في خطوة تبرز عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين بلدينا، كانت زيارة دولة رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل الطيب، إلى مصر بمثابة نزهة كبيرة تحمل الكثير من الرؤى والقضايا التي تهمنا جميعاً. لم تكن زيارة عابرة، بل كانت فرصة سانحة لتشخيص التحديات التي تواجهنا معاً، واستشراف مستقبل أفضل يعزز الأمن والاستقرار والازدهار لشعبينا الشقيقين.
الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات الثنائية:
1.الأمن المائي وسد النهضة: قضية المياه، وخاصة ملف سد النهضة، تُعتبر جزءاً أساسياً من حياة كل من مصر والسودان. الأمر يتطلب منا تنسيقاً مستمراً ورؤية مشتركة نضمن من خلالها الاستفادة العادلة من موارد النيل، وحماية أمننا المائي. فالماء، كما تعلمون، هو الحياة!
2.البعد الأمني والحدود المشتركة: فيما يتعلق بالحدود المشتركة، فإن اقتراب المليشيات من الحدود السودانية المصرية(المثلث ) يُعد تهديداً جدياً لأمننا. أي اختراق لهذه الحدود هو بمثابة دعوة للقلق، ويستدعي التنسيق الأمني القوي لضمان استقرار البلدان. فلا أحد يريد أن تتسلل المشاكل إلى أحضاننا.
3. قضية السودانيين في مصر: أما عن وضع السودانيين في مصر، فالوضع ليس بالصورة المشرقة. فهم يواجهون صعوبات في الدخول بسبب غياب التأشيرات، مما يجلب لهم مشكلات عديدة. وهذا بعد إنساني يحتاج إلى حلول عملية ومرونة، مع احترام القوانين بالطبع. نحن نحتاج إلى تسهيل أوضاعهم..
4.البعد التجاري والاقتصادي: مصر تُعتبر شريان حياة للسودان، حيث تسير المنتجات الضرورية عبر أراضيها. وفي الوقت نفسه، تتدفق إلى الأسواق المصرية العديد من المنتجات السودانية. لذا نحن بحاجة إلى تعزيز آليات التبادل التجاري، ومكافحة التهريب، وتسهيل حركة السلع. فالتجارة بطبيعتها تُقوي الروابط بين البلدان.
5.إعادة إعمار السودان: بعد سنوات طويلة من الخراب، يتطلع السودان إلى إعادة الإعمار، ومصر مستعدة بخبراتها. التعاون المصري في هذا المجال يُعد دعماً حيوياً، يساعد في تجاوز آثار الأزمات. فالتعاون هو أساس البناء والتنمية.
6.الدعم الدبلوماسي الإقليمي والدولي: في ظل التحديات التي تواجه الحكومة السودانية، خاصة مع ظهور مليشيات تنادي بحكومة موازية، يصبح الدعم المصري أساسياً. فنحن نأمل في حصول السودان على دعم مؤثر من مصر في المحافل الإقليمية والدولية، لضمان وحدة البلاد واستقرارها.
7.نسيق أمن البحر الأحمر: منطقة البحر الأحمر تتمتع بأهمية استراتيجية، وتؤكد الحاجة الملحة للتعاون بين الدول المطلة عليه، بما في ذلك مصر والسودان. لابد من العمل معاً لضمان الملاحة الآمنة ومواجهة التهديدات.
تجسد هذه الزيارة أهمية كبيرة، وتوقيتاً ممتازاً لبناء مستقبل أفضل للعلاقات بين السودان ومصر. الحوار البنّاء والتعاون الاستراتيجي في قضايا حيوية، من المياه إلى الأمن، سيعود بالفائدة على شعبينا، ويعزز قدرتهما على مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة