بتشكيل حكومة التأسيس يكون قد تحقق حلم قيام دولة قريش وبمساعدة أبناء الزُرقة الأغبيا كتبه عبدالغني ب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 10:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2025, 09:37 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بتشكيل حكومة التأسيس يكون قد تحقق حلم قيام دولة قريش وبمساعدة أبناء الزُرقة الأغبيا كتبه عبدالغني ب

    09:37 PM August, 06 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    قبل أيام، وتحديدا في السادس والعشرين من يوليو 2025، ارتفعت في سماء مدينة نيالا، عاصمة دارفور الكبرى سابقا، وعاصمة دولة غرب السودان الوليدة حاليا، أعلام لم تألفها العين من قبل.
    لم تكن علم السودان المعروف، ذلك الذي مزقته الحرب الأهلية الأخيرة شر ممزق، بل راية جديدة، ذات ألوان ترابية وبندقية تتوسطها، ترمز بكل وقاحة إلى الطبيعة الحقيقية للدولة التي أُعلن عن قيامها في ذلك اليوم المشؤوم.
    في ذلك اليوم، وتحت شمس حارقة بدت وكأنها تبكي دما على ما آلت إليه الأمور، وقف قائد ثاني ميليشيا الدعم السريع/عبدالرحيم دقلو، وريث إمبراطورية آل جنيد، ليعلن من على منصة ضخمة نُصبت في ميدان المدينة الرئيسي، عن تشكيل حكومة التأسيس، وبجانبه، لم يقف قادة الميليشيات وقطّاع الطرق وحدهم، بل صُفت كراسي مذهّبة لشخصيات أخرى، كانت وجوهها مألوفة لنا جميعا، كانوا من أبناء الزُرقة، الذين طالما ملأوا الدنيا صراخا عن التهميش والظلم والمواطنة المتساوية، وها هم اليوم يقفون مبتسمين، يصفقون بحرارة لتحقق حلم لم يكن يوما حلمهم، بل حلم الجنجويد الرباطة.
    إنه مشهد سريالي، كوميديا سوداء، فاقت في بشاعتها كل ما يمكن أن يكتبه كاتب مسرحي عبثي. لقد تحققت النبوءة التي همس بها الكثيرون وتجاهلها الأكثرون، وهي قيام دولة العطاوة أو آل جنيد، جمهورية النهب المنظم، تتويجا لعقود من التخطيط والتآمر والعمل الدؤوب لما كان يُعرف بالتجمع العربي أو حلم دولة قريش الكبرى، ذلك المشروع الذي يمتد من سهول دارفور، عبر تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى، والذي يهدف إلى نحت دولة على أساس عرقي وعشائري، يكون فيها الولاء للقبيلة لا للوطن، والقانون هو قانون الغاب، والثروة غنيمة لمن غلب.
    الطامة الأكثر إيلاما، أن هذا الحلم ما كان ليتحقق لولا الخيانة المزدوجة، خيانة النخب المركزية في الخرطوم التي صنعت الوحش، ثم خيانة بعض نخب الهامش التي أطعمت الوحش لحم أهلها مقابل فتات السلطة.
    (جذور الحلم المسموم: من قريش والتجمع العربي إلى الجنجويد)..
    لم يولد هذا المشروع من فراغ، أو مع اندلاع حرب أبريل 2023، بل أن جذوره أعمق بكثير، تضرب في تربة التيه الوجودي والسياسي الذي عاشته بعض المكونات العربية في حزام الساحل الأفريقي.
    فكرة التجمع العربي التي تأسست في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بدعم ورعاية من أنظمة مثل نظام معمر القذافي في ليبيا، كان تعبيرا عن أزمة هوية لمجموعات شعرت بأنها ليست أفريقية بما يكفي، وليست عربية، بما يكفي في نظر عرب الحجاز ونجد. كانوا عرب شتات أفريقيا، يحملون إرثا ثقافيا ولغويا عربيا، لكنهم يعيشون في بيئة جغرافية وديموغرافية أفريقية خالصة.
    كان الحل، في نظر منظّري هذا المشروع العنصري البغيض، هو خلق كيان سياسي خاص بهم، دولة تمتد عبر الحدود الاستعمارية الهشة، تعيد رسم الخارطة على أساس العرق واللسان.
    لم يكن مشروعا وطنيا بالمعنى الحديث، بل مشروعا إمبراطوريا بدائيا، يستلهم أمجاده من غزوات الماضي السحيق ويحلم بدولة قريش جديدة في قلب أفريقيا.
    يزعمون أن حدود الدول الحالية، هي حدود مصطنعة رسمها المستعمر لتفريق الأمة، وواجبهم، هو إزالة هذه الحدود وتوحيد أبناء العروبة في كيان واحد قوي يحفظ هويتهم ومصالحهم.
    وجد هذا الحلم ضالته في النظام الحاكم في الخرطوم، منذ عام 1989، الذي كان يبحث عن وكيل محلي لتنفيذ سياساته القذرة في دارفور وغيرها من الأقاليم المتمردة، ولم يجد أفضل من هذه المجموعات، التي تحمل السلاح ببراعة، وتؤمن بتفوقها العرقي، ولا تشعر بأي ولاء للدولة السودانية المركزية التي طالما همشتها هي الأخرى، ليلد الجنجويد، ليس كقوة أمنية مساعدة، بل كذراع عسكري لمشروع سياسي أيديولوجي قديم.
    لقد منحهم نظام البشير الغطاء السياسي والشرعية الاسمية والسلاح، وفي المقابل، قاموا هم بتنفيذ الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور.
    كانوا يقاتلون بضراوة ليس فقط من أجل حفنة من الدولارات أو رتب عسكرية، بل من أجل الحق التاريخي في الأرض. كل قرية تُحرق، وكل أرض تُستولى عليها، كانت خطوة أقرب نحو تحقيق الحلم الكبير. كانت دارفور هي المختبر، والجائزة الكبرى في آن واحد.
    ثم جاءت ثورة ديسمبر 2018 المجيدة، وخرج ملايين السودانيين، من كل الأعراق والقبائل والمناطق، يهتفون حرية، سلام، عدالة، وللحظة وجيزة، بدا وكأن شبح التقسيم والهويات القاتلة قد تبدد، وبدأ وكأن السودان الجديد، سودان المواطنة المتساوية، ممكن التحقق.
    لكن في قلب هذا الحلم، كان الثعبان ينمو. ميليشيا الدعم السريع -الجنجويد، قدمت نفسها كحامية للثورة، وانطلت الخدعة على الكثيرين.
    لقد نسوا، أو تناسوا، أن هذه الميليشيا، هي أداة القتل التي استخدمها النظام البائد. نسوا مجزرة فض الاعتصام، وصدّقوا شعارات حميرتي الرنانة عن محاربة الفساد ودعم الحكم المدني، بينما كان في الخفاء يبني إمبراطوريته الاقتصادية والعسكرية، ويستعد للانقضاض على الدولة بأكملها.
    عزيزي القارئ..
    كانت حرب 15 أبريل 2023، هي لحظة الحقيقة، إذ لم تكن حربا بين جيش وميليشيا متمردة، كما حاول البعض تبسيطها، بل كانت، في جوهرها، الفصل الأخير من فصول مشروع (دولة قريش). كانت الغزوة الكبرى التي تهدف إلى تفكيك الدولة السودانية المركزية والاستيلاء على مفاصلها، أو على الأقل، اقتطاع الجزء الأكثر ثراءا.
    لقد قاتل الدعم السريع، ليس من أجل الديمقراطية، كما زعم، بل من أجل الغنيمة. كانت الخرطوم هي مكة الجديدة التي يجب فتحها. كل بنك نُهب، وكل مصنع دُمر، وكل بيت استُبيح، كان جزءا من استراتيجية العطاوة، وهي إجبار المجتمع على الخضوع عبر تدمير سبل عيشه ومصادر قوته.
    (مهندسو الخيانة: ميثاق نيروبي وإعلان نيالا)..
    وهنا نصل إلى الفصل الأكثر حزنا وسخرية في هذه الملحمة المأساوية. دور أبناء الزُرقة الأغبياء، هذا المصطلح، الذي قد يبدو عنصريا، هو في الحقيقة وصف سياسي دقيق لحالة فريدة من الانتحار السياسي والأخلاقي.
    مع استعار الحرب، وتيقن قيادة الدعم السريع من استحالة السيطرة على السودان بأكمله، تغيرت الاستراتيجية وتحولت من محاولة ابتلاع الدولة إلى اقتطاع دولة. ولكن، كيف يمكن لميليشيا ذات سمعة إجرامية وتكوين عرقي واحد أن تحصل على الشرعية السياسية محليا ودوليا؟
    هنا برز دور هؤلاء الحلفاء من غير المكون العربي. شخصيات سياسية، قادة حركات مسلحة، مثقفون وناشطون، وجدوا في تحالفهم مع الميليشيا فرصة ذهبية. بعضهم كان انتهازيا خالصا، رأى في خزائن الذهب المنهوب والدعم الإقليمي السخي، فرصة لتحقيق مكاسب شخصية طالما حلم بها، وبعضهم الآخر، وهم الأكثر غباءا، صدّقوا بالفعل أنهم يستطيعون ترويض الوحش واستخدامه لتحقيق أجندتهم الخاصة المتمثلة في تفكيك دولة 56 وبناء سودان جديد على أنقاضها.
    كان ميثاق نيروبي، الذي وُقّع في أواخر شهر فبراير 2025، هو وثيقة الخيانة الأولى، حيث كُتب بلغة حقوقية منمّقة، وتحدث عن الحكم الفيدرالي والعدالة الانتقالية وإعادة هيكلة الجيش، لكن بين سطوره، كان يمنح الشرعية الكاملة لميليشيا الدعم السريع كقوة سياسية وعسكرية شبه وحيدة في السودان.
    البند في الميثاق (لغة التضليل): الحقيقة على الأرض (لغة الواقع)
    تأسيس سودان جديد على أُسس المواطنة المتساوية.. والحقيقة، تأسيس دولة على أساس التفوق العرقي لمكون واحد وحلفائه الصغار.
    الحكم الفيدرالي الذي يمنح الأقاليم سلطاتها.. والحقيقة، حكم مركزي من نيالا، تسيطر فيه الميليشيا على كافة الموارد بالقوة.
    إعادة هيكلة القطاع الأمني والعسكري.. والحقيقة، حل الجيش السوداني ودمج ما تبقى منه في ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد).
    العدالة الانتقالية وجبر الضرر.. والحقيقة، عفو شامل عن كل الجرائم المرتكبة منذ 2003، وتعيين الجناة قضاة.
    أما إعلان نيالا في يوليو 2026، فكان مجرد تتويج عملي لذلك الميثاق النظري. لقد تحول أبناء الزُرقة إلى وزراء في حكومة العطاوة. صاروا يبررون النهب باعتباره استردادا لحقوق تاريخية، ويصفون التهجير القسري بأنه إعادة توزيع ديموغرافي عادل، ويتحدثون عن حكومتهم التي تسيطر عليها ميليشيا واحدة باعتبارها أوسع جبهة وطنية في تاريخ السودان.
    إنه غباء مذهل، لظنهم أنهم يركبون النمر ليصلوا إلى وجهتهم، لكنهم لم يدركوا أنهم ليسوا سوى الوجبة التالية على قائمته.
    لقد أعطوا الشرعية السياسية والغطاء الوطني لمشروع التجمع العربي، المشروع الذي يهدف في نهايته إلى استعبادهم هم أنفسهم، وبقية المكونات غير العربية في الدولة الجديدة.
    أصبحوا مجرد ديكور في واجهة محل، بينما تتم التجارة الحقيقية في الغرف الخلفية بين قادة الميليشيا ورعاتهم الإقليميين والدوليين.
    (تشريح دولة العطاوة: جمهورية النهب المنظم)..
    ما هي طبيعة هذه الدولة التي أُعلنت في نيالا؟
    إنها ليست دولة بالمعنى الحديث للمؤسسات والقانون والعقد الاجتماعي، بل أقرب إلى كونفدرالية قبائل مسلحة تديرها شركة تجارية ضخمة.
    1. الاقتصاد: يقوم اقتصاد دولة العطاوة على ثلاثة أعمدة:
    الذهب: السيطرة الكاملة على مناجم الذهب في دارفور وكردفان، وتهريبه للخارج لتمويل الآلة العسكرية وشراء الولاءات.
    الضرائب: فرض ضرائب ورسوم غير قانونية على كل شيء، التجارة، الزراعة، الرعي، وحتى المرور عبر الطرقات. إنها دولة تعيش على ابتزاز مواطنيها.
    التجارة الحدودية: السيطرة على المعابر مع تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا، وتحويلها إلى ممرات لتهريب السلاح والبضائع والمخدرات والبشر.
    2. السياسة: لا توجد سياسة، بل بيعة، والولاء ليس للدستور أو القانون، بل لشيخ القبيلة وقائد الميليشيا.
    حكومة التأسيس المعلنة، ما هي إلا مجلس إدارة لمصالح آل جنيد وحلفائهم، والوزراء من أبناء الزُرقة هم موظفون تنفيذيون، صلاحياتهم لا تتجاوز التوقيع على القرارات التي تُملى عليهم.
    3. المجتمع: يتم إعادة تشكيل المجتمع على أسس عرقية صارمة. المكون العربي الذي تنتمي إليه قيادة الميليشيا، هو المواطن من الدرجة الأولى، له حق حمل السلاح والسيطرة على الأرض والموارد.
    أما القبائل المتحالفة، تأتي في الدرجة الثانية، تشارك في الغنيمة بنسب متفاوتة، وبقية المكونات، خصوصا تلك التي قاومت المشروع، فهي في الدرجة الثالثة، تعيش تحت رحمة المنتصرين، وتدفع الجزية، مقابل حقها في الحياة.
    اليوم، ونحن ننظر إلى المشهد من بعيد، نرى بوضوح كيف تحققت هذه الكارثة، لقد تحققت بتواطؤ العالم الذي اكتفى ببيانات القلق، وبفشل نخب الخرطوم التاريخي في بناء دولة المواطنة الحقيقية، وعقود من سياسات فرّق تسد التي انتهجها النظام البائد.
    لكن العامل الحاسم، والقطرة التي قصمت ظهر البعير، كانت تلك الخيانة المزدوجة من بعض أبناء الهامش، خيانة من باعوا قضيتهم من أجل منصب زائل، وخيانة من غلّبوا غباءهم الأيديولوجي على مصالح أهلهم وشعوبهم، لقد ساعدوا بأيديهم في بناء السجن الذي سيسجنهم، ومنحوا الشرعية للنظام الذي سيستعبدهم.
    وفي الختام.. لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لأبناء الزُرقة الكرام، فبفضل جهودهم الجبارة، وبوعي منهم أو بدونه، أهدوا على طبق من ذهب ما كان أجداد القوم يحلمون به في أبعد كوابيسهم، دولة العطاوة المجيدة.
    لقد أثبتوا للعالم أنهم ليسوا بحاجة إلى استراتيجية محنّكة لإعادة التاريخ للوراء، بل يكفي قليل من النوايا الطيبة وكثير من السذاجة المباركة لتحويل حلم دولة قريش من مجرد أسطورة غابرة إلى واقع يُعاش بكل تفاصيله القبلية والعنصرية.

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de