لؤي الفكي وكهنة المعبد الثوري كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-18-2025, 01:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2025, 11:58 AM

عاطِف عبدالله قسم السيد
<aعاطِف عبدالله قسم السيد
تاريخ التسجيل: 09-13-2022
مجموع المشاركات: 50

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لؤي الفكي وكهنة المعبد الثوري كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

    11:58 AM August, 13 2025

    سودانيز اون لاين
    عاطِف عبدالله قسم السيد-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في زمن تتصارع فيه الأفكار على البقاء كما تتصارع الكائنات في الغابة، يختار بعضهم العيش في محمية أيديولوجية مغلقة، يطعمون أفكارهم من علف الماضي، ويحرسونها من أي نسمة هواء قادمة من الواقع. لؤي الفكي واحد من هؤلاء الكهنة؛ يقف عند بوابة "معبد النقاء الثوري" مرتدياً بزته الفكرية الكلاسيكية، يفتش العابرين بعين الشبهة، فلا يسمح بالدخول إلا لحاملي شهادات الولاء المطلق للنصوص القديمة، ويطرد أي فكرة جريئة تحاول عبور العتبة.

    قبل أن أشرع في الموضوع، أستأذن القارئ الكريم أن أخلع عني ثياب التأدب التي اعتدتها في مقالاتي، إذ لم يعد المقام مقام حوار فكري رصين، بل انحدر إلى مستوى التنمّر الأيديولوجي الرخيص على صديق أكنّ له كل تقدير، وأفخر بمعرفته، هو المناضل الدكتور صديق الزيلعي. رجل حمل همّ الوطن على كتفيه كما يحمل الفارس درعه في الميدان، وجمعت شخصيته قيم وأخلاق فرسان القرون الوسطى في التهذيب والمروءة والشهامة، حتى مع ألدّ خصومه. لم يُعرف عنه فجور ولا بذاءة، بل هو، في شهادة كل من عرفه أو تعامل معه، حاضر الذكاء، شديد الشغف بالمعرفة، كريم العطاء، عفيف اليد عند المغنم، نقيّ السريرة عند الموقف.

    أما المقال المتنمّر الذي أنا بصدد التصدي له، بعد أن استأذنت الدكتور الزيلعي ألا يرد عليه، فهو مقال للمدعو لؤي الفكي بعنوان "مقال الزيلعي وديالكتيك التراجع في قضية عطبرة"، نشره بتاريخ 12/08/2025 على صفحته في فيسبوك.

    لو كان لؤي الفكي يملك سيارة، فستكون "لادا موديل 1970" مركونة في شارع جانبي، لا تتحرك منذ عقود، لكن صاحبها يصرّ أنها أفضل من كل سيارات اليوم لأنها "أصيلة" و"صامدة". هذه هي الماركسية عند لؤي: قطعة كلاسيكية، لا تُستعمل، لكن تُمسح عنها الغبار كل فترة وتُعرض بفخر في صالون النقاش.

    مقال لؤي عن الزيلعي يشبه إعلانًا تجاريًا لمسحوق غسيل "النقاء الثوري": يزيل كل بقع النقد والاختلاف، ويترك الثوب أيديولوجيًا ناصع البياض. أما الواقع، بما فيه من تناقضات وتوازنات قوى، فمكانه عند لؤي هو تحت السجادة.

    يبدأ لؤي مقاله وكأنه يكشف مؤامرة دولية قادها الزيلعي بالتعاون مع البنك الدولي، وكأن عطبرة على وشك أن تُباع في مزاد علني بوساطة الاتحاد الأوروبي. لكن الحقيقة أن لؤي يمارس هوايته المفضلة: نصب منصة خشبية، الصعود عليها، وإلقاء خطبة حماسية عن "الصمود" و"النقاء الثوري" أمام جمهور متخيّل يصفق في عقله.

    الديالكتيك في يد لؤي ليس أداة تحليل، بل مكنسة كهربائية: يشغلها فقط لشفط أي فكرة لا تناسب قالب "المبدئية" الذي يؤمن به. أو جهاز تحكم عن بُعد: يضغط زر "التاريخ" فيستحضر لينين، يضغط زر "الخيانة" فيستحضر المناشفة، ثم يعيد الحلقة حتى نهاية المقال. أما الواقع؟ فتفصيل مزعج يفضّل تركه خارج النص، لأنه قد يفرض أسئلة من نوع: "كيف ستعيد تشغيل السكة الحديد؟" أو "كيف ستتعامل مع السوق العالمي؟".

    وعندما يتحدث عن "الدعم الفني غير المشروط"، يبدو وكأنه يصف رحلة إلى قرية خيالية في أوروبا، حيث المسؤولون يوزّعون المساعدات وهم يبتسمون مثل شخصيات ديزني، ولا يطلبون شيئًا في المقابل. لكننا نعرف أن العالم الحقيقي لا يعمل بهذه الطريقة، إلا إذا كنت تكتب مقالًا بهدف تسويق الحلم لا مواجهة الواقع.

    لؤي يبيعنا حكاية الدعم "غير المشروط" كما لو أن الاتحاد الأوروبي جمعية خيرية، ترسل الهبات بدافع الحب والإنسانية. هذا النوع من البراءة المصطنعة يصلح لقصص الأطفال، لكنه في السياسة يُسمّى "تزيين الوهم".

    أما عن اتهامه الآخرين بالانعزالية، فالمشهد هنا كوميدي: لؤي يطلّ من شرفة برجه الأيديولوجي، يصرخ على الجيران بأن يختلطوا بالناس، بينما هو يضع لافتة على الباب: "ممنوع الدخول لغير الثوريين النقيين".

    لؤي يقدم لنا ماركسية تصلح للمتحف أكثر مما تصلح للميدان: محفوظة، مؤطّرة، وبعيدة عن أي احتكاك قد يخدش لمعانها. مشكلة هذا النوع من النقاء أنه مثل ورد بلا ماء… جميل للحظة، لكنه ذابل منذ زمن.

    باختصار، لؤي لا يكتب ليحلل أو يقنع، بل ليؤكد أنه آخر حراس "النقاء الثوري". لكن النقاء الذي لا يختبر نفسه في مواجهة الواقع يتحول مع الوقت إلى قطعة أثرية جميلة… ومتحفية.

    _______________________________________________
    عاطِف عبدالله قسم السيد Atif Abdalla Gassime El-Siyd
    أبو ظبي ص ب 129661 P.O.Box : 129661 Abu Dhabi























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de