(١) من مظاهر تضخيم الذات في السودان ؛ فرية أن المدير السابق لجهاز الأمن و المخابرات السوداني الفريق صلاح عبدالله و المعروف بصلاح قوش صديق و مقرب من دوائر جهاز الاستخبارات الأمريكية CIA. يستدلون في ذلك بالزيارة التي قام بها قوش الي الولايات المتحدة و تعاون جهاز الأمن السوداني مع الامريكان أبان احداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١. الذي يجب أن يعلمه الناس أن النظام السوداني المتدثر بثوب الاسلام الحركي تخلص من الاسلاميين المحتمين بالسودان طمعاً في الأموال التي اوضعوها في البنوك السودانية. أي أن النظام السوداني ضرب عصفورين بحجر واحد؛ تسليم الإسلاميين المطلوبين من قبل الولايات المتحدة لتسجيل نقاط التعاون ثم مصادرة أموال هؤلاء الإسلاميين بالبنوك السودانية و الشركات المسجلة بالدولة. كل ما قام به صلاح قوش هو تسليم الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في قائمة مطلوبين من قبل المخابرات الغربية و ليس تزويد تلك الجهات بالمعلومات استخباراتية . صلاح قوش و بتفكيره السطحي و الموغل في المحلية كان يظن بأنه يملك معلومات تفصيلية عن الأشخاص و لا يدري بأن ما كان يتشدق به لا يعدو عن كونها مجرد عنوانين جانبية لملف أي شخص من الأشخاص المقبوض عليهم. استغربت دوائر الاستخبارات الغربية من ضحالة ما كان بطرف مدير الجهاز السوداني من معلومات. مع ذلك صور المطبلون السودانيون الفريق صلاح قوش بأنه الرجل الذكي الذي اعتمدت عليه سي آي ٱيه. بينما في الواقع فإن صلاح قوش لا يجيد غير تعذيب الصحافيين، ابتزاز رجال الأعمال، قتل الأسرى و الاجهاز على جرحى الحروب الأهلية و زرع الفتن بين قبائل السودان . و هي السمات التى وجدت الهوى عند عمر البشير.
الذين لديهم تصور أو معرفة عامة بالعمل الاستخباراتي يدركون أن ثمة معلومات من فرط حساسيتها يمنع وصولها حتى إلى الرجل الذي يجلس في المكتب البيضاوي ،بينما يمكن أن يطلع عليها من يحمل رتبة النقيب فما فوق من أبناء المؤسسة الأمنية . الا ان المطلع على تلك المعلومات سيفقد حريته في التنقل فيما تبقى من عمره . أي أنه يخضع لضوابط صارمة في التنقل و الالتزام بالتواصل على مدار الساعة حتى في حال تركه للوظيفة . ببساطة لأنه يحمل أسرار الأمن القومي للدولة، يخشى وصولها إلى أيدي الجهات الخارجية - صديقة كانت او معادية .
(٢) منذ كارثة الجاسوس ايلي كوهين في دمشق و الذي اعدمه الرئيس السوري أنذاك محمد أمين الحافظ في مايو ١٩٦٥م لم تمر دولة إسرائيل بتجربة فردية قاسية مثلما حدث مع المجند جلعاد شاليط و الذي أسرته المقاومة الفلسطينية على تخوم مدينة رفح في يونيو ٢٠٠٦. جلعاد و رغم صغر سنه كان يعتبر كنزاً معلوماتيا ً لدي المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي أجبر اسرائيل في عام ٢٠١١ على مبادلته بأكثر من ١٠٢٥ شخص من الأسرى و السجناء الفلسطينيين ؛ منهم نساء و قادة من من كانوا يقضون أحكاماً بمدى الحياة أو المؤبد. الصفقة التي اعتبرتها الصحافة العبرية و على مختلف توجهاتها إذلالاً لدولة إسرائيل..
(٣) ينظر السودانيون و خاصة بالمعسكر المساند للدولة و القوات المسلحة الي مجاهدات الفتى النحيف المصباح ابو زيد طلحة قائد فيلق البراءة بن مالك بإمتنان بالغ . حيث قاد عمليات بطولية مع رفاقه المجاهدين في كل جبهات الشرف ضد الغزاة المحتلين في الجزيرة و الخرطوم، و لاحقا في كردفان ، مدافعين عن وحدة تراب البلاد و كرامة أهلها. الا ان المصباح كثيرا ما اشعرنا بعدم اكتراثه بحساسية الموقع الذي يشغله بالمنظومة العسكرية و الأمنية للبلاد و بموقعه في قلوب معظم الوطنيين السودانيين.
في يونيو ٢٠٢٤ كان قد اعتقل من قبل سلطات دولة نكن لها الكثير من الحب و الاحترام ، حيث من المؤكد خضع لإستجواب أمني و الاستخباراتي طويل قبل أن يطلق سراحه . و لا ندري حتى الآن ما أدلى به لتلك الجهات . مهما يكن حجم الود بين الحكومات أو الشعوب إلا أنه من غير المقبول السماح بوصول أسرار الدولة للطرف الآخر. بعد أكثر من عام تقريباً و منذ اربع ايام يحتجز المصباح مرة أخرى، من قبل سلطات دولة أجنبية ، لكن هذه مرة عند الأمن المصري . و لا يدري الناس طبيعة المعلومات التي أدلى بها للجانب المصري طواعية أو كرهاً.
رغم أننا مجرد شركاء في واجبات الوطن دون الحقوق، و ندرك حجم الإنكسار الذي يظهره بعض أبناء جلدتنا أمام مواطني دول الجامعة العربية ثم الاحتقار الذي يحاول أن يصبغ به تعامله مع بعض أبناء وطنه فور عودته (كمسألة تعويضية)؛ الا أن هذه البلاد بلادنا ، و من حقنا أن نقلق لأن الافادات التي سيدلي بها المصباح أو جلعاد شاليط السودان هي ملك للشعب السوداني و تختص بأمنه القومي و سير عمليات الحرب التي فرضت عليه من قبل قوى الشر .
لهذا من المهم أن يتحرك قائد فيلق البراءة أو غيره من من أؤتمنوا على أسرار الدولة وفق ضوابط صارمة و أطر محكمة .
الاخ الدكتور حامد عبدالرحمن برقو تحية طيبة المصريون يعرفون جيدا أنه ليس لإسلامي السودان أي نشاط سياسي في مصر و ان تواجد قائد فيلق البراءة هناك لزيارة اجتماعية لذا لا نتوقع إطالة حبسه لكن الذي نخشاه هو أن يتم إستجوابه من قبل المخابرات الإماراتية و بذلك تنكشف الخطط العسكرية الميدانية للجيش السوداني للأسف فإن دويلة الامارات العربية اليوم تحكم مصر بسبب المنح و القروض و الودائع المصرفية
08-12-2025, 07:46 AM
دينق عبد الله دينق عبد الله
تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 1889
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة