قُسّمت أدوارهم بين الفلاحة في مشاريع أهل البيت، أو الجندية في حملات لا تعود عليهم بغير الموت والجوع. وبعد وفاته، تحولت حملات الدراويش إلى غارات عشوائية، وتركت جروحًا عميقة في المجتمع.

    بذلك ورث السودانيون إرثًا مزدوجًا: إرث المقاومة والتضحية، وفي الوقت نفسه إرث التزييف والاستغلال. ولم يتوقف هذا الاستغلال عند سقوط المهدية، بل استمر، خاصة في كردفان ودارفور، حيث لم تُتح فرص التعليم والتنمية، فظلوا أيدي عاملة أو جنودًا يقتلون في كل المعارك. كما استُغلت القبائل العربية نفسها عبر سياسات الحروب والفرقة لإضعافها وإبقائها تابعة للمركز.

    الجزء الثاني: الأنصار بين التضحية والاستغلال

    الأنصار الذين قدّموا أبناءهم وتركوا مزارعهم للانخراط في دعوة المهدي، وجدوا أنفسهم مجرد أدوات بيد القيادة. لم يصبحوا شركاء في الدولة، بل وقودًا للحروب.
    منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم، ظلّ الأنصار – خاصة في كردفان ودارفور – محرومين من التعليم والتنمية، يُعاملون كخزان بشري للجيش والعمل الرخيص، دون أي حقوق مواطنة حقيقية.

    من كرري إلى الجنوب ودارفور، كان الأنصار دائمًا وقود المعارك. يُستنزفون باسم الجهاد أو حماية السودان، بينما لم يحصدوا غير الموت والفقر.
    ولم يكن ولاؤهم حرًا، بل مرتهنًا للأسرة المهدوية: الإمام هو المرجع الأعلى، والحزب ملك خاص للأسرة. أي خروج عن الولاء اعتُبر خيانة.

    ولم يقتصر الأمر على الأنصار وحدهم، بل جرى استغلال بعض القبائل وتحويلها إلى مليشيات قتلة، شبيهة بالجنجويد المعاصرين: تُسخّر للغارات، والحرق، والنهب، لضمان إخضاع المجتمعات. وهكذا خرج الأنصار من التجربة بإرث مزدوج: دماء أريقت بلا مقابل، ووصمة عنف ألصقت ببعض القبائل.

    الجزء الثالث: آل المهدي من صفقات الكيزان إلى تغريدات الصديق

    منذ انقلاب الكيزان ١٩٨٩، لعب أبناء الصادق المهدي أدوارًا ملتبسة:
    عبد الرحمن الصادق صار "مساعد السفاح"، مريم تلقت دعومات من عواصم الخليج، ورباح فضّلت الصمت أو التبرير.
    وفي الوقت نفسه ظلّ الأنصار وقودًا للحروب، بينما الأسرة تعقد الصفقات وتتنقل بين شقق القاهرة والعواصم العربيةً وًالاوربية.

    مقال الأمس عن صديق الصادق يلخص هذا النهج: رفع شعار "لا للحرب"، لكنه في جوهره يرسّخ الجيش الملوّث بالكيزان كإطار وحيد. إنها نفس السياسة القديمة:
    - جزرة الوعود الدينية والسياسية.
    - عصا الوصم والحرمان عبر القبيلة والطائفة.
    - وهبات واحتضان من الخارج: مصر، الخليج، وحتى الأردن.

    بهذا حافظ بيت المهدي على نفسه عبر ثلاث أدوات: الدين والطائفة، القبيلة والولاءات الداخلية، والمال والهبات الخارجية.
    أما الأنصار، فبقوا في الخيام والمعسكرات، يدفعون الثمن.

    الخاتمة: إلى أين الأنصار؟ ومصير حزب الأمة

    يبقى السؤال: إلى أين يتجه الأنصار اليوم؟
    هل يواصلون الدور التاريخي كوقود للحروب ومصدراً للولاء الأعمى، أم يقرّرون أن يكونوا شركاء في مشروع وطني جامع؟

    مستقبل حزب الأمة القومي مرهون بإجابة واضحة. لم يعد مقبولاً أن يظل الحزب ضيعة أسرية، أو أن يبقى الأنصار أسرى لسياسة الجزرة والعصا.
    لقد آن الأوان أن تتحول هيئات الحزب إلى مؤسسات وطنية، وهذا يتطلب إصلاحات جذرية وتنظيفات شجاعة في بنيته.

    وقد رأينا الدور الشجاع للرئيس المكلف للحزب، اللواء فضل الله برمة ناصر، في الانحياز لمشروع التأسيس وربط مستقبل الحزب بمستقبل السودان. ذلك الموقف فتح بابًا جديدًا: أن الحزب – إن أراد البقاء – لا بد أن يعيد تعريف نفسه كجزء من السودان الجمعي، لا كطائفة ولا كبيت أسري.

    الخيار أمام الأنصار وحزب الأمة اليوم واضح:
    إما الاستمرار كأداة أسرية مرتبطة بالماضي، أو التحول إلى حزب وطني جمعي مرتبط بمشروع السودان الجديد. والتاريخ لن يرحم من يضيّع هذه الفرصة.


    د. أحمد التيجاني سيد أحمد

    عضو مؤسس في تحالف تأسيس

    التاريخ: ١٩ أغسطس ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا.


    المراجع والحواشي

    [1] نعوم شقير، *تاريخ السودان القديم والحديث وجغرافيته*، القاهرة، 1903.
    [2] أبو سليم، محمد إبراهيم، *الإمام المهدي: لوحة لثائر سوداني*، دار جامعة الخرطوم، 1981.
    [3] منصور خالد، *النخبة السودانية وإدمان الفشل*، بيروت، 2003.
    [4] تقارير صحفية متفرقة حول دور عبد الرحمن الصادق في نظام البشير (الراكوبة، سودانيز أونلاين، 2012–2017).
    [5] مقالات وتحقيقات صحفية حول التمويل الإماراتي لحزب الأمة (العربي الجديد، 2021؛ سودان تربيون، 2022).
    [6] د. أحمد التيجاني سيد أحمد، *صديق الصادق المهدي… بين شعار “لا للحرب” وشرعنة جيش البرهان*، صحيفة التغيير، 18 أغسطس 2025.
    [7] تغريدات صديق الصادق المهدي على منصة X (أغسطس 2025)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de